منذ صغري وأنا أتعرض يوميا تقريبا للتحرش والشتائم في شوارع كابول. وكلما كبرت كان الوضع يسوء.
فكرت أنه آن الأوان كي أتصرف وأناضل وأن أرد على الشتائم التي يرميني بها الرجال في الشارع. ثم وجدت أن الأمر لا يطاق وأنه مرهق. فقررت أن أقوم بهذا العمل لأظهر للرجال أن سلوكهم مشين وأن يفهموا العذاب الذي تعيشه النساء يوميا.
قمت بهذا الأمر منذ أسبوع [الجمعة 27 شباط/فبراير]، إذ تجولت حوالي الساعة 6 مساء في حي كوته سانغي الأكثر ازدحاما في كابول. ولم تدم جولتي سوى 8 دقائق.
لقد اعتدت على المرور من هذا الحي يوميا وكل النساء يتعرضن للتحرش.
قبل أن أنطلق توقعت أن يلاحقني حشد من المناهضين وكنت أتضرع بأن لا أتعرض للقتل. ولكنني أخطأت الظن فقد بدأ الرجال فورا يتبعونني ويشتمونني. حتى أن بعضهم رماني بالحجارة.
ولا أحد فهم المعنى من حركتي الاحتجاجية هذه. وكان هناك طفل عندما رأى ما حدث بدأ يصرخ: "إنها تلبس الحديد كي لا يلمسها أحد!"
بعض الأصدقاء والصحافيين الذين جاؤوا معي حاولوا الحؤول بيني بين الحشد عندما تعرضت للهجوم وأخذ بعضهم يلكمني ويركلني. وصاحبتني بعض الصديقات اللاتي قلن لي إنهن تعرضن للمس.
في البداية أردت أن أمشي 10 دقاق ولكنني بعد 8 دقائق ركضت إلى إحدى سيارات الأجرة. ولحق بي بعض الشباب وأخذوا يضربون السيارة بأيديهم إلى أن تحركت بصعوبة.
ومن العادات التي يعشقها بعض الرجال، قرص النساء في الشوارع. فهم يقرصوننا بقوة لدرجة أن بشرتنا تزرقّ. وهم من كل الطبقات الاجتماعية من أميين وطلبة وأغنياء وفقراء.
أظن أن حكم طالبان والحروب التي تلت ذلك منذ 13 سنة قد دمرت كل قيمنا وثقافتنا. وأدى صعود التطرف والعنف إلى شعور بالكبت هو ما يفسر اليوم هذه التصرفات المنحرفة.
إننا نعيش في مجتمع ذكوري حيث تعتبر النساء مواطنات درجة عاشرة. وعندما نشتكي للرجال يقولون عموما إنه إذا لبست النساء الحجاب فلن يقربها أحد. ولكن هذا خطأ حتما لأن المنقبات أيضا يتعرضن للتحرش.
أما الحكومة فلا تحرك ساكنا. ولا وجود لأي مؤسسة تساعد النساء الضحايا. حتى أنه لا وجود لأي خط مفتوح لكي تتصل عليه الضحايا. والنساء أيضا مسؤولة، فإذا تعرضت امرأة للتحرش لا تجرؤ حتى أن تحكي لأبيها أو أمها لأن ذلك يعتبر عارا ومساسا بالشرف.
على النساء أن يكسرن حاجز الصمت وأن يتكلمن عن هذه المشكلة قدر الإمكان وأن يضغطن على السلطات كي تتحرك. فإذا سكتّ أنا اليوم ربما ستتعرض ابنتي للتحرش وابنتها هي أيضا. يجب على جيلي أن يكسر هذه الدوامة المرعبة.
وبعد ما قمت به جاءني شباب غاضبون في بيتي. ولحسن الحظ لم أكن هناك. ولم أشعر بالأمان. وأعيش حاليا مختبئة عند بعض الأصدقاء في ضاحية بكابول.
کبری خادمی
التحرش الجنسي آفة حقيقية في أفغانستان. وقد استفحلت هذه الظاهرة لدرجة أن الرئيس أشرف غني طلب من حكومته في تشرين الأول/أكتوبر أن تضع خطة لمحاربة هذه العادة، وخصوصا في المؤسسات التعليمية.
وأعلن المتحدث باسم الحكومة مؤخرا أن نحو أربعين شخصا يلقى عليهم القبض يوميا بسبب التحرش. ولكن هؤلاء سرعان ما يفرج عنهم نظرا لغياب أي قانون يدين التحرش في الوقت الراهن.
