نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


أسطورة نهاية العالم بتقويم المايا تتحول إلى كنز للسياحة المكسيكية




مكسيكو سيتي - أندريا سوسا كابريوس - اتباعا للمثل الحكيم القائل إنه " إذا لم تستطع أن تهزم شخصا ما فتحالف معه "، قررت السلطات المكسيكية التي عجزت عن وقف واحتواء تنبؤات حضارة المايا العريقة التي تؤكد نهاية العالم والتي اجتاحت المكسيك بشكل يشبه موجة من الجنون أن تستغلها من أجل الترويج لحركة السياحة بقوة وحماس.


أسطورة نهاية العالم بتقويم المايا تتحول إلى كنز للسياحة المكسيكية
 ويعتقد عشرات الآلاف من الأشخاص أن أبناء قومية المايا التي تعد حضارة موغلة في القدم ازدهرت في الجنوب المكسيكي وأمريكا الوسطى تنبأوا بأن كارثة ستحل بالعالم في 21 كانون أول/ديسمبر 2012 وتبيد ثقافتهم.
 وثمة ثقل معين لهذه النبوءة حيث أن ثقافة المايا ترعى وتشجع خبراء الفلك وعلم الرياضيات، وعلى الرغم من أن هذه النبوءة ليست صحيحة إلا أن الفكرة التي راجت بنهاية العالم في 21 كانون أول/ديسمبر الحالي أصبحت خزانة تحتوي على كنز بالنسبة لصناعة السياحة وما يتعلق بها من أنشطة اقتصادية بالمكسيك.
 ويوضح الخبراء أن ما يقوله تقويم المايا للتواريخ في الحقيقة هو أن ما سينتهي يوم 21 كانون أول/ديسمبر هو مجرد عصر يضم وفقا لهذا التقويم  2500 عام من أعوام المايا ( ما يوازي 5121 عاما من التقويم الميلادي) كما يؤذن ببداية عصر جديد.
 واستعدت المقاصد السياحية والمواقع الأثرية لحلول هذا اليوم، بينما نظمت الشركات الخاصة جولات سياحية واحتفالات وحفلات لموسيقى الروك.
 ونفذت الحكومة المكسيكية استراتيجية خلال العام ونصف العام الماضيين لجذب الزوار إلى إقليم المايا وتجاوزت هذه الاستراتيجية الهدف المرجو منها حتى قبل موعد نهاية العالم.
 وتقول وزارة السياحة المكسيكية إنه تم تجاوز الرقم الذي تم تقديره في الصيف الماضي ويبلغ 52 مليون من السياح الذين سيزورون الولايات الخمس في الإقليم الواقع في الجنوب الشرقي من المكسيك، وتوضح الوزارة أنه وصل إلى الإقليم حتى تموز/يوليو من العام الحالي 62 مليون سائح. 
وكان الهدف الأصلي يتمثل في اجتذاب 52 مليون سائح خلال 18 شهرا تقع خلال الفترة بين حزيران/يونيو 2011 حتى كانون أول/ديسمبر 2012.
 ويرى المسافرون أن موعد نهاية العالم يمثل فرصة للتعرف بصورة أكبر على حضارة المايا، غير أن هناك الكثيرين الذين يفضلون البقاء في منازلهم وعدم السفر إلى المكسيك أثناء هذه الفترة.
 وحتى وكالة الطيران والفضاء القومية الأمريكية / ناسا / اضطرت إلى أن تصدر بيانا عاما تنفي فيه الشائعات حول نهاية العالم بعد أن تلقت آلاف الخطابات الكثير منها من الأطفال تعبر عن الخوف من نبوءات المايا بقرب نهاية العالم.
 أما المنتمين لجماعات معينة تقتصر على أعضائها فإنهم يرون أن هذا الموعد الخاص يمثل فرصة للتجديد الروحي للبشرية، وسواء أحب ذلك علماء الآثار أم لا فمن المتوقع أن تأتي حشود من الأشخاص يرتدون الملابس البيضاء أمام مواقع المايا البارزة مثل شيشين إيتزا وإيزابا وبالنكيو في كانون أول/ديسمبر 2012 لشحن أجسامهم وأرواحهم بالطاقة.
