الجانب المظلم للشبكة العنكبوتية في فيلم من بطولة ايما واتسون

الفيلم مأخوذ عن كتاب الأديب الأمريكي ديف إيجرز /47 عاما/، وهي الرواية السابعة في مشواره الأدبي الذي يتضمن أعمالا مهمة مثل "زيتون" و"إنجاز مذهل لعبقرية مذهلة". وقد وقع اختيار المخرج جيمس بونسولدت /39 عاما/، "محطم" 2012، "نهاية الرحلة" 2015. ويلعب بطولة الفيلم النجم الكبير توم هانكس وإيما واتسون، كما يضم فريق العمل كلا من النجم البريطاني الأسمر جون بويجا /25 عاما/، بطل سلسلة حرب النجوم، كارين جيلان /30 عاما/ و نجمة سلسلة الفضاء والخيال العلمي "حراس المجرة" إيلار كولتران /23 عاما/ وتألق في افلام "أمة الوجبات السريعة" و "صبا".، وأخيرا النجم الراحل في شباط/ فبراير الماضي، بيل باكستون نجم "أبوللو 13" و"تيتانيك" و"إعصار".

تدور احداث الفيلم حول ماي هولاند (إيما واتسون) فتاة شابة طموحة خبيرة بعالم التكنولوجيا، تحصل على الوظيفة المرموقة التي كانت تحلم بها في شركة كبيرة متخصصة في هذا المجال يطلق عليها "الدائرة"، وسرعان ما تتمكن من إثبات وجودها وتقلد مناصب أكبر في الشركة.

تسير الأمور في البداية على ما يرام، وتواصل الفتاة الشابة مسيرتها الطموحة، منبهرة بالمكاسب التي حققتها من مكانتها في العمل بشركة بهذا الحجم، وأجواء الاحتفالات والعمل، إلى أن تكتشف حقيقة الشركة وحقيقة الشخصيات الثلاثة المثيرة للجدل التي تقف ورائها. تكتشف ماي مدى تورط الشركة في أعمال قذرة تتعلق بانتهاك الخصوصية، ومراقبة أفراد بكاميرات سرية وتسجيلها لأشرطة مصورة لابتزازهم، ومدى وهم الحرية المزعومة للدخول على مواقع الانترنت. يدفعها هذا الوضع لاتخاذ قرارات مصيرية. وكعادة الأفلام الأمريكية، تكتشف البطلة إلى أي مدى يمكن أن تؤثر هذه القرارات على مستقبل البشرية.

يجسد نجم "فورست جامب" و"أبوللو 13"، الحائز على الأوسكار وغيرها من الجوائز المرموقة، دور إيمون بايلي، رئيس مجلس الإدارة ومؤسس الشركة، فيما يجسد بويجا دور زميل ماي، الذي يقع في غرامها. إنه فيلم ذي حبكة بوليسية، تم تصويره في لوس انجليس، ومن المقرر عرضه في مهرجان تريبيكا قبل طرحه في دور العرض الأمريكية اعتبارا من 28 نيسان/ أبريل المقبل.

وقد اثار الفيلم اهتمام خبراء من خارج مجال السينما، الذين أكدوا أن "مضمون الفيلم يجب أن يجعلنا نفكر في التبعات الخطيرة التي قد تلحق بحياتنا بسبب تدوال كل هذا الكم من المعلومات الخاصة عبر شبكات التواصل الاجتماعي ومعظم مواقع الشبكة العنكبوتية".

"حينما نشاهد هذا الفيلم، لا يجب علينا القلق بشأن الأبطال الذين يظهرون على الشاشة، بل على أنفسنا، لأننا نمضي حياتنا نشتري وبيع ونتواصل اجتماعيا على الشبكة العنكبوتية"، يوضح ستيف شيلنجفورد، أحد خبراء الأمن في مجال الفضاء الافتراضي (cyber security)، حيث يضيف "لو كان للفيسبوك وجوجل ابن فسيكون "الدائرة".

من جانبه يوضح بونسولدت أنه أصيب بالرعب والفزع من قراءة رواية إيجرز بسبب الكوابيس التي راودته بشأن ما يمكن أن تفعله شركات التكنولوجيا بكل هذا الكم من المعلومات الخاصة عن حياة الناس التي تتوافر لديها من تصفحهم واشتراكهم في مواقع الانترنت.

في مقابلة مع موقع " Indiewire" المتخصص في فنون السينما والتليفزيون، أكد أنه رأى واتسون متطابقة تماما مع شخصية ماي، بسبب إدمانها على استخدام التطبيقات على مواقع الانترنت، وحينما وجد نفسه على وشك أن يصبح أبا للمرة الأولى في حياته، فكر في طبيعة العالم الذي سيرى نجله فيه النور، وهل سيكون بوسعه الاستمتاع بنفس مستوى الخصوصية الذي كان متوافر له في شبابه أم لا.

كما يضيف أنه "من منظور أكثر عمقا، هذا الفيلم يعد دراسة حول شخصية انسان يحاول البحث عن كيف يعيش حياة لها معنى، يريد أن يفعل شيئا نافعا بحياته، ويريد أن يترك أثرا حقيقيا، إلا أنه لا يعرف كيف يتحقق ذلك".

بدون شك، إنه دور مهم جدا بالنسبة لممثلة شابة مثل واتسون، التي نجحت بجدارة في الانفصال عن الدور النمطي الذي حاول المخرجون سجنها فيه بعد مشاركتها في سلسلة أفلام "هاري بوتر"، من خلال مشاركتها في أعمال غير تقليدية مثل "عطلتي الأسبوعية مع مارلين"، عن جانب من حياة مارلين مونرو، و"مزايا أن تكون خجولا"، التي أنجزتها عقب الانتهاء مباشرة من الجزء الأخير من "هاري بوتر"، ثم لعبت دور (سارة) في فيلم "نوح"، عن طوفان نوح وفناء البشرية، ثم ها هي الآن تلعب أدوار البطولة المطلقة في أعمال مثل "الجميلة والوحش" أحد الأعمال الكلاسيكية التي حولتها ديزني من الرسوم المتحركة للأشخاص الحقيقية، وأخيرا تتألق في "الدائرة".