نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة

تأملات في الثورة الفاشلة

16/03/2024 - ماهر مسعود


الزواج في سن المراهقة و الطفولة المسروقة من فتيات الكاميرون




ياوندي - انتهت طفولة ايمانيول اكاسيس حينما كان عمرها بالكاد 14 عاما، فبعد اغتصابها وحملها في جنين نجحت عمتها في تزويجها لرجل عمره 30 عاما.


تقول اكاسيس اليوم وبعد عقدين على هذا الأمر إن "لم أحب هذا الرجل أبدا ولم أكن لأتزوج منه ولكن كان لدي طفل يجب رعايته ولم يكن أمامي أي بديل أو خيار آخر سوى هذا".

ولا تعد حالة اكاسيس الاستثناء الوحيد في الكاميرون حيث يتم إجبار واحدة من بين كل ثلاثة فتيات في عمر الطفولة على الزواج، ويعد هذا الأمر وفقا لبيانات صندوق الإسكان التابع للأمم المتحدة ظاهرة منتشرة وبالأخص في المناطق الريفية الأكثر فقرا في البلاد.

لا تسرق طفولة هؤلاء الفتيات فحسب بل إن 80% منهن يحرمن من الحق في التعليم، وفقا لدراسة أجرتها الأمم المتحدة، هذا بخلاف الكثير من الأشياء المؤسفة التي قد يتعرضن لها بسبب هذا الأمر.

ويأتي هذا بالتأكيد بجانب إجبار هؤلاء الزوجات الصغيرات على ممارسة العلاقات الجنسية مما يعرضهن لخطر الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة الايدز، حيث يسود اعتقاد خاطئ بين الأوساط غير المتعلمة من السكان، أن الزواج من فتاة بكر صغيرة السن يحول دون الإصابة بالفيروس، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تتزايد احتمالات تعرض تلك الفتيات لأمراض أخرى تنتقل عن طريق الجنس، بسبب عدم توافر التوعية أو الرعاية المناسبة.

جدير بالذكر أن أحد الأسباب الأساسية وراء رواج ظاهرة زواج القاصرات يرجع إلى تعدد الزوجات أو مشاركة النساء للرجل الواحد وهو أمر شائع في الكاميرون، كما أنه في بعض الأحيان قد تحمل الفتيات الصغيرات وجسدهن ليس مستعدا لتحمل صعوبات الوضع، بحسب ما رصدته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف).

وتتعرض نسبة كبيرة من هؤلاء الفتيات للوفاة أثناء الولادة أو بسبب مضاعفات الحمل وهو الأمر الذي يعمل في نفس الوقت على زيادة احتمالات بقاء أطفالهن على قيد الحياة أو معاناتهم دون عائلة في المستقبل حتى لو تمكنوا من البقاء.

وتصف المسؤولة بـ(يونيسيف) فرانشيسكا مونيتي الأمر بقولها "إنها مأساة مزدوجة حيث يتوجب على الفتيات مواجهة العنف وسوء المعاملة بأشكالها المتنوعة والتي لا تقتصر فقط على الانتهاكات الجنسية، فضلا عن أنه لا تتوافر لديهن أي وسائل لحماية أنفسهن"، ماديا وحياتيا.

ووفقا للبيانات الرسمية لمنظمة الأمم المتحدة فإن اثنتين من كل خمس فتيات قاصرات تقل أعمارهن عن 18 عاما يتم زويجهن في وسط أفريقيا أو غربها، وتحتفظ النيجر بأكبر نسبة على الصعيد العالمي داخل هذا الاطار (75%) تليها تشاد (72%) ثم غينيا (63%(.

وكما يحدث في أغلب دول المنطقة فإن سلطات الكاميرون لا تفعل الكثير لحماية هؤلاء الفتيات القاصرات. تجدر الإشارة إلى أنه بحسب نص القانون فإن الزواج ليس مسموحا به حتى سن 15 عاما بالنسبة للإناث و18 بالنسبة للذكور، ولكنه يشترط في نفس الوقت ضرورة قبول الطرفين، إلا أنه على أرض الواقع يضرب بهذا الكلام عرض الحائط.

وتعتبر وزيرة حقوق المرأة ماري تيريز أبينا أوندونا أن "بيع الفتيات على أنهن متاع أو متعلقات شخصية يعد أمرا غير أخلاقي"، ولكن على الرغم من جهودها إلا أنها لم تنجح حتى في إقناع حكومتها برفع سن الزواج المنصوص عليها قانونيا. وربما تكون هناك أسباب أخرى وراء تفشي هذه الظاهرة من بينها الوضع الاقتصادي للكاميرون ومستوى التعليم فوفقا للأمم المتحدة فإن ثلث سكان البلد الأفريقي البالغ تعداده 22 مليون نسمة يعيشون تحت خط الفقر، لذا فإن تزويج الفتيات يعد في بعض الأحيان بالنسبة لبعض العائلات بمثابة استراتيجية لتحسين الوضع الاجتماعي.

يشار إلى أنه حدث شيء مشابه مع اكاسيس حيث تلقت خالتها "اكرامية" جيدة من الرجل الذي أجبرتها على الزواج منه حيث رزقت منه بعدها بثلاث سنوات بابنين ولكنها بعد وفاته بقيت وحيدة مع رضيع وطفلين أكبر منه، لا تدري كيف تعولهم.

وبفضل منظمة غير حكومية وبعد معاناة استمرت لعدة شهور تناضل من أجل لقمة العيش تمكنت من فتح كشك للعمل فيه ومحاولة استعادة جزء من حياتها التي فقدتها.

نجالا شيمتوم وكريستين باليتسا
السبت 20 يونيو 2015