 وقال ألفونسو دي ماريا إي كامبوس رئيس المعهد الوطني لعلم الأجناس والتاريخ في كانون ثان/يناير الماضي : " لقد أعلنا مرارا وتكرارا إن هذا الموعد لا يمثل نهاية العالم ".
 وأوضح رئيس المعهد أن ما تعنيه العبارات المنقوشة على حجر تورتوجيرو ( التي تذكر هذا الموعد ) إلى جانب ما تقوله حضارة المايا هو أنه في نهاية كل دائرة من الأعوام يبدأ عصر جديد.
 وأضاف كامبوس إن حضارة قومية الأزتك القديمة التي تعيش في وسط المكسيك لديها أيضا نفس الفكرة ولكنها لم تثر ضجة كبرى حولها.
 ويقول أبناء المايا إنه بحلول "الباكتون " الثالث عشر – وهو وحدة زمنية تضم 400 عام – سينتهي عصر طويل في التقويم الخاص بالمايا الذي بدأ في 13 آب/أغسطس عام 3114 قبل الميلاد.
وتم العثور على المعلومات التي أثارت شائعات نهاية العالم منقوشة على حجرين حفرت عليهما في القرن السابع الميلادي، وتشير المعلومات إلى موعد 23 كانون أول/ديسمبر ( وليس 21 كما أصبح شائعا بين الناس ).
 وتم اكتشاف الحجرين في ولاية تاباسكو المكسيكية، وعثر على قطعة منهما في منطقة كومالكالكو وأخرى في منطقة النصب التذكاري السادس الشهيرة في تورتوجيرو بجنوبي ولاية تشوباس، وتقول العبارات المنقوشة على هذا الحجر إنه عندما تكتمل فترة 13 ياكتون ( ويضم كل ياكتون 400 عام ) سيهبط إله الضوء " بولون يوكتي " على الأرض.
 وقال الخبير الألماني سيفن جرونيماير في ندوة حول هذا الموضوع إنه من الواضح أن النخبة في منطقة تورتوجيرو ترى أن عليهم أن يستعدوا لعودة الإله.
 وأضاف إن العمليات الحسابية لتقويم المايا توضح أن نهاية 13 ياكتون تمثل ببساطة نهاية فترة زمنية واحدة والإنتقال إلى دورة زمنية جديدة  على الرغم من أن هذا الموعد مشحون بمعان رمزية مثل تلك الاعتقادات التي تحيط بيوم الخلق.
 ومن ناحية أخرى يستعد علماء وخبراء الآثار لحلول هذا اليوم، وتم افتتاح مواقع أثرية جديدة وتم تنظيف المواقع الحالية كما تم ترميم قطع أثرية مثل قطعة النحت البارز للمايا المعروفة بإسم " العصور الأربعة " بمنطقة تونينا بولاية تشيباس.
 وعلى صعيد الأعمال التجارية نظمت شركات السياحة والترفيه جولات وطرق سياحية وأنواع مختلفة من الأنشطة للإستفادة من الفرص الرائعة التي يتيحها إقليم المايا بالمكسيك.
 ونظم موقع تولوم السياحي الذي يحتوي على أطلال حضارة المايا ويقع بالقرب من الكاريبي  حفلا للموسيقى الإليكترونية يستمر طوال 48 ساعة تحت إسم " مهرجان العد التنازلي لعام 2012 " ومن بين أبرز المشاركين فيه الفنان الأمريكي أليكس جراي المتخصص في الأعمال الفنية البصرية الغريبة.ومن المقرر أن تستضيف مدينة كانكون فعالية " لقاء الشمس " مع تنظيم مؤتمرات وحفلات موسيقية.
 ويعتزم بعض السياح الإحتفاء " بفجر عصر جديد " بإقامة احتفالية خاصة على طرف جزيرة إيسلا موخيريس التي تقع في أقصى الشرق من ولاية كوينتانا رو المكسيكية حيث تزعم الجزيرة أنها " أول موقع سيستقبل أشعة الشمس المشرقة  في ذلك اليوم ".
وبغض النظر عما يقوله أبناء المايا فإن الفكرة السائدة تتمثل في الإستمتاع بهذا اليوم الخاص كثيرا على قدر الإمكان وبدرجة تتفق حقيقة مع الإعتقاد بأن العالم على وشك الإنتهاء وأنه لن يكون ثمة غد.

أندريا سوسا كابريوس
الاثنين 20 أكتوبر 2014