نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


استئناف العملية التعليمية بصنعاء وسط قلق وتخوف من الطلاب




صنعاء- امل اليريسي - لم يقتصر تأثير الصراع المسلح والأزمة السياسية التي تشهدها اليمن حالياً، على الوضع المعيشي والاقتصادي للمواطن، بل أمتد ليلقي بظلاله على مسار العملية التعليمية في الجامعات اليمنية، حيث تسبب الصراع الدائر في العديد من المحافظات اليمنية، بالإضافة إلى الغارات الجوية التي يشنها طيران التحالف العربي، في توقف العملية التعليمية في معظم الجامعات.

فمنذ بدء الصراع الداخلي، والغارات الجوية بقيادة المملكة العربية السعودية في 26 آذار/مارس المنصرم، أغلقت الجامعات والمدارس أبوابها، وتوقف سير العملية التعليمية في العديد من المحافظات اليمنية، التي شهدت توتراً أمنياً غير مسبوق.


 
وفي ظل ذلك الوضع، توقفت الدراسة في "جامعة صنعاء" لمدة ثلاثة اشهر مما اضطر الجامعة إلى اتخاذ قرار باستئناف الدراسة خلال شهر آب/أغسطس بفصل دراسي تعويضي لمدة شهرين.

وخلال هذا الفصل، يستكمل الطلاب دروسهم المتبقية، ومن ثم يتقدمون لامتحانات نهاية العام الجامعي الحالي، واستقبال عام دراسي جديد بات موعده قريباً.

وبالرغم من حضور عدد كبير من الطلاب في مختلف الكليات عقب قرار استئناف الدراسة، إلا أن الطلاب يخشون حضور الامتحانات نتيجة عدم جاهزيتهم نفسياً وأكاديميا لدخول الامتحانات النهائية، المزمع عقدها مطلع شهر أيلول/سبتمبر .

أروى السياغي، طالبة مستوى ثاني في كلية الإعلام، وضعت خطوطاً حمراء اللون تحت المعلومات المبهمة المتعلقة بالدروس، وتقضي أوقاتاَ طويلة مع زميلاتها للبحث عن إجابات لها لكن دون جدوى بسبب انشغال الدكاترة بوضع أسئلة الامتحانات النهائية.

وتقول السياغي لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) "دراستنا أصبحت مثل القفز فوق الحُفر تفادياً للسقوط. ينتابني خوف شديد من دخول الامتحانات فأنا غير مستعدة لذلك بعد".

السياغي ليست الوحيدة المتخوفة من دخول الامتحانات، فبجانب كلية الإعلام بجامعة صنعاء، يقف خمسه طلاب من "كلية اللغات" يتصفحون كتباً دراسية جديدة لا يظهر عليها أي أثار تدل على أن الطلاب قد فتحوها من قبل.

ويقول الطالب أمين الزيادي، احد اولئك الطلاب، لـ (د.ب.أ) إنهم لم يدرسوا ما بداخل تلك الكتب، إلا أن الدكاترة أقروها عليهم، وستدخل ضمن الامتحانات النهائية.

ويضيف الزيادي "لا استطيع استذكار دروسي، أتصفح الأوراق ولا اعلم ما الذي يفترض علي استيعابه!"

وأدت الحرب الدائرة في اليمن إلى تضرر العديد من الكليات والجامعات، أهمها جامعة مأرب، شمال اليمن، التي دمرت بالكامل، وجامعة الحديدة، غربي اليمن، التي تعرضت لأضرار بالغة في كليات الطب، والعلوم الصحية، والصيدلة.

وبالرغم من تخوف الطلاب من دخول الامتحانات، إلا أن هناك العديد من أعضاء هيئة التدريس والطلاب يؤيدون هذا القرار.

يقف د. سعيد الشرجبي، أستاذ مادة "الشعر العربي"، في إحدى قاعات كلية التربية بجامعة صنعاء، يشرح ويوضح بعض المواضيع الشعرية، فيما يدون الطلاب كافة الملاحظات التي يسردها.

