نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


الامم المتحدة تدعو لوقف القتال في غزه وشركات الطيران تلغي رحلاتها




غزة (الاراضي الفلسطينية) - عادل الزعنون - اعلنت شركات الطيران الرئيسية وقف رحلاتها الى تل ابيب في اليوم الخامس عشر من الحملة العسكرية الاسرائيلية على قطاع غزة المستمرة بلا توقف رغم دعوة الامين العام للامم المتحدة الى وقف القتال بعد مقتل 620 فلسطينيا معظمهم من المدنيين.


واعلنت الهيئة الاوروبية لسلامة النقل الجوي مساء الثلاثاء لفرانس برس انها ستوصي مجمل الشركات الاوروبية، على ابعد تقدير الاربعاء، بتفادي مطار تل ابيب الدولي حتى اشعار اخر.

جاء ذلك بعد ان حظر اتحاد الطيران الاميركي على شركات الطيران الاميركية تسيير رحلات الى اسرائيل ومنها لمدة 24 ساعة، بعد سقوط صاروخ على بلدة قريبة من مطار تل ابيب.

وهي المرة الاولى التي يتخذ مثل هذا القرار منذ حرب الخليج في 1991. وفيما اعتبر وزير النقل الاسرائيلي انه "ما من داع" لوقف الرحلات، اشارت صحيفة هآرتس على موقفها الالكتروني الى ان الاثر النفسي لهذا القرار سيكون كبيرا على الاسرائيليين وكذلك على الاقتصاد الاسرائيلي على المدى البعيد.

والنزاع الخامس الذي تشهده غزة في اقل من عشر سنوات هو الاكثر دموية منذ 2009 حيث خلف منذ بدء العملية العسكرية الاسرائيلية في 8 من تموز/يوليو 620 قتيلا في الجانب الفلسطيني، معظمهم من المدنيين، في القطاع الذي تحكم اسرائيل حصاره. كما قتل في الجانب الاسرائيلي مدنيان بشظايا صواريخ اطلقت من قطاع غزة، و27 جنديا في المواجهات مع مقاتلي حماس والفصائل الفلسطينية. وهي اكبر حصيلة تمنى بها اسرائيل منذ حرب 2006 في مواجهة حزب الله اللبناني.

وبين الجنود القتلى الجندي الذي اعلنت حماس خطفه وقالت اسرائيل انها تحاول التعرف على جثته.
وتم الثلاثاء في عسقلان بجنوب اسرائيل تشييع جندي اسرائيلي فرنسي قتل الاثنين في غزة بمشاركة اكثر من ستة الاف شخص وفق مراسل فرانس برس.

وبعد زيارته الى مصر، وصل بان كي مون بعد ظهر الثلاثاء الى تل ابيب حيث دعا الى وقف القتال في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو.

ووصف بان اطلاق صواريخ فلسطينية على اسرائيل "بالصادم"، مؤكدا ان على الدول "التزاما دوليا بحماية" مواطنيها.
واضاف بان ان "موقف الامم المتحدة واضح: نحن ندين بشدة اطلاق الصواريخ. يجب ان تتوقف على الفور".

ولكنه اكد في الوقت نفسه ان على اسرائيل ممارسة "اقصى درجات ضبط النفس".
واعتبر نتانياهو ان على العالم ان يحمل حركة حماس مسؤولية بدء دوامة العنف لرفضها مبادرة التهدئة المصرية الاسبوع الماضي.

وكما في كل نزاع، تردد اسرائيل ان هدفها هو نفسه تقريبا: كسر شوكة حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة وشل قدرتها على اطلاق الصواريخ على اسرائيل، ومنع مقاتليها من التسلل اليها، ولكنها في هذه المرة اضافت الى ذلك هدف تدمير الانفاق التي تستخدم للتسلل عبر الحدود.

وتتذرع اسرائيل بان المقاتلين الفلسطينيين يتمركزون قرب المباني السكنية والمستشفيات لتبرير غاراتها على المنازل والعدد الهائل من الضحايا المدنيين.

وميدانيا، لم تخف حدة القصف الاسرائيلي فيما سجلت اجهزة الصحة سقوط نحو اربعين قتيلا اضافيا الثلاثاء، وهو عدد يصعب التحقق منه بدقة نظرا للفوضى القائمة في غزة حيث يواصل المسعفون انتشال جثث مزيد من الفلسطينيين الذين قتلوا تحت ركام المنازل في الايام الفائتة.

