نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


إبراهيم الجبين: دمشق نزار قباني الأموي مدينة تم الانتقام من كل ما هو أموي فيها





 

على عكس ما يُظهر النظام من تقدير للنُّخب والشخصيات الفكرية والثقافية، كان ولا يزال هذا النظام، من ألدّ أعداء الكلمة، إلّا ما يصبّ وفقاً لتوجهاته وسياسته التي ترتكز على السطوة الأمنية لكل مفاصل الحياة في البلاد.

لكنّ المفارقة الكبيرة أن يحتفي غيره من وسائل الإعلام برمز سوريّ، في الوقت الذي كان يغضّ النظام طرفه عن كل ما يمدّ للشخص نفسه بصلة فيبدو أن في الأمر مكر. بل ويسعى في الوقت نفسه لمحاربته وتشويه سمعته لدى جمهوره العريض.

عاش نزار قباني شاعراً حرّاً ذو موقف ثابت من عدّة مفاهيم تتجلى بنظرته لوطن حرّ، لا سلطة فيه إلا للشعر، الذي تمكّن أن يجعله، ورغم كل شيء، خبزاً يومياً.

يقول الروائي والكاتب السوري “إبراهيم الجبين” عن هذا الموضوع في حديث لـ (كلنا شركاء): “كان من المنسجم تماماً مع سياق نظام أمني يحتقر الثقافات والهويات والقيم الإنسانية، أن يتعمّد تهميش وازدراء شاعر بقامة نزار قباني العملاقة، فهو لا يقبل أن يكون للناس رموزهم، حتى لو كانت رموزاً تتصل بالحب والجمال. لأن هيمنة الأسد ومخالبه الطويلة السوداء تتطلب أن يكون هو فقط، رمز الشرّ والخير الأوحد في سوريا”.

وقد عمل النظام على مدى سنوات على تشويه سمعة نزار كشاعر عربيّ يكتب للحياة، فاختزل النظام سيرته وروّج لنزار على أنه شاعراً للمرأة والجنس، متناسياً أشعاره الوطنية، ودوره السياسي والحقوقي.

عن هذا يقول “الجبين”: “من يقرأ نزار قباني جيداً، لن يختزله في شاعر المرأة، ذلك اللقب الذي حمل قصائده وكتبه الصغيرة إلى كل بيت، وإلى تحت وسائد المراهقات والمراهقين في العالم العربي كله، ومن ينظر في تضاريس قصيدة نزار، سيجد أنه كان شاعر دمشق الأول، بلا منازع، خلال القرن العشرين، وحتى وفاته، شاعر دمشق “شاعر الأمويين” وهي التي غضب عليه وعلى آخرين مثله، نظام الأسد ومخابراته وتمثيلاته في كل مكان من سوريا”.

“يا ابنة العم والهوى أمويٌ / كيف أخفي الهوى وكيف أبينُ” ترصيع نزار على السيف الدمشقي، أسئلة نزار في قصائده الدمشقية، الأموية منها، التي يتساءل فيها عن ملامح دمشق التي طمسوها، والتي ستبقى عصية على المحو.

“هل مرايا دمشق تعرف وجهي/ من جديد أم غيرتني السنين

هل دمشق كما يقولون كانت/ حين في الليل فكر الياسمين

آه يا شام كيف أشرح ما بي/ وأنا فيك دائما مسكــــــون.

الآن تعتبر المعركة الفاصلة بين نزار والنظام، هي معركة تغيير ديموغرافي شأنها بذلك شأن تهجير آلاف الناس من مدنهم وبلداتهم بالقرب من العاصمة، وقد تحوّل بيت نزار في حيّ مئذنة الشحم بدمشق إلى مزار شيعي، لتأتي الوفود وتلتقط الصور بالقرب من صور لها دلالات طائفية، لرموز شيعية وعلوية معلّقة في صحن الدار.

يختتم “الجبين” حديثه: “دمشق نزار قباني الأموي مدينة تم الانتقام من كل ما هو أموي فيها، تمت إبادة كل الآثار، وتم تشويه كل القصور، وتسيير قوافل الحجاج الإيرانيي لإهانة قبور الخلفاء الأمويين، مثل (ضريح معاوية بن أبي سفيان وقبر هشام بن عبدالملك)، والتبوّل عليهم علناً أمام الدمشقيين في مقبرة باب الصغير، لذلك يكون من الطبيعي اليوم أن يُستهدف بيت نزار وإرثه، لكن ما تركه نزار هو التمثال الكبير الذي لم نستطع تشييده في دمشق، وكأنه قائم في الوعي السوري والعربي والعالمي، تمثال نزار الذي لا يستطيعون تدميره”.
---------

   كلنا شركاء


رزق العبي
الجمعة 2 ديسمبر 2016