نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


الاستماع المعكوس لبعض الاغاني قد يكشف الرسائل التي قد تخفيها




لندن - كثيراً ما يجد أصحاب نظرية المؤامرة كلمات "سرية" في الأغاني عند الاستماع إليها بشكل معكوس. موقع "بي بي سي كلتشر" للفنون والثقافة يحاول البحث عن حقيقة بعض هذه الأغاني.


في عام 1878، وبعد سنة من اختراع جهاز الفونوغراف، لاحظ المخترع الأمريكي توماس أديسون أنه يمكن تشغيل الإسطوانة بالعكس للحصول على تأثير ممتع: "تظل الأغنية ذات لحن مميز في حالات عديدة، وتصبح بعض الأنغام جميلة وجديدة، لكنها على العموم مختلفة عن الأغنية التي أنتجت بشكلها الصحيح".

ومنذ أن اختبر الرواد الموسيقيين في الخمسينيات من القرن المنصرم أجهزة تسجيل الصوت، وتمكنوا من تحرير وتعديل المقاطع الصوتية من خلال تقنية تدعى "ميوزيك كونكريت" (أو الموسيقى الملموسة)، والتي تشير إلى القدرة على تقطيع وتعديل المقاطع الموسيقية وجمعها بحرفية عالية، جرى تضمين "رسائل" وسط بعض الأغاني لتصبح مفهومة فقط عندما يتم تشغيلها بشكل معكوس.
ولكن، أي من هذه الأغاني هو الأفضل، وأي منها ليس إلا خرافة؟

لا تحتكر فرق "ديث ميتال" الموسيقية، وهي فرق متخصصة في موسيقى البوب، لنفسها تلك الرسائل الخفية: فقد ظلت إحدى هذه الفرق مثار الكثير من الشائعات لما يقرب من خمسة عقود. وقد صادفت فرقة البيتلز لأول مرة ما يعرف بتقنية "باك ماسكنغ" أو: التسجيل المقلوب الذي يحمل رسالة ضمنية، وذلك عندما سجلوا أغنيتهم "رابر سول" في عام 1965.

ومن خلال تأثرهم بتقنية "ميوزيك كونكريت" لتحرير الأغاني وتعديلها، فقد ضمنوا رسالة خفية في سطر من أغنية "المطر" التي صدرت في عام 1966. فقد تضمنت النهاية التدريجية الخافتة للصوت في هذه الأغنية تكرار السطر الأول للأغنية مقلوبا.

"في نهاية أغنية المطر، تسمعني وأنا أنشد الأغنية بشكل معكوس،" بحسب تصريح جون لينون لمجلة (رولينغ ستون) في عام 1968.

ويضيف لينون: "كنا قد أنهينا العمل الرئيسي في ستوديوهات (إي إم آي) وكانت العادة حينئذ أن نأخذ أشرطة الأغاني معنا إلى بيوتنا، وأن نتخيل طرقاً أخرى لإضافة حيل فنية إليها أو ما يمكن أن يضاف عبر آلة الغيتار. وصلت منزلي في الخامسة صباحاً، ووصلت إلى جهاز التسجيل مترنحا، واستمعت إلى الشريط، وتبيّن أني وضعته معكوساً.

ويتابع: "وبينما كانت السماعات في أذنيّ، انتابتني نشوة لما استمع إليه، ما هذا – ما هذا؟ لكنني كنت أريد حقاً أن أستمع إلى الأغنية كلها بالمقلوب تقريباً، وهذا ما حدث. وقد قمنا بعمل ذلك في نهاية الأغنية."

بعد انتشار شعبية تقنية الـ "باك ماسكنغ"، أصبح فريق البيتلز في قلب إحدى أغرب الأساطير التي تقال عن فرق البوب. ففي عام 1969، انتشرت شائعات بين طلاب الجامعات الأمريكية بأن "بول ماكارتني" قد توفي في عام 1966 وحل مكانه شبيه له. وادعوا بأنه يمكن إيجاد قرائن تدل على "موته" في كلمات أغاني الفرقة وأعمالها الفنية.

في أكتوبر/تشرين الأول من عام 1969، ناقش أحد المتصلين بمحطة راديو ديترويت فكرة أنه يمكن سماع عبارة "حرّكني، أيها الرجل الميت" عند الاستماع بشكل معكوس إلى أغنية (ريفوليوشن 9) ضمن أغاني ألبوم (وايت ألبوم) للفريق.

وقد أشارت نظريات أخرى إلى أن تمتمات جون لينون وهو يغني أغنيتي (إني متعب جداً) و (الطائر الأسود) تبدو وكأنه يقول عبارة "بول رجل ميت. إني افتقده" عند الاستماع إليها بشكل معكوس.

لكن المكتب الصحفي للفرقة دحض هذه الشائعات في 21 اكتوبر/ تشرين الأول، واصفاً إياها بـ "هراء قديم". وساهمت مقابلة صحفية مع ماكارتني، نُشرت في مجلة "لايف" بطبعة نوفمبر/تشرين الثاني– تحت عنوان "بول لا يزال معنا"- في القضاء على هذه الشائعات تماما.

