نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


الرجال في الخلف.."أوبر" في مصر تضع النساء على عجلة القيادة




القاهرة - رحاب مهران جزء من الثورة المصرية وعليها أن تواجه من أجلها بعض رياح التغيير. رد فعل الرجال تجاهها لأول مرة يكون متشككا وأحيانا رافضا لها. البعض ينتابه الخوف، ووصل الأمر بأحدهم أن اتهمها بارتكاب معصية... لماذا كل هذه الجلبة؟ السبب هو قيادة رحاب للسيارة، أو على وجه أدق "أوبر"، فرحاب واحدة من أوائل السائقات في خدمة "أوبر" لتطبيقات النقل عبر الهواتف الذكية في مصر.


سيارات الأجرة أو الليموزين في مصر يقودها الرجال. هكذا كان الحال وسيظل كذلك في نظر الرجال. المجتمع المصري محافظ وتغلب عليه تقاليد أبوية سلطوية وأحكام مسبقة، من بينها هيمنة الرجال على عجلة القيادة. "وأنا قررت تخطي هذه الحدود"، هكذا تقول رحاب وحُليها يتأجرح يمينا ويسارا من ضحكاتها.

قصة رحاب تبدأ بقصة خدمة "أوبر"، التي تشهد رواجا حاليا في الشرق الأوسط. هذا التطبيق القادم من وادي السليكون يزداد تثبيته على الهواتف الذكية في مصر يوما بعد يوم. المستخدمون يمكنهم بهذا التطبيق طلب سيارة عبر نظام التموضع العالمي (جي بي إس) لتأتي إليهم في المكان المتواجدين فيه لتنقلهم بعد ذلك إلى الوجهة التي يريدونها.

مع انطلاق "أوبر" في خريف عام 2014 في أكبر بلد عربي من حيث عدد السكان سجل نحو 50 ألف سائق نفسه في الخدمة، من بينهم الآن بضع مئات من النساء. بالنسبة للمسؤول الإقليمي لشركة أوبر في مصر عبد اللطيف واكد فإن السماح بعمل السائقات يتعلق بالمساواة في الفرص داخل المجتمع. يقول واكد /29 عاما/: "دعم المرأة من اهتماماتنا الرئيسية". "أوبر" لم يكن الانطلاقة الوحيدة لعمل النساء خلف عجلات القيادة، فعلى سبيل المثال انتشر عام 2015 الحديث عن "التاكسي الوردي" للنساء فقط، لكن عدد السائقات العاملات فيه فيه أقل بصورة ملحوظة مقارنة بأوبر.

بالنسبة لشركة "أوبر" العملاقة فإن مصر أحد أسرع الأسواق نموا في العالم، إلا أن نقابة سائقي سيارات الأجرة في مصر تسعى قضائيا لحظر هذه الخدمة ومنافستها "كريم". ولا تزال القضية منظورة أمام إحدى المحاكم الإدارية في القاهرة. لكن واكد، الممثل الإقليمي لأوبر في مصر، يقول بابتسامة واثقة داخل قاعة للمؤتمرات بمقر شركته في القاهرة: "كل شيء سيصبح على ما يرام"، مضيفا أن أوبر تكنولوجيا ثورية ستغير الواقع وستواصل طريقها في مصر رغم كافة المقاومة، إلا أنه يعترف في الوقت نفسه بوجود مشكلات، حيث يقول: "التحدي هو أن الأساس التقني هنا ليس نفس الأساس التقني مثل الموجود في الولايات المتحدة"، موضحا أن تطبيق أوبر في الولايات المتحدة يدخل إلى الخرائط عبر الإنترنت ليجد السائق موقع الراكب أولا ثم يجد بعد ذلك الوجهة التي يريد الراكب الوصول إليها، لكن في مدينة مثل القاهرة يقطنها نحو 20 مليون نسمة ووسط فوضى مرورية لم يعرف مداها وادي السليكون، فإن العبء على الإنترنت نفسه يفوق الحد أحيانا. هذا إلى جانب تغيير مسارات الشوارع وإغلاق بعض الطرقات والتكدس المروري والوقوع المتكرر للحوادث.

وبخلاف هذه المشكلات، يواجه "أوبر" مشكلة أخرى متمثلة في السائقين أنفسهم، فكثير من السائقين في مصر لا يستطيعون قراءة الخرائط وبالتالي يواجهون مشكلات في التعامل مع برنامج الملاحة الضروري لتطبيق أوبر، ما يؤثر على جودة الخدمة المقدمة للعملاء. بعض المستخدمين غير راضين لذلك عن مستوى الخدمة، حيث يرون أن أوبر تم "تمصيره"، وذلك في إشارة منهم إلى انعدام الكفاءة وسوء الخدمة في البلد بأكمله.

ورغم كل ذلك، يتمتع أوبر بميزة في مصر قد تكون غير ملموسة في دول أخرى، وهي توفير أمان للمرأة من التحرش والمضايقات، وهو أمر تعاني منه النساء في مصر بشكل قد لا يكون له مثيل في مكان آخر. وما يساعد المتحرشين في ذلك، سواء كانوا رجال متسكعين في الشوارع أو سائقي سيارات أجرة، هو صعوبة الكشف عن هويتهم، لكن في تطبيق "أوبر" أو منافسه "كريم" تكون بيانات كل رحلة مسجلة، سواء المتعلقة بهوية السائق أو الراكب أو مواقيت الرحلات ووجهتها. كل ذلك يضمن رحلة آمنة للنساء في مصر.

الأمن أيضا كان من مخاوف السائقة رحاب: "قلقي الأكبر كسائقة كان الأمن، ففي النهاية سأعمل أيضا في الليل وسيجلس غرباء بجانبي في السيارة"، هكذا تقول رحاب موضحة أنها لم تتعرض حتى الآن لمواقف خطيرة، حيث لم يخرج الأمر عن نطاق محاولة بعض الرجال مغازلتها أو الإفصاح عن أحكامهم المسبقة عن أسلوب المرأة في القيادة، لكن عندما يرون أنها تؤدي مهمتها على نحو جيد تصمت الانتقادات في أغلب الأحيان.

ترى رحاب أن سلوك معظم الركاب الرجال معها مفعم بالاحترام والتشجيع لها على كسر هيمنة الرجال على هذه المهنة. وفي سيارتها يفقد الرجال أيضا تميزا ذكوريا آخر، حيث تقول رحاب: "عندما يركب أزواج السيارة تطلب النساء من الرجال في أغلب الأحيان الجلوس في الخلف"، وبالطبع لا يُخفى على رحاب السبب، فمن الواضح أن النساء يشعرن بالغيرة على أزواجهن من الجلوس بجانب سائقة، ويفضلن لذلك الجلوس بأنفسهن في المقعد الأمامي بجوارها.

بينو شفينجهامر
الاثنين 22 ماي 2017