نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


إيران ترسم سيناريو كارثي مع دول المنطقة لعشرين سنة قادمة






إيران ترسم سيناريو كارثي صدامي مع دول الخليج والدول العربية لعشرين سنة قادمة، ليس فقط عبر إعلانها ملامح وأجندة هذه الاستراتيجية، بل أيضا بحزمة عملية ممنهجة من السياسات التوسعية العدوانية بالمنطقة، فكيف استعدت العواصم العربية المحتلة والمستهدفة بالاحتلال وموجة من الحروب الأهلية الطائفية لمواجهة هذه الخطة الجهنمية التي جاء إقرارها بالتزامن مع تهديدات متنامية لقادة الحرس الثوري الإيراني؟


 

 تسعى دول الخليج إلى تبني حزمة من السياسات والخطط الاستباقية ضد التصعيد الإيراني منها تطويق وحصار وتجفيف منابع الأذراع الإيرانية العسكرية بالمنطقة وعلى رأسها حزب الله والحشد الشعبي وتعزيز القدرات الدفاعية والجوية، والبحرية، وزيادة الإنفاق العسكري، وتأسيس شراكات وتحالفات إقليمية ودولية، والاعتماد على الذات والداخل في مواجهة إيران عبر التحالف الإسلامي العسكري، وتلويحها بالتدخل لمحاربة داعش بقوات برية لتحجيم نفوذ الميلشيات الشيعية، ومحاربة توظيف الشيعة العرب بالمشروع الإيراني، والإبقاء على أسعار متدنية لأسعار النفط، بحسب مراقبين.

 

ألغام الاستراتيجية الإيرانية    

وضعت القيادة الإيرانية على رأس أولويات إستراتيجيتها للعشرين سنة المقبلة، الحفاظ على نظام بشار الأسد، وملشيات حزب الله اللبناني، وتمكينهما، حيث شدد مستشار المرشد الأعلى، علي خامنئي، في الشؤون العسكرية، وقائد الحرس الثوري السابق، الجنرال رحيم صفوي تعزيز، على ضرورة دعم ملشيات حزب الله في لبنان لبلوغه “الاكتفاء الذاتي” مالياً وعسكرياً، ليصبح القوة الكبرى في لبنان، مؤكداً ضرورة تمكينه من الحفاظ على إمكانياته “تحت أي ظرف”، في المشهد السياسي اللبناني، بحسب ما أفادت صحيفة الشرق الوسط.

جاء ذلك في تصريحات للصفوي، الخميس، أثناء شرحه آفاق الإستراتيجية الإيرانية على مدى عشرين سنة مقبلة في المؤتمر الوطني الجيوسياسي بطهران، ووعد صفوي منع سقوط نظام بشار الأسد من الخيارات الإستراتيجية لإيران.

وشدد صفوي على ضرورة أخذ الإستراتيجيات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الشاملة، إلى جانب الإستراتيجية العسكرية في منطقة الشرق الأوسط، واعتبر أن التحالف الدولي ضد الإرهاب “مؤامرة” ضد إيران، مطالباً بالعمل على “مشروع متكامل”، والاستعداد لـ”السيناريوهات المختلفة، من ضمنها أسوأ السيناريوهات“.

ودعا صفوي إلى إعادة النظر في العلاقات الاقتصادية والسياسية والأمنية مع تركيا، واصفاً إياها بـ”زميلة أميركا وإسرائيل والدول العربية“.

حزب الله بين الحصار والتضخيم

يعد التحدي الإيراني ببالإصرار على تعظيم قدرات حزب الله ردا مبطن على قرار دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اعتبار “حزب الله” اللبناني، بجميع قادته وفصائله والتنظيمات التابعة له والمنبثقة عنه، منظمة إرهابية، وتصنيف وزراء الداخلية العرب حزب الله اللبناني على أنه منظمة إرهابية أيضا.

اضطرت السعودية إلى محاولة بتر ذراع إيران في المنطقة العربية بتصنيف الحزب إرهابي بإجماع خليجي بعد قرار وقف الدعم للجيش اللبنانى وقوى الأمن، لتحجيم الدور الطائفي المشبوه لحزب الله، الذي بدأ مقاومًا للإسرائيل ثم تحول إلى مجرد أداة طائفية تقود حربا بالوكالة عن إيران ضد كل ما هو سنى وبما يخدم الأهداف وأطماع المصالح الإيرانية.