وبالرغم من أنه يتوجب على الشرجبي إنهاء العديد من الدروس في اليوم الواحد، إلا أنه يقف في صف قرار استئناف الدراسة.

ويقول الشرجبي لـ (د.ب.أ) "ما يهمنا هو أن يكمل الطلاب عامهم الدراسي ولا يتأخرون أكثر من المدة التي توقفنا فيها عن الدراسة".

فيصل المقالح، طالب في كلية التربية بجامعة صنعاء، يوافق الشرجبي في الرأي، حيث يرى أن استئناف الدراسة أفضل من ضياع الوقت. ويضيف لـ (د.ب.أ) "مضى وقت طويل منذ أن انقطعنا عن الدراسة، والآن حان الوقت لنعاود الدراسة من جديد ما يهم هو أن ننهي دراسة العام الجامعي الحالي، حتى وإن كان هذا الشيء لن يفيدنا من ناحية شرح الدروس". وتعتبر جامعة صنعاء الجامعة الحكومية الوحيدة التي استأنفت الدارسة في عموم محافظات الجمهورية اليمنية، فيما لا تزال الدراسة متوقفة في بقية الجامعات.

ويقول د. سنان المرهضي، نائب رئيس جامعة صنعاء لشؤون الطلاب، لـ (د.ب.أ) "كنا ننتظر أن تهدأ الأوضاع في شهر رمضان حتى نستأنف الدراسة، لكن في كل مرة تسوء الظروف، وبالتالي جاء استئناف الدراسة بعد الإجازة الإجبارية التي أخذها الطلاب وسيبدأ العام الجامعي الجديد بعد الاختبارات مباشرة دون أي توقف". و يضيف المرهضي أن قرار استئناف الدراسة جاء بعد تحسن الأوضاع في صنعاء نتيجة توفر المشتقات النفطية إلى حد ما، بحيث يستطيع الطلاب الحضور إلى الكليات، ويضيف "الوضع الحالي جيد للدراسة، ونسبة الحضور تقارب 70 %، سواءً من أعضاء هيئة التدريس أو الطلاب".

وتستقبل جامعة صنعاء، التي تأسست في 1970، 80 ألف طالب سنوياً، لكن هذا العام سيكون هناك استثناءات أخرى بسبب الطلاب المحولين من الجامعات المتضررة في المحافظات الأخرى، مثل تعز وعدن والتي شكلت ضغطاً على القدرة الاستيعابية للجامعة.

ويقول المرهضي "نواجه مشاكل حيث يأتي الطلاب إلينا دون وثائق دراسية رسمية، ولكنا أخذنا منهم تعهدات بتقديم هذه الوثائق في بداية الفصل الدراسي الجديد ".

طلاب نازحون وفي جبهات القتال وبالرغم من حضور عدد كبير من الطلاب إلى الكليات بعد قرار استئناف الدراسة، إلا أن هناك العديد من الطلاب الذين لا يستطيعون الحضور إما بسبب نزوحهم من المناطق التي كانوا فيها في صنعاء نتيجة الغارات الجوية، أو بسبب مغادرتهم إلى المناطق والمحافظات التي ينتمون إليها وعجزهم عن العودة إلى صنعاء جراء المواجهات الدائرة في تلك المناطق، فضلاً عن انضمام عدد منهم إلى صفوف القتال، سواءً مع اللجان الشعبية ]التابعة للحوثيين[ أو المقاومة الشعبية ]الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي[. ياسين الحبشي، طالب قسم علم نفس ، مستوى ثالث، في جامعة صنعاء، لم يتمكن من العودة إلى صنعاء لمواصلة دراسته الجامعية بسبب الاشتباكات الدائرة في بلدته في منطقة "الحوبان" بمدينة تعز منذ أكثر من أربعة أشهر بالإضافة إلى القصف العنيف الذي تشنه جماعة الحوثي بالدبابات على تلك المنطقة.

