نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


الأمريكي الأبيض المتطرف.. من "كي كي كي" إلى "النازيين الجدد"




رغم أن الاحتجاجات تم الإعداد لها منذ يوم الخميس الماضي، إلا أنها لم تأخذ منحاها الخطير إلا بعد أن اندفع جيمس أليكس فيلدز، السبت الماضي، بسيارته "الدودج تشالنجر" الفضية اللون باتجاه المتظاهرين ضد العنصرية، متسببا في مقتل هيذر هاير (32 عاما)، وجرح 19 آخرين.


منظمة كو كلوكس كلان
منظمة كو كلوكس كلان
الجماعات التي اتفقت على التجمع في مدينة شارلوتسفيل بولاية فيرجينيا الأمريكية، احتجاجا على إزالة أحد رموز العنصرية والعبودية، وهو نصب الجنرال "روبرت إي لي"، التقت تحت شعار "وحدوا اليمين"، وتجمعها عقيدة واحدة، وإن تفرقت تسمياتها وانتماءاتها وقضاياها، وهي الإيمان بتفوق العرق الأبيض.

** اليمين واليسار

التظاهرات التي قادتها هذه الجماعات العنصرية، وإن انقلبت إلى صدامات عنيفة مع مناهضيهم، إلا أنها كانت مرخصة من قبل بلدية المدينة، ومحمية من قبل التعديل الأول للدستور، الذي يدعم حرية التظاهر والتعبير السلمي عن الرأي.

بيد أن المحتجين اليمينيين، الذي تعالت صيحاتهم ليلة الجمعة "لن نسمح لليهود باستبدالنا"، سرعان ما اشتبكوا مع مناهضيهم اليساريين في شارلوتسفيل، السبت الماضي، مرددين هنتافات مثل "دماء وتراب"، إشارة إلى شعار يعود إلى الحقبة النازية في ألمانيا.

شعار المحتجين يتحدث عن أن الدولة لا يمكن أن تقوم إلا بنقاء العرق والأرض، فيما رفعوا أعلام الكونفيدرالية الأمريكية وشارات النازية، وبينما ارتدى بعضهم دروعا وخوذا تحمل رموز منظماتهم وشعاراتها، حمل آخرون أسلحة نارية.

بالمقابل، رفع المتظاهرون المناهضين للعنصرية شعارات منها "لن أسمح بتحويل أمريكا إلى بلد عنصري"، و"لنتوحد ضد الفاشية"، رافعين في الوقت نفسه أعلام أقواس قزح، التي ترمز إلى المثلية، وشارات السلام.

وبعد صمت أثار انتقادات، خرج الرئيس الأمريكي الجمهوري، دونالد ترامب، ليندد بما حدث قائلا إن "العنصرية شر، وهؤلاء الذين يتسببون في العنف باسمها مجرمون وعصابات، بما في ذلك كو كلوكس كلان والنازيون الجدد والمنادون بسمو العرق الأبيض وغيرهم من جماعات الكراهية التي تبغض كل ما نحبه كأمريكيين".

لكن كثيرين يحملون ترامب نفسه، الذي تولى السلطة في العشرين من يناير/ كانون ثان الماضي، المسؤولية عن ارتفاع أصوات العنصريين، متشجعين بخطابه القائم على كراهية الأقليات والمهاجرين، ولا سيما المسلمين، وفق المنتقدين.

** جذور العنصرية

تجمع اليمينيين المتطرفين في شارلوتسفيل كان بدعوى الاحتجاج على قرار سلطات المدينة إزالة تمثال الجنرال "روبرت إي لي"، أحد أهم رموز الحرب الأهلية (1861-1865)، قائد جيش شمال فيرجينيا، التابع لحلف الجنوب الكونفيدرالي، ضد رئيس الولايات المتحدة وقتها، إبراهام لينكولن (1861-1865)، وجيوش الشمال الاتحادية، على خلفية قرار لينكولن تحرير العبيد.

ورغم أن الحرب انتهت بهزيمة الجنرال "لي"، ووحدة أراضي الجنوب مع الشمال، تحت رئاسة لينكولن، الذي قتله لاحقا مؤيد للكونفدراليين، وهو جون ويلكس بووث، إلا أن الجذور العنصرية للحرب ظلت باقية حتى عصرنا الحاضر.

وبحسب أستاذة التاريخ في جامعة كارولينا الشمالية، كارين كوكس، فإن "المغزى الأساسي من النصب الكونفدرالية هو الاحتفاء بتفوق العرق الأبيض، وغالبا لم يكن أي من هذه النصب قائما حتى نهاية الحرب الأهلية".

كوكس تابعت، في مقال لها بصحيفة "واشنطن بوست"، الأربعاء، "بل إن بعضها نصبت خلال فترة الستينيات (القرن الماضي)، أثناء حقبة الحقوق المدنية (مطالبة قادة السود بالمساواة والتصويت في الانتخابات)، والتي تزامنت مع الذكرى المئوية للحرب (الأهلية)، بيد أن معظم النصب يرجع إنشاؤها إلى الفترة بين 1895 والحرب العالمية الأولى (1914-1918)".

