وفي مؤشر على توتر الوضع في تركيا وخصوصا في جنوب شرقها، قتلت قوات الامن رجلا قال انه يحمل قنبلة قبل ان يحاول طعن شرطيين، بحسب السلطات.
ورغم هذا الحادث فان الحدث حافظ على طابعه الاحتفالي حيث اتى العديد من الشبان مع اسرهم للرقص وارتدت العديد من النساء فساتين تقليدية كردية.
ولوحت الجموع برايات حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد لقضية الاكراد في تركيا اضافة الى رايات خضراء وحمراء وصفراء كتبت عليها عبارة "لا" بالتركية والكردية، في اشارة الى ان استفتاء 16 نيسان/ابريل حول توسيع سلطات اردوغان، حاضر في الاذهان.
وسيصوت الاتراك في ذلك اليوم مع او ضد تعديل دستوري يهدف الى توسيع سلطات اردوغان.
واذا كانت السلطات تؤكد ان هذا التعديل ضروري لضمان استقرار البلاد، فإن المعارضة ترى فيه انحرافا استبداديا.
وفي حديث لفرانس برس قالت ليلى غوفان رئيسة ائتلاف منظمات بينها حزب الشعوب الكردي، كان ابرز منظمي الاحتفال "ان تركيا ليست بحاجة الى تغيير دستوري. تركيا بحاجة الى حل سريع للمشكلة الكردية".
واكد سليمان يولاس الذي اتى للاحتفال بالنوروز "سنقول +لا+" في الاستفتاء. واضاف "الاكراد يريدون السلام ويريدون الانسانية ويريدون حقوق الانسان ويريدون الديمقراطية. ولا يريدون مزيدا من الاضطهاد. نحن نرفض هذا النظام المستبد".
وتتالى الخطباء السياسيون على المنبر بالكردية والتركية داعين للتصويت بـ"لا" على توسيع سلطات اردوغان، في حين اشعلت النار في كومة من الحطب وسط الجمهور كما هو التقليد في النوروز.
-منع-
واعتبرت غوفان ان احتفالات الثلاثاء كانت ناجحة حتى وان منعت السلطات بعض الاكراد من القدوم.وحظرت السلطات احتفالات كانت مقررة في الايام الماضية في مدن اخرى بجنوب شرق تركيا ببداية العام الكردي.
ولوح بعض المشاركين بصور عبد الله اوجلان الزعيم التاريخي السجين منذ 1999 لحزب العمال الكردستاني، المنظمة المصنفة "ارهابية" من انقرة وحلفائها الغربيين.
ووسط موسيقى كردية كانت تقطع اغاني ورقص المشاركين، شعارات تدعم اوجلان، رغم دعوات المنظمين المتكررة لتفادي التصريحات واللافتات التي يمكن ان ينظر اليها باعتبارها دعاية لحزب العمال الكردستاني.
وجنوب شرق تركيا يعيش في توتر منذ استئناف المعارك بين القوات التركية وحزب العمال في صيف 2015 بعد انهاء هدنة هشة كانت تهدف الى انهاء النزاع الذي اوقع اكثر من 40 الف قتيل منذ 1984.
وشنت السلطات عملية عسكرية واسعة في المنطقة بداية آذار/مارس. ووضعت مدن عدة تحت نظام حظر التجول المشدد.
وقال محمد شاه سينار "نوروز جميل ككل عام، لكن هذا العام كان اكثر حزنا من العادة بسبب حالات المنع. كما ترون نحن نحن محظورون. والعالم يرى: نوابنا مسجونون وزعامؤنا خلف القضبان".
واوقفت السلطات التركية عشرة نواب اكراد في سياق حملة طرد وتسريح وتوقيف شمات عشرات آلاف الموظفين والمدرسين والعسكريين والقضاة اثر محاولة انقلاب في منتصف تموز/يوليو 2016.
وقال النائبان الموقوفان ورئيسا حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دمرداش وفيجن يوكسيكداغ في بيان "سنواصل كفاحنا من اجل السلام".