نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


سليمان دوغا ل "الهدهد الدولي ": لسيف الإسلام القذافي مستقبلان إما أن يحكم ليبيا أو يختار منفاه




طرابلس - صوفية الهمامي - سليمان دوغا إسم مهاجر بين أعمدة الصحف وشاشات التلفزيون بحثا عن الحرية والكتابة والإبداع، إسم شارد في ليل الوجع بين مأساة الذات والوطن.. كتب لكل عين تقرأ سطوره وفجر نبعا لكل من يريد أن يشرب، فالكتابة سلاحه ضد قشعريرة الغربة وضد النسور والعقبان المحوّمة في سمائه والمترصدة به.
حين إستحال تواصله مع إعلام مكسر النوافذ مزروع في المسافة بين الثورة والزلزال رحل سليمان برغبة منه وإختار منفاه عن حب، لكن بعد تدخل من سيف الإسلام القذافي تمكن سليمان من العودة إلى وطنه بعد خمسة عشر عاما من الغياب ليشارك في البناء الإعلامي، ويتولى منصب نائب رئيس مجلس إدارة شركة الغد للخدمات الإعلامية .


سيف الاسلام القذافي ....مستقبل مفتوح على كل الاحتمالات
سيف الاسلام القذافي ....مستقبل مفتوح على كل الاحتمالات
سليمان دوغا إيقاع يسكن في قلق السؤال، إذن فلابد من هذا الحوار لتدمير الوحشة وكسرا الغربة ...

