نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


إجراءات " داعش "في مدينة دير الزور تلقي بظلالها على حياة المدنيين




دير الزور - فرض تنظيم الدولة سيطرته على محافظة دير الزور بشكل كامل، باستثناء مطار المدينة العسكري وبعض الأحياء التي ما تزال تحت سيطرة قوات الأسد. ففي البداية تمكن تنظيم الدولة من بسط سيطرته على قرى وبلدات ريف دير الزور واحدة تلو الأخرى، إما عن طريق المعارك التي خاضها ضد الثوار أوعن طريق الترهيب؛ الأمر الذي دفع بعض قادة كتائب الثوار إلى مبايعة أمير التنظيم في دير الزور، في حين قررت العديد من الفصائل الانسحاب من المحافظة بسبب عجزها عن التصدي للتنظيم وقلة إمكانياتها مقارنة بتنظيم الدولة الأكثر عدة وعتاد


وبعد سيطرة التنظيم على ريف دير الزور ازدادت حدة المعارك مع الثوار في المدينة، ونظرا للدعم العسكري الذي تلقاه عناصر التنظيم بعد سقوط أجزاء من العراق بيدهم تمكن من بسط سيطرته يوم الاثنين الماضي على معظم الأحياء في المدينة بعد انسحاب الثوار، حيث يسيطر حاليا على جزء من حي الصناعة وكامل حي هرابش وجزء من حيي الرصافة والعمال في القسم الشرقي من المدينة، كما ويسيطر على أحياء الجورة والقصور والبغيلية والدير العتيق بالكامل وأجزاء من أحياء الحويقة والرشدية والموظفين والجبيلة في القسم الغربي من المدينة.
ويرى مراقبون أن سقوط دير الزور بيد تنظيم الدولة كان متوقعا لا سيما بعد انسحاب جميع كتائب الثوار منها وعلى رأسهم جبهة النصرة والجبهة الإسلامية نتيجة للتقدم السريع الذي أحرزه عناصر التنظيم في المدينة وريفها.
وتقع دير الزور في المنطقة الشرقية لسورية، وهي ثاني أكبر محافظة فيها بعد حمص، حيث تبلغ مساحتها نحو 36 ألف كيلومتر مربع، وتعد من أغنى مناطق سورية بالثروات الباطنية وتحديدا النفط والغاز إضافة إلى الإسفلت.
العشائر ودورها في الصراع
لعبت عشائر دير الزور دورا مهما في الصراع الذي دار بين تنظيم الدولة من جهة وجبهة النصرة من جهة أخرى للسيطرة على المدينة.
ولا يخفى على أحد أن جبهة النصرة اختارت منذ ظهورها محافظة دير الزور مقرا رئيسيا لها وشكلت العشائر حاضنة رئيسية للجبهة وللمقاتلين القادمين من خارج سورية، لا سيما عشيرة “العكيدات” أكبر عشائر سورية التي انضم الكثير من أبنائها إلى صفوف المقاتلين.
وعن أسباب الصراع بين جبهة النصرة وتنظيم الدولة قال الناشط أبو البراء الديري في حديث خاص لمراسل “مسار برس” إنه بعد إعلان أبو بكر البغدادي قيام تنظيم الدولة في العراق والشام رفض أبو محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة الاعتراف بتنظيم الدولة؛ الأمر الذي أدى إلى انقسام عشيرة “العكيدات”؛ حيث قرر الكثير من أبناء عشيرة “البكير” _ وهي أحد أكبر بطون العكيدات _ الانضمام لتنظيم الدولة، بينما قرر أبناء عمهم في عشيرة “البوكامل” البقاء مع جبهة النصرة.
وأضاف الديري أن المعارك بين أبناء العشيرة الواحدة تحولت إلى معركة وجود، وهو ما ساهم في تأجيج الصراع وإبقاء ناره متقدة وانخراط الكثير من أبناء العشائر الأخرى فيه، كما شهدت المحافظة عودة تحالفات عشائرية كانت المنطقة قد نسيتها منذ سنين عديدة.
الصراع على الذهب الأسود
ويرى آخرون أن حقيقة الصراع بين تنظيم الدولة الإسلامية وبين بعض الفصائل الإسلامية وفي مقدمتها جبهة النصرة والجبهة الإسلامية؛ صراع للسيطرة على الثروات الباطنية المتمثلة بحقول النفط والغاز.
فتنظيم الدولة يريد السيطرة على النفط للاستفادة منه في تمويل جبهتي العراق وسورية إضافة إلى حرمان خصومه من الاستفادة منه، خصوصا بعد تمكنه من قطع الطريق أمام بيع النفط في تركيا بسيطرته على المعابر والطرق المؤدية إلى الحدود التركية.
في المقابل، فإن جبهة النصرة وحلفاءها من فصائل الجبهة الإسلامية لا يختلفون كثيراً عن خصومهم في سعيهم للمحافظة على حقول النفط والاستفادة من وارداتها في تمويل جبهاتهم.
ولعل جبهة النصرة أكثر المتضررين من الحرب مع تنظيم الدولة؛ حيث تسبب ذلك في قطع التمويل عنها، فالجبهة لا تتلقى أي تمويل خارجي كالذي تحصل عليه جهات مقاتلة أخرى.
أوضاع الأهالي في دير الزور
وقد شهدت مدن وبلدات ريف دير الزور مؤخرا قيام تنظيم الدولة باتخاذ عدة قرارات تتعلق بجوانب مختلفة من حياة المدنيين، وظروف معيشتهم في المحافظة.
ففي الجانب المعيشي؛ قام تنظيم الدولة بتوزيع إسطوانات الغاز على المدنيين بسعر 200 ليرة سورية لكل إسطوانة، كما زوّد أفران الخبر في المدينة بمادة الطحين والوقود، وأمر بتشغيل الأفران المتوقفة عن العمل منذ بداية الثورة لسد حاجة الأهالي من مادة الخبز، في حين شهدت بعض المواد الغذائية والخضار انخفاضا ملحوظا في الأسعار بعد مراقبة عناصر التنظيم للأسواق.
أما فيما يتعلق بمسألة تطبيق الأحكام الشرعية؛ فقد أصدر التنظيم عدة تشريعات منها؛ منع تجول النساء من دون وضع النقاب، ومنع التدخين ومحاسبة المتاجرين به.
كما قام تنظيم الدولة بتطبيق عدة أحكام في مدن وبلدات دير الزور، حيث أقدم على تنفيذ حكم الجلد لعدد من المدنيين بتهمة الإفطار في شهر رمضان دون عذر شرعي، في حين قام بقطع يد شخص في بلدة ذيبان بتهمة السرقة.
وفيما يخص الجانب الأمني؛ فقد سحب تنظيم الدولة كافة أنواع الأسلحة من المدن والبلدات وقرر معاقبة حاملي السلاح من غير عناصر التنظيم، كما أمر بإزالة العديد من الحواجز والسواتر الترابية التي أقامها سابقا وأبقى على عدد قليل منها على مداخل المدن الرئيسية.
يشار إلى أنه رغم التشديد الأمني الذي يمارسه تنظيم الدولة على مدينة دير الزور إلا أن ذلك لم يمنع من حصول اختراق أمني للتنظيم في عدة مناطق، كما حدث مؤخرا في مدينة الميادين التي شهدت حصول تفجيرين في أقل من أسبوع، ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين.

مسار برس
الاحد 20 يوليوز 2014