فكرت أنه آن الأوان كي أتصرف وأناضل وأن أرد على الشتائم التي يرميني بها الرجال في الشارع. ثم وجدت أن الأمر لا يطاق وأنه مرهق. فقررت أن أقوم بهذا العمل لأظهر للرجال أن سلوكهم مشين وأن يفهموا العذاب الذي تعيشه النساء يوميا.
قمت بهذا الأمر منذ أسبوع [الجمعة 27 شباط/فبراير]، إذ تجولت حوالي الساعة 6 مساء في حي كوته سانغي الأكثر ازدحاما في كابول. ولم تدم جولتي سوى 8 دقائق.
لقد اعتدت على المرور من هذا الحي يوميا وكل النساء يتعرضن للتحرش.
قبل أن أنطلق توقعت أن يلاحقني حشد من المناهضين وكنت أتضرع بأن لا أتعرض للقتل. ولكنني أخطأت الظن فقد بدأ الرجال فورا يتبعونني ويشتمونني. حتى أن بعضهم رماني بالحجارة.
ولا أحد فهم المعنى من حركتي الاحتجاجية هذه. وكان هناك طفل عندما رأى ما حدث بدأ يصرخ: "إنها تلبس الحديد كي لا يلمسها أحد!"
بعض الأصدقاء والصحافيين الذين جاؤوا معي حاولوا الحؤول بيني بين الحشد عندما تعرضت للهجوم وأخذ بعضهم يلكمني ويركلني. وصاحبتني بعض الصديقات اللاتي قلن لي إنهن تعرضن للمس.
في البداية أردت أن أمشي 10 دقاق ولكنني بعد 8 دقائق ركضت إلى إحدى سيارات الأجرة. ولحق بي بعض الشباب وأخذوا يضربون السيارة بأيديهم إلى أن تحركت بصعوبة.
ومن العادات التي يعشقها بعض الرجال، قرص النساء في الشوارع. فهم يقرصوننا بقوة لدرجة أن بشرتنا تزرقّ. وهم من كل الطبقات الاجتماعية من أميين وطلبة وأغنياء وفقراء.
أظن أن حكم طالبان والحروب التي تلت ذلك منذ 13 سنة قد دمرت كل قيمنا وثقافتنا. وأدى صعود التطرف والعنف إلى شعور بالكبت هو ما يفسر اليوم هذه التصرفات المنحرفة.
إننا نعيش في مجتمع ذكوري حيث تعتبر النساء مواطنات درجة عاشرة. وعندما نشتكي للرجال يقولون عموما إنه إذا لبست النساء الحجاب فلن يقربها أحد. ولكن هذا خطأ حتما لأن المنقبات أيضا يتعرضن للتحرش.
أما الحكومة فلا تحرك ساكنا. ولا وجود لأي مؤسسة تساعد النساء الضحايا. حتى أنه لا وجود لأي خط مفتوح لكي تتصل عليه الضحايا. والنساء أيضا مسؤولة، فإذا تعرضت امرأة للتحرش لا تجرؤ حتى أن تحكي لأبيها أو أمها لأن ذلك يعتبر عارا ومساسا بالشرف.
على النساء أن يكسرن حاجز الصمت وأن يتكلمن عن هذه المشكلة قدر الإمكان وأن يضغطن على السلطات كي تتحرك. فإذا سكتّ أنا اليوم ربما ستتعرض ابنتي للتحرش وابنتها هي أيضا. يجب على جيلي أن يكسر هذه الدوامة المرعبة.
وبعد ما قمت به جاءني شباب غاضبون في بيتي. ولحسن الحظ لم أكن هناك. ولم أشعر بالأمان. وأعيش حاليا مختبئة عند بعض الأصدقاء في ضاحية بكابول.
کبری خادمی
التحرش الجنسي آفة حقيقية في أفغانستان. وقد استفحلت هذه الظاهرة لدرجة أن الرئيس أشرف غني طلب من حكومته في تشرين الأول/أكتوبر أن تضع خطة لمحاربة هذه العادة، وخصوصا في المؤسسات التعليمية.
وأعلن المتحدث باسم الحكومة مؤخرا أن نحو أربعين شخصا يلقى عليهم القبض يوميا بسبب التحرش. ولكن هؤلاء سرعان ما يفرج عنهم نظرا لغياب أي قانون يدين التحرش في الوقت الراهن.