وإلى ان يستقر الوضع ويستطيع العودة إلى الجامعة، اختار الحبشي حمل بندقيته والانضمام إلى جبهات القتال في صفوف المقاومة الشعبية في المدينة.

ويقول الحبشي لـ (د.ب.أ) "أتمنى أن ينتهي هذا الصراع، حتى أعود إلى مقعدي الدراسي ومواصلة دراستي الجامعية، لكن إلى ذلك الحين، سأستمر في الدفاع عن منطقتي جراء ما تتعرض له من قصف وهجوم من الحوثيين".

واتخذت جامعات ذمار، وإب، وتعز قراراً بإيقاف العملية التعليمية إلى حين انتهاء الصراع الداخلي الدائر في تلك المحافظات. ويقول احمد الشرجبي، مدير شؤون الطلاب في جامعة تعز، لـ (د.ب.أ) "لا يمكننا تعريض حياة الطلاب للخطر ".

وتزامناً مع قرار جامعة صنعاء، أقرت وزارة التربية والتعليم اليمنية مؤخراً استئناف الدراسة والامتحانات لطلاب الشهادتين الأساسية والثانوية للعام الدراسي الحالي.

وبالرغم من هذا القرار، لا يزال الطلاب يخشون الذهاب إلى المدارس وحضور الامتحانات بسبب استمرار المواجهات المسلحة والغارات الجوية التي يشنها طيران التحالف العربي في العديد من المحافظات اليمنية.

وتقول صفية العمري، مواطنة في صنعاء، لـ (د.ب.أ) إنها لن تسمح لأبنائها الذهاب الى المدرسة في مثل هذه الأوضاع.

وتابعت "كيف اضمن انهم سيعودون الى المنزل بسلام في الوقت الذي يستخدم فيه الحوثيون المدارس لتخزين الأسلحة فضلاً عن الغارات التي تخطأ اهدافها يوما بعد آخر". ففي 8 نيسان/ أبريل الماضي أصابت غارة جوية مدرسة في محافظة إب بدلاُ من قاعدة عسكرية تبعد عنها حوالي 500 متر فقط ، ما أسفر عن مقتل ستة أطفال. وإلى جانب الأوضاع غير المستقرة، يخشى الطلاب أيضاً من دخول الامتحانات، كما يقولون بسبب عدم حصولهم على الوقت الكافي للمراجعة واستذكار الدروس.

وقالت وزارة التربية والتعليم بأنه منذ 26 أذار/مارس الماضي، أغلقت 148 مدرسة أبوابها نتيجة المواجهات المسلحة في مناطق مختلفة في البلاد، بالإضافة إلى توقف خمسة ملايين طالب وطالبة عن الالتحاق بصفوفهم الدراسية.

من جانبها اتخذت وزارة التربية والتعليم إجراءات مُيسرة لطلاب المدارس في الامتحانات الوزارية حيث قررت إنزال أرقام الجلوس على موقعها في الإنترنت حتى يتسنى للطلاب الاختبار في اقرب مركز امتحاني في المنطقة التي يسكنها.

ويقول شكري الحمامي، مدير عام الامتحانات في وزارة التربية والتعليم، لـ (د.ب.أ) إنه سيتم تصحيح امتحانات المرحلة الإعدادية في المحافظات، فيما سترسل دفاتر إجابات طلاب المرحلة الثانوية إلى وزارة التربية والتعليم في صنعاء.

وسيتم تأجيل الامتحانات في عدة محافظات، مثل تعز ومأرب، إلى موعد أخر في نهاية العام الجاري بسبب الصراع المستمر هناك، فيما تم تأجيل الامتحانات في محافظات أخرى كالضالع ولحج وعدن وأبين، بسبب نزوح الأسر المتضررة من منازلها إلى المدارس.

امل اليريسي
الاحد 30 غشت 2015