تشير تقارير إلى أنه منذ بداية الحرب السورية قدم حزب الله أكثر من 10  آلاف مقاتل، بل وأرسل حزب الله قوات من النخبة والقوات الخاصة والقوات الاحتياطية، بالإضافة لتوفير التحرك بسهولة للمليشيات الشيعية التي ترسلها إيران وقيادات من الحرس الثورى الذين أداروا الحرب مع بشار من غرف عمليات حزب الله.

يشكل حزب الله ذراع إيران الأقوى في المنطقة، والذي حاولت استنساخه في مناطق أخرى بالعراق واليمن ودول الخليج، وترى أن الوقوف مع هذا التنظيم يعد من ضرورات تصدير الثورة وولاية الفقيه في الدول العربية، وتورط الحزب في الإرهاب في اليمن والبحرين والكويت بعد أن تأكد أنه ذراع فارسي طائفي، الأمر الذي اضطر دول الخليج لمحاصرته وتنصنيف منظمة إرهابية.

تصدير الثورة وأوامر خامنئي

الأكثر خطورة في الاستراتيجية الإيرانية اقترانها بتهديدات علنية آنية من قبل قادة الحرس الثوري فقد شدد قائد الحرس الثوري الإيراني، الجنرال محمد علي جعفري، في بداية أبريل 2016 على أن “قواته أعدت خططًا ومشاريع للرد على السعودية، بعد إعلان الرياض “حزب الله” اللبناني، المدعوم من إيران، منظمة إرهابية. وقال “جعفري” إن قواته تنتظر الأوامر للرد، مشيرًا إلى أن طهران ستدافع بكل قوة عن حزب الله وتعزيز موقفه في لبنان والمنطقة.

تهديد انطلق بأول اجتماع يجمع قادة الحرس الثوري في السنة الإيرانية الجديدة، حيث ربط قائد الحرس الثوري، الجنرال محمد علي جعفري، مبدأ “الحفاظ على الثورة” بأوضاع المنطقة والعمل على تقدمها في الدول الأخرى، وعاد “جعفري” إلى الحديث عن تصدير الثورة الإيرانية إلى الخارج، مشددًا على أهمية “هندسة الثورة” وتوسيع نطاقها في المجال الدولي.وفق ما نقلت عنه وكالة “فارس” التابعة للحرس الثوري.

دعم مطلق للأسد إلى متى وكيف؟    

إعلان إيران دعم الأسد لعشرين سنة قادمة مع إرسال قوات خاصة ومرتزقة وألوية يكشف عن تعقيد الأزمة السورية، فقد وعد الجنرال “رحيم صفوي”، الذي عمل قائداً للحرس الثوري الإيرانية، بمنع سقوط نظام بشار الأسد.

وضمن محاولات عديدة من قبل قائد الجيش الإيراني ومسؤولين عسكريين، تبرير وجود عدد من ألوية الجيش الإيراني في سوريا، قال نائب قائد الجيش الإيراني العميد عبد الرحيم موسوي، في لقاء خاص مع وكالة “الدفاع المقدس” الإيرانية، إن الجيش الإيراني أرسل ألوية عسكرية بما فيها “اللواء 65” للمشاركة في مهام استشارية في سوريا.

وبحسب مصدر مقرّب من مليشيا “الحشد الشعبي” بالعراق، فإنّ عددا من الذين تم تسريحهم سينتقلون إلى سورية لدعم نظام الرئيس بشار الأسد، وبيّن المصدر، أنّ “المسرحين يبلغ عددهم الكلي نحو 27 ألف مسلّح بينهم من وافق على الاستمرار بالقتال دون راتب، وآخرون سيعودون لمنازلهم وبعضهم سينتقل إلى سورية برعاية إيرانية“. بدورها ذكرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” المدافعة عن حقوق الإنسان في 29 يناير 2016 أنها جمعت شهادات تفيد بأن الجيش الإيراني جند منذ نوفمبر 2013 آلاف اللاجئين الأفغان للقتال في سوريا، مع تجنيد قسري لبعض هؤلاء.

