نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


الأرجنتين تشهد انتشار ظاهرة صالونات تجميل الفتيات الصغيرات




بوينوس أيرس - فلورنسيا مارتين - يبدو أن الدمى وكاسات الحلوى، وألعاب مثل الغميضة أو وضع ذيل الحمار في مكانه بعينين مغمضتين، صارت بالفعل جزءا من الماضي. الآن لدينا تنظيف البشرة والعناية بالقدمين وأظفارهما "ميني باديكير"، مع أقنعة الخيار لحماية الجفون وحول العين من الإجهاد، التي أصبحت مجال الترفيه المتوافر حاليا لدى الصغار في الأرجنتين مع ازدهار شركات متخصصة باتت تستهدف الفتيات والمراهقات من سن 5 و 14 عاما. وللترويج للفكرة، تدعو الفتيات في هذه المراحل العمرية لقضاء يوم عيد ميلادهم في نادي صحي للاستمتاع بما يقدمه من خدمات.


"الغالبية منا نحن النساء نعشق منذ صغرنا الكريمات، مستحضرات التجميل، دبابيس الشعر، والأساليب المختلفة لتصفيفه، لماذا لا تجعلي من عيد ميلادك، حدثا يكون محوره النادي الصحي، أو [بيجاما بارتي] أو تجمع للصديقات" هذا هو مضمون الحملة الترويجية التي أطلقتها إحدى الشركات التي تحولت إلى ظاهرة في السوق الأرجنتيني، وتوسعت في كولومبيا والمكسيك ومنها وصلت إلى بعض دول أوروبا مثل إسبانيا وألمانيا، بغرض حث الفتيات والمراهقات إلى الانضمام لعالم الجمال.

تتراوح أعمار الجمهور الأساسي عادة بين ثمان وتسع أعوام، بالرغم من أن بعض الصالونات تؤكد أنها قدمت خدماتها لفتيات في عمر الثالثة، كما أن هذه الشركات مرنة للغاية، وأحيانا تقدم خدماتها في المنزل.

"كل طفلة لديها الطاقم الخاص بها: مرآتها، وعائها الخاص لنقع الأيدي والأقدام، ومرتبتها للاسترخاء. وبعد تنظيف البشرة والتدليك، نقوم بتجميلهن، نقوم بطلاء الأظافر، ونصفف شعورهن"، هكذا تسرد جابرييلا من صالون (جلامور سبا) تفاصيل جلسة التجميل في النادي الصحي، الذي يقدم خدماته لهذا القطاع من الجمهور في العاصمة بوينوس أيرس، مشيرة إلى أنه في ختام الجلسة "نقوم بعمل اصطفاف أو استعراض جمال للفتيات على سجادة حمراء لتبرز كل واحدة منهن اكسسواراتها وشرائط شعرها وأحيانا الأزياء التي يقمن بارتدائها".

إلا أن هذه الصرعة الجديدة ليست موضع ترحيب من قبل الجميع، حيث تقول أليخاندرا، أم لطفلة لديها خمس سنوات "تجادلت في أكثر من مناسبة مع أولياء أمور يفعلون مع بناتهن هذه الأمور بدون تقدير للعواقب".

وتعرب أليخاندرا عن أسفها من أن "اقنعة الخيار التي توضع على الجفون وحول العيون، تتحول بعد ذلك إلى كريمات ومستحضرات تجميل لمنع التجاعيد، إنهم يزجوون بأطفالهن نحو طريق النزعات الاستهلاكية المبررة بالعناية بالجمال، دون التركيز على الوعي بآثاره السلبية على الصحة، فقط الاستهلاك والمزيد من الاستهلاك، الذي يبدأ مع اقتناء شيئ زائد عن الحاجة لا يقوم سوى بالقضاء المبرم على مرحلة عمرية لا تعوض وهي الطفولة، حيث تتحول الفتيات مبكرا جدا إلى الهوس بمساحيق التجميل والخوف المرضي من ظهور التجاعيد.

