نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


إعلان الاسكندرية للتغيير وتغيير اللغة للاقتداء بلغة القرآن الكريم






لا شك في أن إعلان الاسكندرية للتغيير، الذي يأتي بعد مرور ثلاث سنوات على قيام الثورة في مصر، او الثورتين بالأحرى، حمل نبضاً جديداً عبّر عن التغير العميق الحاصل، والذي يحصل، في الذهنيات.


 
كانت إرهاصات التغير قد بدأت مع المؤتمرات التي صارت تعقد في مكتبة الاسكندرية، منذ افتتاحها في تشرين الأول من العام 2002 وتوجت في حينه بإعلان الاسكندرية من أجل الاصلاح عام 2004، وخلَّف أصداء قوية في العالم العربي وفي العالم ككل، وعُدّ بداية انطلاق حقبة الاصلاح التي ربما كانت تعبيراً عما يعتمل في جوف المجتمعات العربية من تطلب للتغيير العميق، وتُوج بالثورات التي نعرفها.
ولمن لا يعتبرها ثورات، لأن الثورة في ذهنه أقرب الى الانقلاب السريع والواضح النتائج، وليست سيرورة طويلة الامد تعرف المد والجزر؛ لهؤلاء أذكِّر ببعض الأمور المنسية: ان ثورات العام 1848 التي عمت اجزاء كثيرة من اوروبا فشلت في تحقيق اهدافها ومع ذلك سميت ثورات، كذلك ثورة 1905 الروسية التي فشلت ومع ذلك تعتبر ثورة!
لذا علينا إعطاء الوقت للوقت، كما يقول المثل الفرنسي قبل ان نحكم على الثورات العربية ونسميها تارة ربيعاً وتارة شتاء...
لكن هذا ليس موضوع مقالتي، موضوعها أن التغيير العميق الملموس سواء في لغة او في مواضيع إعلان الاسكندرية الجديد للتغيير، والذي تم العمل عليه خلال الفترة الواقعة بين 2 و4 نيسان يحمل لغة ومضموناً جديدين ويطاول مختلف المواضيع التي كانت تظل مكبوتة؛ هذا الاعلان يصبح خجولاً ومتردداً عندما نصل الى موضوع المرأة وكيف نوصل إرادتنا في افتتاح حقبة جديدة تؤسس حقاً للمساواة الحقيقية ليس فقط بين الجنسين لكن بين مختلف مكونات المجتمع وفئاته سواء أكانت دينية او عرقية او ثقافية كما عُبّر عنه بشكل ممتاز في الاعلان. أقول عندما نصل الى المرأة نلاحظ نوعاً من المقاومة الخجولة، والتي تبرز للأسف من نساء وكأنهن يشعرن بعقدة ذنب أو كأن المساواة في اللغة سوف تشكل اعتداء على حقوق الرجال!!
فعندما اقترحنا إضافة كلمة مشاركات بعد جملة "اجتمع المشاركون" انبرت سيدة كاتبة ومناضلة عريقة تقول: "نبدأ الآن بالمشاركين والمشاركات ثم ننتهي بالمشاركات فقط!!". في رد فعل عدواني ربما يعبر عن فهم مغلوط للمساواة نفسها؛ وعن عدم إيلاء أهمية للغة التي تحمل أفكارنا وتنقلها .
فاللغة تحمل الافكار التي هي أدوات فكرنا، وليست نتيجة فقط. اننا نفكر بما نملكه من افكار ونصوغ هذه الأفكار لإيصالها عبر اللغة. لكننا في كثير من الاحيان نقوم بتطبيق الافكار المسبقة عندنا معتقدين اننا نفكر.
لا أريد الإطالة في الجدل، لكني فقط أريد لفت انتباه جميع المعارضين لتنفيذ اقتراحنا في استخدام لغة جندرية تتوجه الى الرجال والى النساء، وعدم قبول القول الشائع من أن "اللغة عندما تتوجه بصيغها الذكورية المعتادة او العمومية فهي تعبر ضمناً عن الجنسين او عن الرجال والنساء. يعني عندما أكتب "اجتمع المشاركون" فهذا يعني "اجتمع المشاركون والمشاركات". هذا خطل، فلو كان الأمر دقيقاً لما توجه القرآن الكريم الى البشر كالتالي: "ايها المؤمنون والمؤمنات" و"ايها الصالحون والصالحات"... وهلم جراً.
يجدر الاعتراف أن القرآن الكريم هو أول كتاب جندري على وجه الكرة على حد علمي!! وسبقنا بأشواط؛ ما يعني ان مطالبتنا ليست مستوردة وليست تعبيراً عن تعصب ولا عن عدوانية، انها ممارسة تقليدية وتراثية ومن صميم ثقافتنا وديننا، وعلينا الاقتداء بالقرآن من الآن فصاعداً، دون نعتنا بـ"النسويات المتعصبات" لأننا لسنا كذلك.
---------------
النهار

منى فياض
الخميس 17 أبريل 2014