وعملية بناء النصب الممجدة لقادة الجنوب في الحرب الأهلية "كانت جزءا من حملة لمنح هدف الجنوب خلال الحرب الأهلية صبغة العدل وجعل العبودية تبدو وكأنها مؤسسة خيرية"، بحسب كوكس.

إنشاء هذه التماثيل، وفق الأكاديمية الأمريكية، جاء على خلفية "إصدار قوانين جيم كرو، واضطهاد الأمريكيين الأفارقة، لذا فإن النصب وضعت على أساس أنها رموز لتفوق العرق الأبيض".

وقوانين "كرو" هي تشريعات الفصل العنصري في جنوب الولايات المتحدة الأمريكية، والتي حرمت السود من العديد من الحقوق، التي حصل عليها البيض وأقليات أخرى.

عقب هذه التشريعات صار على السود الجلوس في مؤخرة الحافلات، بينما البيض وغيرهم في مقدمتها، ولم يمكن بعدها للسود دخول المطاعم، التي يرتادها البيض ولا مدارسهم ولا جامعاتهم جنوبي البلاد.

لكن تظاهرات السود في ستينيات القرن العشرين أجبرت الكونغرس (البرلمان) على البدء بإلغاء قوانين التمييز العنصري ضد السود، والذي كان آخرها عام 1968، منهيا أي آثار لقوانين "كرو".

** الجماعات العنصرية

جماعات تفوق العرق الأبيض في الولايات المتحدة تنقسم إلى منظمات عدة، أشهرها، وربما حتى أقدمها "كو كلوكس كلان" (كي كي كي)، ولها 130 فرعا، و"النازيون الجدد"، ولها 99 ذراعا، و"حليقو الرؤوس"، ويتوزعون على 78 تشكيلا، و"القوميون البيض"، ولهم 100 تنظيم، وفق تقديرات لمنظمة "ساذرن بوفرتي لو سنتر" (غير حكومية)، المتخصصة بمتابعة جماعات الكراهية في الولايات المتحدة، على موقعها الإلكتروني.

تلك الجماعات العنصرية تمتلك لغتها ومصطلحاتها الخاصة غير المفهومة إلا لأعضائها، ما يساعدهم على التخفي وسط الأناس العاديين، خاصة وأن أنشطتهم تلقى انتباها خاصا من أجهزة الأمن.
ولتسليط الضوء على هذا العالم تقدم الأناضول موجزا عن كل من تلك الجماعات العنصرية:

- اليمين البديل (Alternative Right)

سبب التسمية هو تمييزهم عن باقي الحركات اليمينية، التي يعتقد منظرو الحركة أنها حادت عن المبادئ الأساسية لليمين، وباتت خجولة أمام تقدم اليسار، لذا فهي تطرح نفسها كبديل لليمين التقليدي.

"اليمين البديل"، وفق الموقع الإلكتروني لـ"ساذرن بوفرتي لو سنتر"، هو "مجموعة من المعتقدات اليمينية

المتشددة، التي تضم جماعات وأفرادا تتمحور معتقداتهم حول كون الهوية البيضاء تتعرض لهجوم من قوى الثقافات المتعددة (الأعراق غير البيضاء) عبر استخدام المحاباة السياسية والعدالة الاجتماعية (قوانين إنصاف الأقليات غير البيضاء) بغرض تقويض البيض وحضارتهم".

أما "ريتشارد سبنسر"، زعيم "اليمين البديل" فيعرف حركته، على موقعه الإلكتروني الشهير"altright.com" بحسب معتقداتها، وهي أولا وفقا للعرق، بقوله إن "العرق مسألة حقيقية، والعرق مهم، والعرق هو أساس الهوية"، ويرى أن أصل العرق الأبيض هو عرق هندو-أوروبي يدعى "الآري".

سبنسر يعتبر أيضا أن الدول يجب أن تحافظ على جذورها العرقية والقومية، ويرى في اليهود مشكلة في المجتمع الأبيض، بدعوى أنهم يرفضون الاندماج معه، وأن على الولايات المتحدة العودة إلى أصولها "التي كانت أساسا أنجلو-ساكسونية بروتستانتية".

وبينما كسر الرئيس الأمريكي الكاثوليكي، جون كينيدي (1961-1963/ الحزب الديمقراطي) كسر نمط الرئاسة الأمريكية منذ تأسيسها، والمتمثل في بروتستانتية رؤسائها، فقد كسر الرئيس باراك أوباما (2009- 2017/ الحزب الديمقراطي) الرتابة العرقية، لكونه أول رئيس ليس أبيضا.

الفارق الأكبر بين "اليمين البديل" وبقية حركات تفوق العرق الأبيض هو أن هذه الحركة متوفقة في مجال استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.

- كو كلوكس كلان (Ku Klux Klan):

من أقدم وأبرز الجماعات البيضاء المتطرفة، إذ تأسست في ديسمبر/ كانون أول 1865، لكنها لم تعد بالقوة التي كانت عليها.

