نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


روما عاصمة الذواقين ومحبي الاستمتاع بالأطباق الشهية والنوافير




روما - بيرنارد كريجر - ليست النوافير وحدها المتألقة في روما ففهيا ايضا تتلألأ حبات الطماطم المعروضة في منصات البيع بسوق كامبو دي فيوري بروما تحت أشعة الشمس، ويمكن سماع أصوات فحيح وقذف المشروب من آلة إعداد الكابتشينو منطلقة من حانة قريبة، بينما تنبعث رائحة عطرية جذابة من صوص إيطالي تقليدي يضاف للمكرونة الإسباجيتي والبيتزا من نوافذ مطعم إيطالي بسيط في المبنى المجاور.


روما عاصمة الذواقين ومحبي الاستمتاع بالأطباق الشهية والنوافير
وتعد العاصمة الإيطالية روما وليمة لأصحاب حاسة تذوق الطعام، وتحمل مفجأة للطاعمين في كل ركن من أرجائها سواء كان ذلك من جانب مطعم افتتح حديثا أو مطعم قديم ذي سمعة رائجة أو مطعم يتمتع بالشهرة يلصق تحت اسمه النجوم الحاصل عليها كتقييم لتفوقه في مجال الأطعمة.
 
وأحد مشاهير خبراء الطهي ألماني الجنسية وهو الشيف هاينز بيك الحاصل على ثلاث نجوم من دليل ميتشلين الأوروبي الشهير الذي يقيم أداء الطهاة والمطاعم، وهو يقدم وجباته في مطعم البرجولا المقام فوق سطح شرفة تعلو فندق وولدورف أستوريا روما كافاليري، وهو يطل كالبرج على روما التي تلقب بالمدينة الخالدة متيحا للضيوف منظرا بانوراميا عبر نهر التيبر لقلعة سان أنجلو ( قلعة الملاك المقدس ) والفاتيكان.
 
ويدير هذا الرجل المنحدر من مدينة فريدريشهافن بالجنوب الألماني والمطلة على بحيرة كونستانس المطعم منذ عام 1994، وحصل عام 2001 على النجمة الثانية من دليل ميتشلين التي يتوق إليها كل الطهاة ثم على النجمة الثالثة عام 2005، وحصل زميله أوليفر جلاونج وهو من ألمانيا أيضا ويعمل بفندق ألدروفاني فيلا بورجيزي على نجمتين حتى الآن ويعمل على أن يرسخ اسمه في مجال الطهي.
 
ويعشق مطبخ روما مكونات الأطعمة مثل الأجزاء الداخلية للحيوان كالكبد والأمعاء والصوص الغليظة وبالتالي فهو ليس خفيفا مثل الأطباق التي تعد في مطعم البرجولا الذي يديره بيك، وقبل أن يقوم بيك بجولة سيرا على الأقدام يستعرض فيها أنواع الأطعمة خلال شوارع وسط مدينة روما التاريخي بين مبنى الكولوسيوم ومقر الفاتيكان يتناول مشروب الإسبريسو القوي في حانة تازا دورو بالقرب من معبد البانثيون، وفي الأيام الدافئة يفضل الزبائن تناول جرانيتا دي كافيه وهو مشروب القهوة المجمد المخلوط بمجروش الثلج مع وضع الكريمة فوقه.
 
وفي حالة رغبة الزبون في تناول الأسماك يوصي بيك بالتوجه إلى مطعم سان لورينزو باعتباره مكانا جيدا على الدوام لتناول الطعام، وثمة مكان آخر رائع وهو مطعم سالوميريا روشيولي الذي يقدم مجموعة من الأطعمة الخفيفة الشهية ، كما أن المعجنات في هذا المطعم هي نوع من الأحلام الجميلة حيث لا تنتمي الأطباق الشهية التي تقدم من اللحوم والأجبان إلى العالم الذي نعيش فيه بالنسبة لذواقة الطعام، وبالتالي فإنه ليس من المستغرب أن يكون هذا المطعم ممتلئا على آخره بالزبائن.
 
 ومن الصعب العثور على المطعم الواقع بالقرب من سوق كامبو دي فيوري غير أن المطاعم الصغيرة الرائعة لا تحتاج للافتات إرشادية تدل عليها، ويستطيع أهالي روما الوصول إلى هذه النوعية من المطاعم حتى بدون وجود هذه اللافتات، ويرشد السكان المحليون السياح إلى هذه المطاعم الصغيرة البسيطة التي تجعل مقدمي الأطعمة فيها يتسكعون أمام أبوابها في مساع لإجتذاب الزبائن الجائعين لتناول أصناف البيتزا والإسباجيتي متوسطة الجودة.
 
ومن حسن الحظ أن عددا من المطاعم التقليدية أخذت تشجع هذا الاتجاه، وتقدم المطاعم الصغيرة مثل مطعم دا أرماندو ال بانثيون حيث يعمل الأخوان جارجيولي أطباق روما الأصلية بأسعار مناسبة وبخدمة جيدة.
 
 وبعد تناول طبق الرنجة المدخنة مع البصل والمعجنات المضاف إليها الصوص الإيطالي التقليدي يكون طبق التحلية اللذيذ جاهزا عند متجر جيوليتي الأسطوري للجيلاتي بمبنى البرلمان، وأصبح من الأمور المعروفة أن مذاق الآيس كريم في هذا المتجر الشهير محافظ على روعته، ويمكن الحصول على كثير من الترفيه عن طريق مجرد مشاهدة حركة رواد المنطقة الحافلة بالزحام حتى وقت متِأخر من الليل.
 
ويعد حي تيستاشيو الحافل بالملاهي الليلية مكانا جيدا لقضاء الأمسيات حيث يحب أبناء روما تناول المشروبات والعشاء والتسوق والتجول والإحتفال وكان حي تراستفيري يلقى دائما إقبالا من الزوار وتستحق الحانات في سوق كامبو فيوري أو في الطريق المؤدي إلى شارع فينيتو الراقي الزيارة، وفيما مضى كان نجوم السينما يستمتعون بالحياة اللذيذة في هذا الشارع الذي خلده فيلم المخرج الإيطالي الشهير فردريكو فيللليني
 
" الحياة اللذيذة ".
غير أن الأثرياء والمشاهير ابتعدوا في وقت لاحق عن شارع فينيتو إلا أن هذا الشارع الذي تصطف على جوانبه الفنادق الفاخرة عاد إلى نشاطه التجاري، وتلتقي الشخصيات البارزة في روما في الحانات والمطاعم الواقعة في الشارع مثل مطعم منغوليا في فندق جراند الجميرة حيث يقدم الطاهي كوتارو نودا الحاصل على نجمة واحدة مجموعة رائعة من أطباق حوض البحر المتوسط بلمسة يابانية.

بيرنارد كريجر
الاحد 21 يونيو 2015