القذافي يجلب لنفسه المزيد من الاهانات بمقاضاة ثلاث صحف مغربية بتهمة المس بكرامته

وقد سخر دبلوماسي أوروبي في الرباط من سذاجة العقيد القذافي وقال لصحيفة الهدهد الدولية : الظاهر أن الزعيم الليبي سيجلب المزيد من الاهانات لنفسه ونظامه في هذه القضية فالكل يعرف أنه أتى الى الحكم بانقلاب عسكري وهذه مسألة مثبتة تاريخيا لا يصعب على أي محامي متمرن أثباتها .
اما مدير أحدى الجرائد المدعى عليها والذي لم يشأ ان تحدد صحيفة الهدهد الدولية جريدته حتى لا تستغل السفارة الليبية في الرباط أقواله في جلسة الغد فقال عن المواقف الطفولية : يكفي أن نأتي بشريط الجزيرة الذي بث على الهواء مباشرة أثناء انعقاد قمة الدوحة وقال فيه القذافي أنه ملك ملوك أفريقيا وأمير المؤمنين لتقتنع أية محكمة في العالم أنها لا تتعامل مع كائن ناضج سوي ومكتمل الشخصية .

وكان صحافيون مغاربة قد أحتجوا على وصف مواقف العقيد القذافي بأنها طفولية من منطلق أنه لا يجوز ان يوصف بالطفولة من يعلق المشانق لمعارضيه في طرابلس وبنغازي ومن يعذبهم بالسجون ويميتهم ببطء فهذه مواقف اجرامية لا يجوز ان توصف بانها مواقف طفولية .
وتأييدا لهذا الاتجاه الذي تبناه صحافيون مغاربة أصدرت 19 منظمة مصرية من منظمات المجتمع المدني بيان تأييد للصحف الثلاث أعلنت فيه تضامنها مع الصحف المتهمة باهانة القذافي وقالت المنظمات المصرية في بيانها : يبدو ان الرئيس القذافي يرغب في اسكات الأصوات المنتقدة لطريقة حكمه التي ترفض منافقته ولا سيما مع اقتراب الذكرى الاربعين لاستيلائه على السلطة في ليبيا ونحن نتضامن مع الصحف الليبية الثلاث ونضيف مصر للدول التي وصفوها بالبعد عن الديمقراطية ليصبح الانتقاد موجها لكل دول شمال افريقيا .

واضاف المتضامنون المصريون في بيانهم قولهم : ان العقيد القذافي الذي دأب على اطلاق التصريحات الرنانة عن اصلاحات مزعومة في الاعوام الأخيرة نسي أو تناسى أنه لا ديمقراطية دون حرية تعبير وان قمع حرية التعبير هو سمة من سمات حكومات شمال افريقيا جميعا لا سيما ليبيا وتونس .
وقد فوجئت الصحف المغربية الثلاث في الجلسة الأولى بأن النيابة المغربية هي التي حركت القضية بناء على طلب السفارة الليبية بالرباط مع ان الفصل 71 من قانون الصحافة المغربية ينص على ان المعني مباشرة بالقذف هو الذي يجب ان يحرك الدعوى وليس من المعروف بدقة ما هي تعليمات القذافي لسفارته التي يبدو انها ستورطه بمزيد من الاهانات في هذه القضية التي تتيح فتح سجله بالكامل منذ وصل الى السلطة بانقلاب اطاح بالملك ادريس السنوسي مطلع ايلول - سبتمبر من عام 1969
ويعتقد بعض الصحافيون المغاربة ان لحكومة المغرب غرضان من تحريك هذه الدعوى الاول تحسين علاقاتها المتوترة دوما مع طرابلس والظهور بمظهر المدافع عن شخصه بوجه منتقديه والثاني الانتقام بالقانون من بعض الصحف التي تعارضها وقد سبق أن فرضت محكمة مغربية هذا العام اعلى غرامة في تاريخ المحاكمات الصحافية ضد جريدة المساء بهدف اضعافها ودفعها للمساومة على مواقفها لكن هؤلاء يقولون كما قال الدبلوماسي الأوروبي ان الدعوى الحالية ستجلب للقذافي المزيد من الاهانات ونبش السجلات غير المشرفة اما عن دور الحكومة المغربية في تحريك الدعوى فيضيفون : انتظروا فقد ينقلب السحر على الساحر