سليمان دوغا:الفساد يضرب معظم المؤسسات الليبية والعربية
سليمان دوغا:الفساد يضرب معظم المؤسسات الليبية والعربية
* منذ شهرين تقريبا عاد سليمان دوغا الذي أعلن لندن منفاه الأخير إلى بلده ليبيا ليستقر بها، وبين المغادرة والعودة كانت هناك حكاية، هل لنا أن نطلع على ظروفها؟
- لأن أمي ليبيا حكمت علي بالوعي المبكر وأنا في سن السابعة عشر انطلقت في ممارسة حقي في الكتابة وحرية التعبير كمواطن ليبي أدرك بأن هذين الحقّين سيؤمنان له المواطنة الفعلية التي هي حجر الزاوية في نظرية الحداثة عموما، وفي الفكر الديمقراطي بالتحديد.
لكن حين أغلق هامش الحرية في وجهي ، أحست بالمرارة واختنقت ولم يعد بمقدوري العيش في بلدي، فغاردت مع أسراب الطيور المهاجرة بحثا عن الحرية، بين عمان ولندن أكملت دراستي وقررت الإستقرار نهائيا بلندن.
قصة عودتي، كانت عن طريق دعوة وصلتني سنة 2008 من مركز الكتاب الأخضر الذي كان يرؤسه عبد الله عثمان، لأشارك بورقة خلال المؤتمر العربي للإعلام الإلكتروني، أشرفت عليه هالة المسراتي التي لم تنتبه إلى أنني لم أعد إلى طرابلس منذ خمسة عشر سنة وكان لابد من التدخل لتسوية ملفي الأمني.
فعلا تمت التسوية وكان شرطي أن أتكلم بحريتي، ودخلت طرابلس دون مشاكل أمنية، وقدمت ورقتي بكل حرية وإلتقيت أصدقائي وأهلي ولمست إهتمام الاعلام الليبي بشخصي، وكانت فعلا الزيارة التي وثقت علاقتي ببلدي بعد غياب طويل وأعادت لي الأمل لأني أحسست بإرادة جادة من القيادة الليبية للانفتاح على الداخل والخارج. وحين عدت إلى لندن كان يراودني أمل صناعة إعلام ليبي متقدم.
* إذن أنت من سعى لشركة الغد للخدمات الإعلامية؟
- أبدا.. قبل سنة ونصف جمعني لقاء بالمهندس سيف الاسلام القذافي وتحدثنا عن الإعلام الليبي، وأقنعته بفتح مركز لتدريب الصحافيين وشجعته للقيام بهذه الخطوة لأنها السبيل الوحيد الذي سينهض ويتقدم بالإعلام الليبي ويؤطر الصحفيين، والمهندس سيف الإسلام يعلم جيدا أننا لا نملك صحافة متقدمة ولا صحفيين محترفين.
وفعلا بدأنا العمل في هذا الإتجاه، كما فكرت في تقديم برنامج أسبوعي في قناة المتوسط الليبية، بدلا من قناة الحوار في لندن كمساهمة مني في الإعلام الليبي . غير أن المهندس سيف الإسلام رغب أن أكون نائبا لمدير القناة إلا أن هذا الأخير رفض أن أعمل معه في هذا المشروع، فاكتفيت بتقديم برنامج أسبوعي. لكن الأمور تطورت بعد ذلك عندما طلب مني المهندس سيف الاسلام أن أدير شركة الغد للإعلام.
* هل أنت المنقذ المنتظر لشركة الغد التي إنهارت تقريبا بقنواتها وصحفها ؟
- ليس تماما... قد أنجح في وضع أساسات صلبة لإعلام جديد وهذا سيجعلي راض على نفسي، لكن يجب أن يكون العمل جماعيا، إيماني وقناعتي في هذا الوضع الإعلامي الحرج إننا بحاجة إلى تأسيس فريق لنعمل سويا.
* كيف ذلك وشركة الغد مفلسة معنويا وماديا حسب ما يتردد في ليبيا؟
- شركة الغد تعاني من مأزقين، الأول أنها لم تهيكل إداريا بالشكل الصحيح، والثاني أنها لم تنجح في بناء صرح إعلامي مهني ومحترف، بالتالي، أعتقد أن الخروج من هذين المأزقين هو إعادة ترتيب الهيكل الأساسي والرسالة الإعلامية شكلا ومضمونا، وهذه قناعة سيف الاسلام لأنه يشعر بعدم رضا أداء الشركة.
* هل يعود ذلك إلى التعيينات المتواترة على الشركة، فمن يعين اليوم يفصل بعد أيام أو أشهر ؟
- غياب الإستقرارعصف بالشركة ونتمنى لها أن تستقر، الغد تحاول أن تكون ذات بعد جماهيري وتطبق ما دعت إليه النظرية الجماهيرية أي أن يكون الإعلام مملوكا للشعب، وهذه فلسفة جميلة، لكن القائمين عليها لم ينجحوا في تجسيدها على أرض الواقع، علما وأن أصحاب الشركة هم من شرائح مختلفة من المجتمع الليبي.
* ألا ترى أن شركة الغد التي يشرف عليها سيف الاسلام قد خسرت صورتها مع من عملوا فيها وتعاملوا معها؟
- ربما... مشكلة الشركة أنها لا تتلقى دعمها من اللجنة الشعبية العامة أي من الدولة، إنما تعتمد على أسهم الملاك وهي للأسف أسهم متواضعة وما يزال حتى الآن المأزق المالي عائقا أمام تحقيق أهداف الشركة.
* ديون شركة الغد بلغت 3 مليون دولار، لكنها لم تقدم مقابل هذا المبلغ الضخم أي إنجاز إعلامي يذكر أين ذهبت تلك الأموال ؟
- للأسف الشديد شركة الغد تأسست في مناخ دولة تعيش في العالم الثالث، وليبيا ليست إستثناء فالفساد الإداري والفوضى ضربت أغلب المؤسسات الليبية والعربية، ولم تكن الملائكة هي التي تديرهذه الشركة لذلك حدث ما حدث، نحن الآن حريصون على بنائها إداريا بناء يتوفر على المراقبة والشفافية وهذا ما جعلني أعلن على الأنترنيت عن قيمة راتبي وما تحصلت عليه من إمتيازات من سيارة وغيره.
