نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


السياحة الشعبية ...ملاذ الطبقة المغربية المتوسطة




الأطلس المتوسط / المغرب - خلال فصل الصيف الجاري وبمجرد انتهاء شهر رمضان، شدت العديد من العائلات المغربية المحسوبة على الطبقة المتوسطة إلى اماكن جبلية علها تنعم بعطلة صيفية تنسيها تعب سنة مليئة بالجد والكد.


مدينة إفران المغربيه
مدينة إفران المغربيه
فجل العائلات خرجت من شهر رمضان منهكة الجيب كما ينتظرها دخول مدرسي ساخن بفعل التكاليف والمسلزمات الخاة بالعام الدراسي ، لذا تفضل مثل هذه الأسر الاقتصار على ما بات يعرف بالسياحة الشعبية القليلة التكلفة والمتواضعة من حيث الخدمات، لكن المهم بالنسبة إلى هذه الفئة من المواطنين تغيير الجو ومحاولة الاستمتاع بعطلة صيفية تهون من ضغط السنة المدرسية والعملية المقبلة.

وكالة الأنباء الالمانية (د. ب. ا) تنقلت في بعض المناطق الجبلية حيث حركة سياحية عالية وإقبال كبير لعائلات محدودة الدخل. تتنوع الأسباب والهدف وا حد ، التمتع بأيام الراحة وبميزانية متواضعة.

ففي مدينة إفران الواقعة وسط جبال الأطلس المتوسط مثلا وبمجرد الوصول اليها يصطف شبان يحركون بين ايديهم مفاتيح في إشارة منهم إلى توفر مساكن للإقامة. سعر الإيجار يزيد عن معدل 200 درهم اي ما يعادل 20 يورو لليلة الواحدة. العائلات المتوسطة الدخل تفضل الإقامة في مثل هذه المساكن لانها لا تقدر ان تقصد الفنادق التي تبقي قبلة الميسورين، إذ تجد عائلات تتكون من عدة افراد تستفيد من مساكن بغرف متعددة، "لقد اخترنا هذه الصيغة لانها جد عملية وغير مكلفة" يوضح عبد الحفيظ استاذ التعليم الابتدائي الذي يفضل دائماً قضاء أيام من عطلته الصيفية في مدينة إفران الجبلية ، ويضيف لـ(د. ب. ا) أن الإقامة في منزل يستأجره بمبلغ لا يتعدى 200 درهم لن يكلفه كثيرا "خصوصا ان عائلتي تتكون إضافة لي من زوجتي و اربعة ابنا، فإذا قصدنا الفندق فإن الامر لن يكون بهذه السهولة". والغريب في الامر أن اغلب الحالات التي تلجا إلى الشقق المفروشة تهدف اقتصاد ميزانية السكن لتتمكن من الاستفادة من الجولات التي تقوم بها في المناطق المجاورة.

ففي جل المناطق الجبلية، يضطر المصطافون إلى التخييم في منازل متواضعة مفروشة مقابل قضاء اليوم كاملا في التجوال واكتشاف المناظر الجباية الخلابة التي تزخر بها المنطقة الجبلية.

وغير بعيد عن مدينة إفران تقع مدينة ا موزار المعروفة ببساطة كبيرة. إذ انه خلافا لمدينة إفران المعروفة بالنظافة وبالاهتمام الكبير بمظهرها وبرونقها، فان ا موزار كندر لا تحظى بنفس المكانة بسبب الإهمال الذي تعيشه من قبل السلطات المحلية. إنها مدينة جبلية تمتاز بغزارة المياه التي تعبر السواقي في اغلب جوانب المدينة ، كما انها تمتاز بطبيعة الفواكه الموسمية (الخوخ ، البرقوق، الا جاص ....) التي تجد إقبالا كبيرا من قبل الزوار إلى جانب الإقبال المنقطع النظير على عدة أعشاب جبلية من زعتر واكليل الجبل والخزامى وغيرها.

وإعلى بعض كل مترات من ا موزار ، تتوزع عدة عيون لمياه طبيعية تنبع من جبال الأطلس المتوسط، التي تصبح في العطل وخصوصا خلال فصل الصيف قبلة للمصطافين والزائرين الذين يتعذر عليها السفر إلى اماكن فاخرة.

عين الشفا نموذج العيون الطبيعية التي تشهدها المنطقة الجبلية للأطلس المتوسط. مكان طبيعي يستهوي العائلات الباحثة عن المتعة بأقل تكلفة. في هذا المكان جد المتواضع من حيث جودة مرافقه، يجد الاطفال متعة كبيرة في الاستحمام في مسبح يتم تعبئته من مياه عين الشفا. القائمون أعلى المسبح يغيرون المياه مرتين في الاسبوع إذ يضربون موعدا مع الزوار كل يومي الثلاثاء والجمعة لإعادة تعبئة المسبح بمياه العين بدون استعمال اي مواد حافظة.

إدريسية ام فاطمة الزهرا تفضل عين الشفا كوجهة سياحية شعبية تعفيها كثرة المصاريف التي يتطلبها الاصطياف. تقول هذه السيدة وهي في عقدها الرابع، انها في الغالب ما تأتي إلى عين الشفا وترافق أبنائها الصغار ليتمكنوا من قضاء لحظات ممتعة هناك. وبحكم عمل زوجها الذي ما ال لم يستفد من إجازته الصيفية ، فإنها تستغل فراغها باعتبارها ربة بيت وترافق صغارها لهذا المسبح مقابل خمسة دراهم (حوالي نصف يورو) للفرد الواحد. "هناك كل شيئ موجود" تقول هذه السيدة التي تعبر عن سعادتها باللحظات التي تقضيها وهي تحرس أبنائها، ولا تكلف نفسها مشقة الطبخ في المنزل بحكم انه في هذا الفضاء تصطف محلات المأكولات تعرض طواجين باللحم والخضر المتنوع إلى جانب أطباق اخرى مثل المشويات والسلطات والشاي المغربي وغيره. ورغم بساطة المكان، إلا ان الإقبال الكبير عليه يجد اكثر من تفسير، فالطبيعة الجبلية لعين الشفا وكثرة الأشجار التي تعطي برودة للجو اسباب كافية لجلب الزوار من الداخل وايضا من الخارج، إذ ان مغاربة الجالية المغربية في الخارج الذين يأتون لقضاء عطلتهم الصيفية في بلدهم الام يتوجهون رفقة عائلاتهم المستقرة في المغرب لاكتشاف عدد من المناطق الطبيعية.

د ب ا
الاثنين 3 غشت 2015