نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


البراكين تنشط السياحة المراعية للبيئة في أرخبيل الازور البرتغالي




بونتا ديلغادا (البرتغال) - بنباته الوافر وبحيراته القائمة على فوهات بركانية وحيتانه، يشكل ارخبيل الازور جنة رائعة لمحبي الطبيعة الذين باتوا يأتون باعداد كبيرة منذ بدء تسيير رحلات جوية منخفضة السعر في نهاية اذار/مارس الماضي.


جزر الازور
جزر الازور
فاعتبارا من نيسان/ابريل سجل مطار بونتا ديلغادا عاصمة هذه المنطقة البالغ عدد سكانها 250 الف نسمة، ارتفاعا بنسبة 33,6 % في عدد المسافرين مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي في حين ارتفع رقم اعمال القطاع الفندقي بنسبة 35,2 %.

ويشكل تسيير رحلات جوية منخفضة الكلفة نبأ سارا لقطاع سياحي غير مطروق كثيرا حتى الان بعدما كانت الاجواء حكرا في السابق على الشركتين الوطنية والمحلية. ويمثل هذا التجول تحديا كبيرا لوجهة معروفة بجمالها الطبيعي غير المهدور بعد.

وتقول السائحة الايطالية باميلا ماسي البالغة 33 عاما "كنت احلم بجزر الازور منذ فترة طويلة وحدثتني صديقة لي عن هذه الرحلات الجديدة باسعار منخفضة وتمكنت من شراء تذكرة الطائرة بمئة يورو فقط" اي ثلث متوسط اسعار بطاقات السفر حتى الان.

وتؤكد هذه المهندسة البيئية "انه مكان مميز مع طبيعة رائعة" وهي تندهش لرؤية الدلافين تلعب الى جانب الزورق السريع الذي يجوب مياه بحر صافية قبالة ساو ميغيل كبرى الجزر التسع التي يتشكل منها الارخبيل.

وتقول تينيكي اينتزفيلد الهولندية الستينية السعيدة جدا بالتواجد على بعد امتار قليلة من مجموعة من الحيتان "العام الماضي كنا في نيوزيلندا وبحثنا من دون جدوى عن حيتان على مدى يومين. وهنا يمكننا رؤيتها على بعد 15 كيلومترا تقريبا عن الشاطئ".

ويشكل توافد السياح باعداد متزايدة نبأ سارا لشركة "فوتيريسمو" التي تنظم هذه الرحلات البحرية لمشاهدة الحيتان وهو اختصاص محلي منذ التخلي في العام 1986 عن صيد الحيتان التقليدي.

وتوضح روزا كوستا المديرة التجارية للشركة "وصول شركات الطيران المنخفضة الكلفة كان منتظرا منذ فترة طويلة" مع انه "من المبكر" تقييم تأثيرها على رقم الاعمال السنوي البالغ راهنا مليون يورو.

وتضيف المسؤولة في هذه الشركة التي تنظم في ذروة الموسم رحلات لنحو 250 شخصا في اليوم بحثا عن الحيتان المختلفة والسلاحف والدلافين "لا احد يريد ان تتحول المنطقة الى وجهة للسياحة الجماعية. التحدي الكبير يكمن في وضع حدود لقدرتنا على استضافة السياح وعلى احترامها".

وتقع جزر الازور على بعد ساعتين بالطائرة من لشبونة واربع ساعات من الولايات المتحدة وكانت المنطقة البرتغالية الاقل جذبا للسياح مع 350 الف زائر فيما حصتها من السوق السياحية 2,1 %.

وتضم الجزر راهنا حوالى عشرة الاف سرير فندقي ويتوقع ان ترتفع هذه القدرة بـ1800 سرير جديد بفضل مشاريع استثمارية جديدة حصلت على موافقة السلطات المحلية. الا انه تم من الان وضع تحدي قدرة فنادقها الاستيعابية ب15 الف سرير.

ويقول جاو رييس بعد ايام على افتتاح فندقه "سانتا باربرا ايكو بيتش ريزورت" الذي يطل على شاطئ ساو ميغيل الشمالي "لقد ركبنا الموجة في الوقت المناسب لان شركات الطيران المنخفضة الاسعار تقوم بعمل ترويجي كبير من اجل جعل نشاطاتها مربحة".

وقد استثمر هذا المقاول البالغ 37 عاما مليوني يورو لبناء حوالى 15 فيلا على سفح تلة بمواد قابلة للتدوير بنسبة 95 % من فلين وحجارة البازالت والخشب المحلي...

ومن اجل تشاطر شغفه بهذه الجزر يرغب هذا الرجل المولود في البر الرئيسي للبرتغال باستقبال المصطافين في اطار ينسجم مع الطبيعة "خلافا للفنادق التقليدية التي تدمر الطبيعة المجاورة لها".

والفندق محجوز حتى نهاية الصيف. وهو يعتبر ان "توافد السياح سيتضاعف لا بل يزيد ثلاث مرات في السنوات المقبلة". لكنه يرى ان جزر الازور "تبقى سوقا خاصة" موجهة الى محبي النزهات في الطبيعة والغوص وركوب الامواج.

وتقول الحكومة المحلية ان ارتفاع عدد السياح يشكل "مجازفة محسوبة". ويؤكد فيتور فراغا مسؤول السياحة والنقل "قواعدنا لحماية الطبيعة تسمح لنا بمواجهة المعطيات الجديدة بكل ثقة".

وقبل سنتين بات الدخول الى موقع كالديرا فيليا مع احواضه الطبيعية التي تغذيها منابع المياه الحارة في ظل نبتات وافرة، يتم في مقابل اجر مدفوع للحفاظ عليه بشكل افضل.

ديوغو كايتانو رئيس جمعية "اصدقاء الازور" البيئية يقر بان المنطقة واقتصادها سيستفيدان من تنمية السياحة. الا انه يقلق على "بعض المناطق الحساسة والمهددة اكثر من غيرها".

ويذكر عالم الجيولوجيا هذا البالغ 35 عاما على سبيل المثال المطل الرائع على بحيرة سيتي سيداديس الذي يأتي اليه الكثير من السياح للاستمتاع بمنظر هاتين البحيرتين الشاطئيتين مع مياه بلونين مختلفين هما الازرق والاخضر.

وفي دليل على الاستثمارات الفاشلة التي جرت في الماضي ينتصب في المكان هيكل اسمنتي لفندق مهجور منذ التسعينات.

ويحذر كايتانو الان "يجب ان نبقى حذرين حتى لا نلحق الاذى بالبيئة ولا بالصورة المثالية التي تجذب السياح".
توماس كابرال

ا ف ب
السبت 7 نونبر 2015