للأسف مازالت العقلية العربية تتعامل مع المؤسسة بمنطق الغنيمة، والغد شركة إسترزق منها الجميع وكدس الثروات إلا هي، جميعهم استفادوا منها دون ان تستفيد هي، وأنا اليوم أدفع ثمن هذا التوجه الأناني.
* القائد معمر القذافي هو من قرر ضم قناة "الليبية" إلى القناة الرسمية، لكن ما سبب توقف قناة "المتوسط" التي حاولت شركة الغد أن تعوض بها "الليبية" ؟
- لنعترف أن تجربة قناة الليبية كانت مميزة لو أحسن صانع القرار في ليبيا الحفاظ عليها وتطويرها بدلا من إلغائها وضمّها إلى قناة الدولة، تراجع الليبية ثم ظهورالمتوسط بصورة لا تعبر عن رؤية شركة الغد وهي أن تكون قناة مغاربية تعبر عن هموم المغاربة وتحولها إلى قناة تضخ المسلسلات على مدار 24 ساعة، هذا ما جعلنا نقرر في مجلس إدارة الغد أن نغلق القناة لتظهر بحلة جديدة .
* هل واجهتك مشاكل وأنت تقرأ ملفات شركة الغد ؟
- نعم، بعضهم نصحني بعدم فتح ملفات الغد ، وأنا أقول كيف لسيف الإسلام الذي يحمل رؤية لليبيا الغد أن يقنع شعبه والشركة التي يرعاها تعاني أكبر نسبة من الفساد.
* وهل أنت من سيقضي على الفساد ؟
- سأحاول لعلي أكون الشخص الذي يرمي حجرا يحرك المياه الراكدة، إرادتي حقيقية وجادة، وإرادة سيف الإسلام تحفزني للسير بشركة الغد إلى غد مشرق.
* ما هي أهم بنود تخطيطكم لمسقتبل شركة الغد للخدمات الإعلامية؟
- بدءا سنتجه لبناء إداري يضمن ألا تقع الشركة في غلطات الماضي، ثم بناء المحتوى الإعلامي، قريبا سنطلق مركزا للأخبار سيكون بمثابة المطبخ الصحفي لكل مكونات شركة الغد، كما سنفتتح مركزا لتدريب الصحفيين.
الأسبوع الماضي صدر قرار إيقاف صحف الغد "أويا" و "قورينا" وتحويلها من صحف ورقية إلى صحف إلكترونية، وهذا القرار كان محزنا ومؤلما لنا جميعا لأن إيقاف صحيفة مثل إجهاض النفس، لكن وجب إعادة ترتيب الأوراق واستراداد الأنفاس، إذ لا يعقل أن يكون داخل صحيفتي أويا وقورينا أكثر من 300 موظف نصفهم مسجل تحت إسم صحفي وهذا الجيش من الصحفيين لا تملكه أعرق المؤسسات الصحفية .
أنا ضد قطع الأرزاق وفي نفس الوقت مع ترشيد عملية التوظيف، لذلك إتخذنا قرارا حكيما وعادلا وهو إخضاع جميع الصحفيين لتدريب يدوم ثلاثة أشهر يتقاضون خلالها رواتبهم، والبقاء لمن يظهر حرفيته ومهنيته.
نحن لسنا على إستعداد لدفع رواتب لمن لا عمل له أو لمن كان يتقاضى راتب لعدم الحضور، هذا هدر مالي لشركة تعاني أزمة.
* مشروع المتوسط أين وصل ؟
- بكل صراحة آن الآوان أن يجتمع إعلاميو المغرب العربي في مؤسسة إعلامية تعمل وفق الإحتراف وتكون ذات بعد سياسي جاد وشفاف، من هنا جاءت فكرة "المتوسط"، هذه الفكرة تغلي في رأس المهندس سيف الاسلام القذافي والإمكانيات المعنوية والمادية متوفرة وليبيا دولة قادرة على الإنفاق بسخاء على هذا المشروع .
* ما رأيك في تناول الأخبار المغاربية من قبل بعض الفضائيات؟
- يغلب عليها التسطيع والتشويه والإستعراض، لأن القائمين على هذه الفضائيات ليسو مغاربة ويتجهون لجمهور غلط.
* كيف ترى سيف الإسلام القذافي بعد أن إقتربت منه ؟
- سيف الإسلام شخص عفوي جدا وبسيط جدا، حقيقة أحزن له لأن الكثير من أحلامه لم تتحقق وأحس بالمرارة التي في قلبه، في نفس الوقت هو رجل عنيد ولا يستسلم بسهولة وأتمنى لو يعطيه والده الفرصة كاملة كي يحقق مشروعه.
كنت وما زلت أحلم بأن تكون إلى جانب سيف نخبة وفية وصالحة، صداقتي مع هذا الرجل متينة ولن تنقطع حتى لو تركت شركة الغد لأننا نتكلم لغة مشتركة ونفكر بصوت عال، الكل يعلم أنني إبن تنظيم ولدي طريقي الذي أسير فيه وهو نفس الطريق الذي وجدت فيه سيف الإسلام.
* كيف ترى مستقبل سيف الإسلام القذافي ؟
- هو بين مستقبلين، إما أن يقود ليبيا أو أن يعيش في المنفى؟
* بماذا تحلم؟
- ربما بوطن للجميع.
* لندن؟
- في لندن تعلمت كيف أنزف بصمت وأفكر وحيدا، صقيع لندن كان ضمادة نزفي ووحدتي. وفي ظلام ضبابها الأبيض أبصرت بوضوح ما يريده بلدي.
* أصدقاء المنفى بلندن؟
- أحن إليهم جدا، وأحن للمنفى الذي قضيت فيه شبابي، أشعر أن عمري قصير لذلك أعيش أرق الإنجاز الذي لم يكتمل.
* هل تشعر بالخوف ؟
- نعم أخاف لأنني أقف على حافة الهاوية، أخاف إعفائي من الحياة مبكرا وقبل أن أنجز ما بدأت فيه، أظن أن موتتي لن تكون طبيعية، أتمنى أن تكون ميتة في سبيل شيء يستحق التضحية.
* هل تتألم ؟
- الألم نتيجة محتومة للوعي، الألم هو طفل الإلتحام بين الحلم وبين العالم الموضوعي، الألم هو وليد الإحتكاك بين صدقك وبشاعة الأشياء حولك .

* من أنت وماذا تريد ؟
- أنا صحفي، هذه حقيقتي الأولى والأصلية، وكل ما عدا ذلك مسخر للصحفي...
* كيف تجد الحياة بعد شهرين من الإقامة في طرابلس؟
- أجدها صعبة للغاية بدون زوجتي وإبنتاي سلام وتالة ...






صوفية الهمامي
الاثنين 1 فبراير 2010