نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


الاتفاق النووي مع إيران ستكون له عواقب وخيمة على الشرق الأوسط






الرياض - يان كولمان - بينما كانت وسائل الإعلام السعودية مشغولة بقضية استطلاع هلال العيد، وهل شهر رمضان هذا العام سينتهي ليلة الخميس أم ليلة الجمعة، كما أفردت مساحة كبيرة لتغطية واقعة إلقاء القبض على مجرم مطلوب من قبل العدالة بعد تبادله إطلاق النيران مع قوات الأمن حين كانت تستعد للقبض عليه، كان يقع في مكان آخر من العالم حدث تاريخي حقيقي، حين أعلنت وسائل الإعلام العالمية نبأ توصل إيران ومجموعة 5+1، لاتفاق حول البرنامج النووي الخاص بالجمهورية الإسلامية، وهو الخبر الذي ظهر بالكاد على استحياء في وسائل الإعلام السعودية، وبصورة مقتضبة للغاية.


على غرار الحال في إسرائيل، كانت المملكة العربية السعودية تتابع باهتمام بالغ سير المفاوضات بين طهران والغرب، حيث تعتبر الرياض أن توصل الجمهورية الإسلامية، جارتها الشيعية اللدود، لاتفاق نووي يسمح لها بالحصول على أسلحة نووية بمثابة كابوس بالنسبة لجميع دول الخليج، مع تزايد مخاوفها من اتساع رقعة نفوذ إيران في العالم العربي في الآونة الأخيرة. ومن هنا يمكن تفهم موقف الرياض الرافض للاتفاق، الذي صدق عليه مجلس الأمن مؤخرا بالإجماع. يكمن تفهم رد فعل الرياض على أنه بادرة استياء تجاه الاتفاق الذي تم التوصل إليه بعد مفاوضات استمرت نحو عقد كامل، ومن ثم فإن سياسة السعودية المستقبلية في هذا الاتجاه ستتوقف على مدى تقييمها لأبعاد الموقف بالكامل. في هذا السياق يوضح حسين إبيش ، الخبير بمعهد شؤون دول الخليج في واشنطن أن "إذا اعتبرت المملكة أن الاتفاق لن يحد من طموحات جارتها الشيعية بشأن الحصول على أسلحة نووية، فإنها في هذه الحالة قد تلجأ إلى تطوير برنامجها الخاص لكي تكون لدى السعودية أداة ردع نووي في مواجهة الطموح الإيراني". أما في أسوأ الحالات، فإن هذا الوضع قد يؤدي إلى تفجر سباق تسلح نووي بين إيران والمملكة العربية السعودية، باعتبارهما من أبرز القوى بالمنطقة، ومن هنا تأتي أهمية دور الولايات المتحدة، الحليف الاستراتيجي للسعودية طوال سنوات، في تهدئة مخاوف الرياض عن طريق الوسائل الدبلوماسية بالإضافة إلى تقديم الضمانات اللازمة. ففي مكالمة هاتفية أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، حرص واشنطن على العمل مع حلفائها في الرياض وباقي دول الخليج من أجل كبح جماح الأنشطة الإيرانية في المنطقة. ومن المتوقع أيضا أن يكون للاتفاق النووي الإيراني تأثير كبير على الحرب الأهلية الدائرة في سورية منذ ما يربو على أربع سنوات. وقد استهلك النزاع المسلح قدرات الجيش السوري الموالي لنظام بشار الأسد، حيث لحقت به عدة هزائم في الآونة الأخيرة، إلا أنه لا يزال قادرا على الصمود بفضل الدعم الذي يحصل عليه من نظام طهران. ومع إقرار مجلس الأمن رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي، يصبح الوضع في سورية أمام سيناريوهين. الأول، أن تزيد طهران من دعمها المالي والعسكري لنظام دمشق، حيث تحرص إيران على استمرار بقاء المحور الشيعي في المنطقة والمتمثل في سورية والعراق ولبنان، معقل حليفها حزب الله. ومن ثم تعتبر طهران أن سقوط نظام بشار الأسد خسارة كبيرة لها، وفقا لما يؤكده توماس جنو، خبير شؤون الشرق الأوسط بجامعة أوتاوا حيث يقول "إيران على استعداد لعمل أي شئ من أجل الإبقاء نظام بشار الأسد على قيد الحياة". ويراهن نظام بشار الأسد بقوة على ذلك، حيث أعربت دمشق عن ثقتها الكبيرة في استمرار الدعم الإيراني بالغ القيمه لها، وفي دعم قضايا الشعوب العادلة. من جانبها ستواصل السعودية إرسال الدعم المالي والعسكري للمتمردين السنة، والذين ظهرت بينهم العديد من الجماعات المتشددة. وبطبيعة الحال يزيد هذا الحال من تفاقم الأوضاع وتبخر الآمال بشأن قرب التوصل لتسوية للنزاع السوري. أما السيناريو الثاني فربما يؤدي إلى تحسن الأحوال بالنسبة لسورية. فبحكم أن إيران من أبرز حلفاء نظام بشار الأسد، فبوسعها أن تكون جزءا من الجهود الدولية الرامية للتوصل لتسوية سلمية تفاوضية بين أطراف النزاع. كما أن إقرار شروط معينة من شأنه أن يجعل إيران تتخلى عن بشار الأسد، مما من شأنه التمهيد للتوصل لاتفاق سلام مع المعارضة. من ناحية أخرى تتهم السعودية، نظام طهران بتأجيج الحرب الأهلية في اليمن أحد أفقر دول المنطقة، من خلال تزويد ميليشيات الحوثي الشيعة بالمال والسلاح، وهو ما يزيد مخاوف السعودية بشأن النفوذ الإيراني في المنطقة، إلا أن طهران تنفي تدخلها في الأمر. وتواصل السعودية منذ آذار/ مارس الماضي، قصف معاقل ميليشيات الحوثي، التي استولت على مقاليد السلطة من حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي. وبفضل الدعم الإيراني نجحت هذه الأقلية الشيعية في السيطرة على مساحات شاسعة وبالغة الأهمية في البلاد، وبالرغم من استمرار العملية التي تشنها السعودية مع حلفائها إلا أنها لم تتمكن من ردع المتمردين الحوثيين. لن تقبل المملكة العربية السعودية بأي حال من الأحوال بقيام نظام شيعي على حدودها، ومن ثم تواصل الرياض الحشد وتكثيف عمليتها العسكرية لوقف زحف ميليشيات الحوثي في اليمن. بطبيعة الحال كان المستفيد الأكبر من تدهور الأوضاع إلى هذا الحد أخطر جماعتين متشددتين معروفتين على مستوى العالم: تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش ) ، وكلاهما يتبع المذهب السني.

يان كولمان
الاثنين 27 يوليوز 2015