هذه الجماعة بنت سمعتها على تخويف السود في جنوبي البلاد بضربهم وقتلهم هم والبيض المتعاونين معهم، إضافة إلى مهاجمة اليهود والمهاجرين والمثليين والمثليات والكاثوليك.

كانت "كو كلوكس كلان" تتبنى فرعا من المسيحية البروتستانتية، المعروفة بالأنجليكانية، لكنها باتت تتبنى أيديولوجيات مختلفة، وتقدر منظمة "ساذرن بوفرتي لو سنتر" عدد أعضائها بما بين 5و8 آلاف.

هذه الجماعة، التي تتنوع تنظيماتها رغم تشابه مظاهرها، معروفة بارتداء أقنعة قماشية بيضاء مخروطية تغطي الرأس بالكامل تاركة فتحة للعينين، إضافة إلى ثوب أبيض، وصورت أفلام هوليودية عناصرها وهم يركبون خيول ويتركون صلبانا مشتعلة نارا أمام بيوت لسود ولعبيد في الجنوب.

لكن جرى حل هذه الجماعة عقب صدور قوانين "كرو"، التي حرصت على التفرقة بين البيض والسود في الجنوب، غير أنها عادت إلى الحياة في عشرينيات القرن الماضي، اعتراضا على قبول مهاجرين يهود وكاثوليك، حيث نظموا تظاهرة في العاصمة واشنطن، وفق "ساذرن بوفرتي لو سنتر"، التي تقدر عدد عناصرها آنذاك بأربعة ملايين، لكنها سرعان ما تراجعت خلال السبعينيات وما أعقبها.

- حليقو الرؤوس (Skinheads):

شأنهم شأن "كو كلوكس كلان"، فإن منظمات كثيرة تنضوي تحت لواء "حليقي الرؤوس"، ويجمعهم عامة إيمانهم بتفوق العرق الأبيض، وممارسة العنف للمحافظة على هذا التفوق المزعوم.

هؤلاء يتميزون عن غيرهم بكونهم حليقي الرؤوس بالكامل وأجسادهم مليئة بالوشوم ويرتدون أحذية سميكة (بووتس) ذات رؤوس معدنية، وغالبا ما يستخدمونها لإصابة ضحاياهم.

ورغم أن تاريخهم يعود إلى ما قبل ثمانينيات القرن الماضي، إلا أن دورهم كجماعة عنصرية لم يتبلور إلا في ذلك العقد.
هذه الجماعة شهدت فترات تذبذب من حيث الزيادة والنقصان، بحسب "ساذرن بوفرتي لو سنتر"، حيث بلغ عدد تنظيمات حليقي الرؤوس 39 تنظيما، في 2000، ثم شهد عام 2010 أكثر فتراتها ازدهارا، إذ بلغ عدد تنظيماتها 139، قبل أن تتراجع عام 2016 إلى 78 تنظيما.

وتركز هذا الجماعة على تجنيد الشباب، ولها تأثير كبير على موسيقى "الروك أند رول" الصاخبة، وهي معروفة بارتكاب جرائم ضد الأقليات غير البيضاء، لعل أبرزها إطلاق عضو منظمة "هامرسكن"، مايكل ويد بيج، النار على مصلين من "السيخ"، في معبد بمدينة أوك كريك في ولاية ويسكونسن، يوم 5 أغسطس/ آب 2012، ما أسفر عن سقوط سبعة قتلى وإصابة آخرين.

ولحليقي الرؤوس مصطلحات للتخاطب فيما بينهم، منها مثلا "Boot Party" ، وتعني تجمعا لركل شخص بالرؤوس المعدنية لأحذيتهم حتى يسقط أرضا، و"Colors" وتعني الوشوم، و"curbing" وهي طريقة إيذاء الشخص بوضع فكه العلوي على الرصيف ثم ضرب رأسه بمؤخرة الحذاء، ليتمزق فكه وربما يموت، وهي طريقة اشتهرت بها جماعات "Skinheads" عقب عرض فيلم "American History X" (إنتاج 1998)، الذي يفتتح بهذا المشهد.

- النازيون الجدد

هؤلاء هم امتداد للثقافة النازية، التي نشأت في ألمانيا عام 1933، وإن كانت لاتمت لها بروابط عضوية، وأبرز تنظيماتها في الولايات المتحدة الأمريكية هي "ناشيونال الاينس"، وهو تنظيم قومي أبيض يوجه حقده إلى كل الأقليات، ولا سيما اليهود.

عقيدة هذه الجماعة النازية، وفق موقعها الإلكتروني، يمكن تلخيصها في عبارات: "نحن نعتقد بإنه لايمكن للمجتمع المتعدد الأعراق أن يكون صحيا، ولايمكن أن تكون الحكومة جيدة مالم تكن مسؤولة بالكامل عن عرق واحد، إن تدهور أمريكا الحالي ينبع من فقدان التجانس والوعي العرقي، وما ترتب على ذلك من عزل مواطنينا (البيض)".

وكالة الاناضول
الجمعة 18 غشت 2017