في عام 1995، قامت الفرقة بتسجيل نسخة استعراضية من أغنية "حر كطائر" لجون لينون التي صدرت أول مرة عام 1977، وضمنتها رسالة بتقنية الـ "باك ماسكنغ". وتضمنت الأغنية الجديدة مقطعا يقول فيه لينون "اتضح أن الأمر لطيف مرة أخرى" في نهاية الأغنية.

وصرح ماكارتني لصحيفة الاوبزرفر: "كما أننا وضعنا في نهاية الأغنية، بغرض الدعابة، واحدة من العبارات الساخرة عند الاستماع إليها بالمقلوب، لكي نوفر للمهووسين بفرقة البيتلز شيئا يشغلهم".
اتهامات

بدأت الاتهامات الشيطانية بوجود رسائل خفية عند الاستماع إلى التسجيلات بطريقة معكوسة في بدايات الثمانينيات، ولعل ما شجع على ذلك هو مشهد من فيلم (طارد الأرواح الشريرة) عام 1973، إذ ضمت أحداث الفيلم العثور على شريط لعبارات غير مفهومة ينطق بها الضحية المصاب بالمس، ويتبين أنها باللغة الانكليزية عندما يتم الاستماع إليها بشكل معكوس.

انضم بعض أولياء الأمور القلقين على أطفالهم إلى بعض الجماعات المسيحية المتعصبة في أمريكا بعد تأسيس (مركز الآباء للموارد الموسيقية PMRC) في عام 1985. وقد اتُهمت فرق موسيقية مثل "ليد زيبلين" و"جوداس بريست" وحتى فرقة "الإيغلز" بأنها تنشر رسائل شيطانية في شكل تمتمات في أغانيها.

وبعد أن ادعى بعض المتعصبين المسيحيين بأن سطراً في الأغنية الرئيسية لألبوم (الدورادو) عام 1974 يقول: "إنه الشخص المقرف – أيها المسيح أنت شيطاني"، عند الاستماع إليه بشكل معكوس، قامت فرقة اوركيسترا اليكتريك لايت عمداً بإدخال مقطع مخفي ضمن ألبومها التالي يدحض مثل هذه الإدعاءات.

كما أنكرت الفرقة احتواء ألبوم الدورادو على أي رسائل خفية، وواصلت تسجيل أغنيتها "نار في الأعالي"، وضمنت كلمات في سطرها الأول، عند الاستماع إليها بشكل معكوس، تقول: "يمكن قلب الموسيقى ولكن ليس الزمن...".

وفي عام 1983، أصدرت الفرقة ألبوما بعنوان "رسائل مخفية"، يحوي بكامله كلاما صاخبا يُفهم عند الاستماع إليه بشكل معكوس، وتتضمن الأغنية الأخيرة فيه رسالة معكوسة تقول "شكراً لاستماعكم".

العديد من أغاني البوب التي تبدو بريئة – بما في ذلك أغاني ناجحة لمايلي سايرس، وجاستين بايبر- قد اتهمت أيضا بنشرها لمقاطع شيطانية عند الاستماع إليها معكوسة. وقد أشار البعض إلى أن بايبر يقول في إحدى أغانيه "سنقصف هذه البنوك/النظام العالمي الجديد الشيطاني/قريباً، أيها الأخوة!". لكن هذه الادعاءات التي نفيت تماما لم تكن صحيحة.
من الأمام إلى الخلف

بعض الرسائل الخفية تدل على معان محددة عندما تكون كلماتها مفهومة. في أغنية (فضاءات فارغة) لفرقة "بينك فلويد" من حفلة أوبرا الروك (الجدار –The Wall ) عام 1979، يمكن سماع روجر واترز وهو يقول "تهانينا. فقد اكتشفت لتوِّك الرسالة المخفية. الرجاء أن ترسل إجابتك إلى (أولد بينك)، لعناية تشالفونت، المزرعة المضحكة..."

بينما يصرخ صوت في الخلفية "روجر! كارولين تطلبك على الهاتف!" قبل أن يتمكن من الكشف عن مكان وجوده. ويعتقد البعض أن (أولد بينك) تشير إلى المطرب الأساسي السابق في الفرقة، سيد بارّيت، الذي انهارت علاقته الزوجية في عام 1968.

وفي أغنية بعنوان "كريستيان روك كونسيرت" عام 1991، تضمنت كلمات الأغاني الصاخبة لفرقة (هاف مان هاف بسكيت) البريطانية هذا السطر: "إن جثة شين فينتون هي في أنبوب الغسيل بفندق نيو أمباسادور قرب محطة يوستن."

ومع ذلك، فان أغرب سطر تسمعه معكوساً هو من روبرت فربّ، مؤسس فرقة (كينغ كريمسون)، والذي أدى جزءاً من العرض المسرحي (الأغنام الطائرة) لفرقة (مونتي بايثون) المسرحية في أغنيته عام 1979 المسماة (هآدن توو). فعند الاستماع إلى تلك الأغنية معكوسة، فإنها تبين الحكمة التالية: "هناك أمر مؤكد واحد – وهو أن الأغنام ليس من المخلوقات الطائرة".

بي بي سي
الخميس 16 أكتوبر 2014