تعتبر طهران مستقبل بشار الأسد وتغيير النظام في دمشق خطاً أحمر لها، وتدعم النظام السوري في ذلك الاتجاه عسكرياً ودبلوماسياً بالتحالف مع روسيا، التي تعد من أكبر الداعمين لبقاء النظام السوري، وتعتمد الاستراتيجية الجديدة على تعزيز دعم طهران لـ”حزب الله”، بهدف الحفاظ على ثقل إيران في المنطقة، تشمل لبنان وسوريا والعراق.

في المقابل تسعى دول الخليج وتركيا لإنقاذ المعارضة السورية ومحاولة تسليحها بأسلحة نوعية إلا أن الوضع الميداني سيء للغاية ويصب بكفة الأسد وحلفاءه في ظل مجازر متصاعدة ضد حلب، بدعم روسي إيراني.

إيران تهدد تركيا    

تخشى إيران من التحالف السعودي التركي المتنامي، وتأكد ذلك عبر انتقادها تركيا بالاستراتيجية القادمة، وكان قد وصف موقع “فردا” الإيراني العزلة الإقليمية التي تمر بها إيران بالمنطقة بأنها “أسوأ مرحلة دبلوماسية تمر بها إيران منذ عشرات السنين في منطقة الشرق الأوسط”، كاشفا عن أن الدبلوماسية السعودية-التركية تعتبر واحدة من أهم العوامل المؤثرة في التوازن الدبلوماسي الراهن بالمنطقة، خصوصا بعد صدور بيان منظمة التعاون الإسلامي بالتقارب التركي- السعودي.

أيضا هناك علاقات استراتيجية متنامية بين الرياض وأنقرة على صعيد التنسيق الإقليمي والسياسي والعسكري.

من يمول الاستراتيجية الإيرانية؟    

الخطير بالاستراتيجية الإيرانية أيضا أنها مدعومة بعائدات الاتفاق النووي لأهم جهاز ينفذها “الحرس الثوري وأذرعه” فعلى الرغم من الأوضاع المالية الصعبة التي مرت بها إيران بسبب العقوبات التي فرضت عليها سابقًا، حيث أدى تشديد العقوبات على إيران عام 2012 إلى انهيار وضعها الاقتصادي، مع ذلك التزمت طهران خلال الفترات الماضية بتسليح حلفائها منفقة مليارات الدولارات من أجل ذلك، وهو ما أكده تقرير خاص للحكومة الأمريكية نشرته في سبتمبر 2015، وأشرف عليه السيناتور مارك كيرك.

ورصد التقرير الأمريكي أن ميزانية وزارة الدفاع الإيرانية تراوحت خلال السنوات الماضية ما بين 14 و30 مليار دولار سنوياً، تم إنفاق أغلبها على المنظمات والجماعات الإرهابية بالشرق الأوسط حيث تم دعم حزب الله اللبناني بنحو 100 إلى 200 مليون دولار، في حين تم دعم نظام بشار الأسد بنحو  3.5 إلى 15 مليار دولار سنوياً. وتنفق ما يقارب 12 إلى 26 مليون دولار لدعم المليشيات الشيعية في العراق وسوريا، في حين تدفع ما بين 10 و20 مليون دولار لدعم جماعة الحوثي باليمن.

يعد الحرس الثوري الإيراني أبرز المستفيدين من رفع العقوبات عن إيران خاصة أنه يسيطر على أكثر من 20% من اقتصاد البلاد، وهذا ما أشار إليه تقرير سابق لصحيفة وول ستريت جورنال، موضحاً أن العقوبات على قائمة من الكيانات الإيرانية، ومنها فيالق الحرس الثوري الإيراني، والقوات الجوية وقيادة الصواريخ الإيرانية، وفيلق القدس، الذي يدعم حالياً نظام الأسد في سوريا، ويمول المليشيات الشيعية في العراق، سوف ترفع ضمن الاتفاق النووي. ما يعنى أن الحرس الثوري الإيراني في انتظار مليارات الدولارات التي ستمكنه من زيادة نفوذه السياسي والاقتصادي داخل إيران وخارجها
----------


شؤون خليجية-سامية عبدالله
الاحد 1 ماي 2016