نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


الجامعة تتسع لليهود وليس للأخوان .... خفايا إبعاد مفتي مصر واختيار الطيب لمشيخة الأزهر




القاهرة - رشيد نجم - رغم كل التوقعات التي تنبأت بتولي الشيخ علي جمعة مشيخة الازهر الا ان موانعا كثيرة كانت موجودة وكنا قد اشرنا لها سابقا في تقاريرنا السابقة جعلت كفة الميزان تميل بشكل كبير للشيخ الدكتور احمد الطيب ليفوز بالمنصب الذي يتطلع كل عالم دين مصري الوصول اليه، فبين السياسة والواقع والتاريخ الشخصي لعبت العوامل دورها وحددت الشخص المناسب للمكان المناسب


مفتي مصر الدكتور  علي جمعة
مفتي مصر الدكتور علي جمعة
علما ان العرف الذي كان سائدا كان يقضي بان يتولى مشيخة الازهر من يشغل المنصب الاعلى بدار الافتاء، وهو الامر الذي تم تطبيقه على الشيخ جاد الحق علي جاد الحق والشيخ الدكتور محمد سيد طنطاوي، الا ان العرف كسر ولم يسري على الدكتور علي جمعة.

اول الموانع لتولي جمعة المنصب كان خلفيته اللاأزهرية، فهو الملتحق بالازهر الشريف ليحصل على الدراسات العليا بعد حصوله على بكالوريوس التجارة من جامعة عين شمس، وهذا الامر الذي دفع اعضاء مجمع البحوث الاسلامية الى الاجتماع برئاسة الدكتور عبد المعطي بيومي لاتخاذ القرار السلبي بشبه اجماع.

المانع الثاني والذي دفع القيادة السياسية للتفكير مليا بتوليه المنصب ومن ثم استبعاده هو شخصية الشيخ علي جمعة المعروفة بالصلابة وهو امر من الصعب جمعه مع من يتولى مشيخة الازهر اذ المطلوب المرونة وسهولة التعامل، وخير دليل الصلابة التي ابداها جمعة بتعامله مع الصحف خصوصا بعد ازمته مع صحيفة الوفد عند هجومها على مؤسسة مصر الخير التي يتراسها ، ومن الموانع الاخرى والتي يرى المراقبون انه كان من الممكن التغاضي عنها لولا وجود الموانع الاخرى كثرة اسفاره التي من الممكن ان تؤثر بالسلب على طريقة توليه المنصب.

من الناحية الاخرى فان عوامل اخرى ايضا لعبت دورها الى جانب شيخ الازهر الجديد الدكتور احمد الطيب وابرزها المعركة التي خاضها عندما كان رئيسا لجامعة الازهر عام 2007 مع جماعة الاخوان المسلمين المحظورة، عندما قال عند اعتقال الامن لـ 25 طالبا اخوانيا " ان الجامعة تسع اي شخص حتى اليهود ولكنها لا تسع طلاب الاخوان"، وذلك على خلفية عرض رياضي اقامه الاخوان في الجامعة اعتبرته الجهات الامنية عرضا عسكريا، وهي الازمة التي امتدت الى اعتقالات كثيرة في صفوف الجماعة المحظورة بالاضافة الى قيادات من الصف الاول وكشف مصادر التمويل، وحسب المحللين فان ما جرى سابقا كان صفحة بيضاء للطيب مع السلطات، حتى ان الاخوان لم ينسوا الواقعة وقالوا ان تعيينه في مشيخة الازهر هو مكافاة له على موقفه المتشدد، وهنا لا بد من الاشارة الى ان الاخوان يملكون عدة مآخذ على تعيين الطيب ايضا منها ان قرار التعيين اتى من الرئيس حسني مبارك في الوقت الذي كان فيه رئيس الحكومة احمد نظيف مكلفا بادارة البلاد مما يفقد القرار شرعيته.

ولا شك بان الانتماء السياسي للطيب سيشكل له صداعا في الفترة المقبلة وهو ما دفعه الى الاعلان بانه لا يعتقد
بوجود أى تضارب بين كونه شيخاً للأزهر وعضواً للمكتب مشددا على ايمانه بفكر الأزهر المعتدل، وأنه يحارب فكريا كل من يخالف وسطية الأزهر واعتداله، وبرر كثيرون هذا الكلام كمحاولة للافلات من الاستقالة من عضوية الحزب الوطني والمكتب السياسي التي يراها الكثيرون تتعارض فعلا مع رئاسة الازهر، لكن الامر وكما يبدو بيد الرئيس مبارك، فكما قرر تعيينه من مستشفاه الالماني فان بقاء الطيب في الحزب بيده ايضا وكلما مر الوقت فيبدو ان الطيب باق في المكانين والمنصبين

رشيد نجم
الثلاثاء 30 مارس 2010