يتزايد قلق الأباء بسبب نمو صرعة معينة في بعض دول أمريكا اللاتينية، حيث أصبح من الشائع إجراء جراحات التجميل مثل "شفط الدهون أو تكبير الثدي" في أعمار مبكرة جدا مقارنة بدول أخرى، وتؤثر هذه الظاهرة سلبا في الغالب على المرأة أكثر من غيرها.

أعدت الجمعية الأمريكية للطب النفسي (APA) حبث الولايات المتحدة هي أكثر بلد تسببت مسابقات ملكات الجمال لمختلف الأعمار فيه في فضائح واسعة النطاق، تقريرا في 2010 تحذر فيه من ظاهرة "الآثار الجنسية لتبرج الفتيات" من خلال هذه النوعية من الممارسات.

ويحذر التقرير من أن "ترتبط مستحضرات التجميل في كثير من الأحيان بفكرة الرغبة في زيادة الجاذبية الجنسية، وهو أمر لا يجب أن يكون هناك مجال له على الإطلاق خاصة مع فتيات في المرحلة السابقة على سن المراهقة"، ولم يخل التقرير من الإشارة إلى الآثار الاجتماعية لإقرار معايير جمالية يجري تشجيع الاستثمار فيها كغرض أساسي.

"تتضاءل فرص المراهقات من ذوي المستويات المادية المنخفضة في الدخول إلى هذا العالم من مستحضرات وصالونات التجميل باهظة التكاليف، ما يدفعهن إلى البحث عن سبل أخرى لتصبحن مثيرات "autosexualization" مما يؤدي إلى مزيد من الاتساع للهوة التي تشعر بها الفتيات من الطبقات المتواضعة مقارنة بمثيلاتهن اللاتي يملكن الموارد التي تؤهلهن لأن يكن مثيرات وجذابات"، وفقا للتقرير الأمريكي.

ويبرز من بين الشركات الاستثمارية في هذا المجال: برنسلانديا (إسبانيا)، بينك برينسس سبا - الأميرة الوردية - ( المكسيك )، لو بتيت سبا (تشيلي) كريساليداس (كولومبيا).

بالرغم من أن هذه الأماكن يغلب عليها بصفة عامة اللون الوردي (الجدران، المقاعد، أرواب الحمام التي ترتديها الفتيات، وأحيانا حتى مشروبات الترحيب التي تقدم للزبائن عند الوصول، من أجل إضفاء شعور عام بأن الفتاة هنا ستلقى معاملة أميرات حقيقيات، يؤكد القائمون على هذه النوادي الصحية أن هدفهم الأول ليس السعي وراء تمجيد الجمال الزائل.

في هذا السياق تقول تمارا من برنسسلانديا "نعمل كثيرا مع عائلات تم إعادة تجميعها"، وهي ظاهرة أخرى للأرجنتين دور الريادة فيها. كما توضح أن "أحيانا تأتي سيدات مع بنات رفقائهن العاطفيين الجدد، ومن ثم يعتبرون المكان لدينا فرصة للتقارب وتحسين العلاقات". قامت تمارا بتنظيم القليل من حفلات أعياد الميلاد، كما تعمل أيضا مع مجموعات من ذوي الاحتياجات الخاصة.

تقول تمارا "الأمر ليس مجرد محاولة لحرق مراحل بالمعنى المفهوم، بل السعي لتوفير مكان ملائم لكي تتمكن تلك الفتيات الصغيرات من مشاركة أمهاتهن لحظات قليلة من السعادة".

وسواء كان الأمر يتعلق بتعزيز صورة نمطية جديدة عن الأنوثة أم لا، حقيقة الأمر أن هذه الصرعة مستمرة وفي ازدهار، حيث تنشر المقاطع المصورة ضمن الحملات الترويجية لهذه الشركات، مشاهد مثيرة للغاية لفتيات يتعلمن كيف تكن كبيرات حتى قبل تعلم إجادة الحديث".

فلورنسيا مارتين
الاثنين 25 غشت 2014