نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


استخدام الدراجات كوسيلة مواصلات يتحول إلى ظاهرة في موسكو




موسكو - توماس كوربل- يبدو (حزام الحدائق) بموسكو والذي يوجد به 16 مسارا متوازيا في بعض المناطق كأنه طريق سريع أكثر من كونه مكانا مخصصا لركوب الدراجات. إنه مكان مثالي لممارسة هذا الشغف، ولكن هذا لا يمنع الروس بين الحين والآخر من الاستغناء عن سياراتهم واستعمال الدراجات الهوائية في قلب العاصمة للتنقل بل وأيضا إقامة أحداث فريدة من نوعها. وكان آخر حدث ضخم لعشاق الدراجات في موسكو جرى في تموز/ يوليو الماضي بمشاركة 10 آلاف شخص، حضر الكثير منهم بزي تنكري، مما ساهم في تقديم عرض جميل ومليء بالألوان.


 

يقول فلاديمير كوكوف/30 عاما/ وهو أحد القائمين على تنظيم المبادرة لـوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) "كان لا يمكن التفكير في أمر مثل هذا سابقا، منذ وصول سيرجي سوبيانين لمنصب العمودية في 2010 تغيرت المدينة كثيرا ولكن لا زلنا في مرحلة البداية".

وأصبحت المدينة الروسية الضخمة، المعروفة بشوارعها ذات الازدحام المروري الذي لا ينتهي، بمرور الوقت "ودودة" بصورة أكبر مع الدراجات حيث يقدر الخبراء بأن 200 ألف من أصل 12 مليون ساكن في المدينة الأوروبية الأكبر حجما يستخدمون الدراجات بانتظام، وذلك وفقا لصحيفة (روسيجسكايا جازيتا) .

يبدو الرقم ضخما ولكن حين مقارنته مع من يختارون التنقل بالمترو أو السيارة فإنه يصبح ضئيلا للغاية، حيث أن هنالك تسعة ملايين مواطن يستخدمون المترو يوميا و700 ألف مركبة تقطع يوميا شوارع العاصمة الروسية.

وتبدو سلطات العاصمة راضية عن مسألة الدراجات حتى وإن كانت لا تزال في طور البداية حيث يقول نائب عمدة المدينة ماكسيم ليكسوتوف "سابقا كانت الدراجة لا تستخدم إلا حينما نذهب خارج المدينة، ولكن في الوقت الحالي الكثير من مواطني موسكو يذهبون بها إلى أعمالهم".

وشيدت سلطات المدينة 280 كيلومترا من المسارات المخصصة للدراجات وتخطط لتوسيعها، أما بالنسبة لمن لا يملك دراجة فبإمكانه استئجار واحدة بمبلغ زهيد من أي منفذ عام من أصل 300 منتشرة بأنحاء المدينة، هذا بخلاف أن الكثير من الحدائق تقدم خدمة تأجير الدراجات.

يقول ليكسوتوف "الدراجات بالنسبة لمواطني موسكو تمثل عنصرا من الثقافة المدنية الحديثة، هذا أحد التغييرات الإيجابية خلال السنوات الماضية بالعاصمة".

توثق شاشة الكترونية مثبتة على عمود أزرق طويل بجانب نهر موسكوفا هذه الظاهرة، فعلى امتداد الضفة يوجد واحد من أفضل طرق الدراجات بالمدينة، حيث تعمل أجهزة الاستشعار المثبتة على عد كمية الدراجات التي تمر هناك يوميا، ففي أي يوم مشمس ربما يصل العدد إلى 170 بينما بلغ العدد الاجمالي منذ بداية الصيف 95 ألف و601 ، ويقدر أن هنالك 20 دراجة تصل كل 45 دقيقة.

تقول ماريا /31 عاما/ "في الصيف هو أمر ممكن، أحاول الذهاب لعملي كل يوم بالدراجة"، ولكنها في نفس الوقت على الرغم من سعادتها بالأمر تدرك الخطر الذي تواجهه في الشارع وفي خضم الحركة المرورية، حيث أضافت "للأسف تقريبا لا توجد مسارات مخصصة للدراجات في أي مكان بالمدينة".

ولم يكن حال موسكو مثل حال بقية المدن الأوروبية طوال فترة كبيرة لذا فإن ماريا تقول "التنقل بالدراجة في الشارع هنا خطر للغاية"، وذلك في إشارة لتجاهل الكثير من سائقي السيارات للدراجين، وهو الأمر الذي ينعكس في أرقام الشرطة التي تتحدث عن 300 حادث بين الدراجات والسيارات يوميا.

ولا يرى كوموف أيضا أن جهود العاصمة الروسية كافية، فالمسارات القليلة للدراجات في قلب المدينة ليست سوى "ماكياج" لتجميل المدينة حيث يقول "ربما يفعلون هذا لكي تفكر الناس بصورة أقل في السياسة".

وكانت القيادة الروسية واصلت الضغط خلال السنوات الماضية بصورة أكبر على المعارضة والمجتمع المدني عن طريق قوانين قاسية، لذا فإن بعض المحللين لا يستبعدون أن تكون مسألة "اللطف والدراجات" وتصليح بعض الحدائق أو مناطق المشاة الجديدة مجرد محاولة لمواجهة عدم رضا سكان العاصمة.

يقول كوموف "اذا رغبت في تغيير شيء على أرض الواقع فيجب وصل وسط المدينة مع الأحياء السكنية بطرق مخصصة للدراجات لكي يتمكن من يستخدمونها من التنقل بأمان"، منتقدا في نفس الوقت وجود الكثير من العقبات التي تصعب حياة الدراجين.

يضيف المواطن الروسي الذي يعمل كمدير للعلاقات العامة بإحدى الشركات "عن نفسي أفضل المترو، لن أستخدم الدراجات إلا عندما تصبح الشوارع آمنة وتقل السلالم والعقبات".

وأشار كوموف من ناحية أخرى إلى أنه لا يثق في وعد الحكومة بتشييد 700 كيلومتر مخصصة لقائدي الدراجات بحلول 2020، ولكن أعضاء منظمة (ليتس بايك) سيواصلون بكل تأكيد الكفاح بمظاهراتهم الدورية حيث من المقرر أن تقام النسخة المقبلة في السادس من أيلول/ سبتمبر بمشاركة 20 ألف شخص.

توماس كوربل
الاحد 30 غشت 2015