ودمرت احياء بكاملها في غزة، وخصوصا حي الشجاعية حيث اوقع القصف الدامي الاحد اكثر من 75 قتيلا.
ومن بين ضحايا الثلاثاء 13 امرأة على الاقل، احداهن حامل، وطفلة في الرابعة، مع تجاوز عدد الجرحى 3700 والنازحين مئة الف لجأوا الى مدارس الاونروا.

وتعرضت مدرسة تابعة للانروا للقصف الثلاثاء اثناء وجود فريق من الامم المتحدة فيها للتحقق من اعمال قصف طالتها الاثنين. ولم يسفر القصف عن ضحايا.
كما تعرض مكتب لقناة الجزيرة القطرية التي تنتقدها اسرائيل لاطلاق نيران تحذيرية، وفق مراسلة فرانس برس.
وبدت شوارع غزة خالية عدا عن بعض محلات الفاكهة والخضار.

وفي الجانب الاسرائيلي، اعلن الجيش اطلاق اكثر من الفي صاروخ على اسرائيل منذ بدء العملية، سقط 1600 منها في الدولة العبرية بينما تمكن نظام القبة الحديدية من اعتراض نحو 400.

وقال الجيش الاسرائيلي انه تمكن من قتل 183 مقاتلا فلسطينيا منذ بدء العملية البرية في 17 تموز/يوليو والتي قالت اسرائيل انها ستستمر حتى هدم الانفاق تحت الحدود. ولكن ذلك لم يوقف اطلاق الصواريخ على اسرائيل التي اطلق منها الثلاثاء 67 صاروخا من غزة تم اعتراض 18 منها. وسقط احد الصواريخ قرب تل ابيب وتسبب بالغاء الرحلات الجوية من الولايات المتحدة واوروبا.

وامام حجم الدمار الهائل، واعداد القتلى والمصابين والنازحين في القطاع الذي يضم 1,8 مليون نسمة، دعا الفلسطينيون الى محاسبة اسرائيل عن "جرائم الحرب" التي ترتكبها، واعتبرت الامم المتحدة ان ما يحدث "عملية وحشية" وطالبت منظمات مدنية منها منظمة العفو الدولية باجراء تحقيق دولي مستقل، متحدثة عن "جرائم حرب محتملة" بعد تعرض مستشفيات في غزة للقصف.

ودعا الاتحاد الاوروبي الى عملية "متكافئة" وكذلك وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي اعتبر ان مقتل اكثر من 600 فلسطيني "امر لا يمكن القبول به".

واكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء الثلاثاء انه "لن ينعم احد في العالم بالسلام ما لم ينعم به اطفال غزة"، مشددا ان السلطة الفلسطينية ستلاحق مرتكبي "الجرائم" ضد الشعب الفلسطيني.

وقال ممثل فلسطين لدى الامم المتحدة رياض منصور الثلاثاء امام مجلس الامن ان "الاسرة الدولية تخلفت عن واجبها حماية المدنيين في اوقات الحرب وفشلت في تطبيق القانون".

وعلى الصعيد السياسي، اعلن وزير الاقتصاد الاسرائيلي نفتالي بينيت، احد صقور الحكومة، انه يعارض وقف اطلاق النار. وقال "ندفع ثمنا غاليا ولن نقوم بنصف العمل المطلوب".

ويفترض ان تتواصل الجهود الدبلوماسية خلال الايام المقبلة للتوصل الى تهدئة، على ان يتوجه بان كي مون الى القدس الاربعاء في اليوم الذي يتوقع فيه وصول وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى اسرائيل. وكان كيري في القاهرة مساء الثلاثاء للتشاور بشأن التهدئة مع المسؤولين المصريين.

ووصل امير قطر الشيخ تميم بن حمد ال ثاني الثلاثاء الى السعودية لاجراء محادثات مع الملك عبدالله بن عبد العزيز في زيارة غير معلنة تهدف خصوصا الى بحث التطورات في قطاع غزة وفق وسائل الاعلام. وقالت قناة العربية ان اللقاء بين امير قطر الذي تدعم بلاده حركة حماس والعاهل السعودي تم في مدينة جدة.

وكانت القاهرة طرحت مبادرة للتهدئة وافقت عليها اسرائيل ورفضتها حماس مشترطة لوقف اطلاق النار رفع الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ 2006 وفتح الحدود مع مصر والافراج عن عشرات المعتقلين.

ورفضت السلطات المصرية اي تعديل لمبادرتها التي تلحظ وقفا لاطلاق النار قبل البدء بمفاوضات غير مباشرة. لكن مسؤولين اميركيين رافقوا وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى القاهرة لم يستبعدوا امكان تعديل المبادرة لضم حماس اليها.


عادل الزعنون
الثلاثاء 22 يوليوز 2014