نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


الشبكة في الجولان.. والصيد في جنيف






أمام كاميرات العالم، وبخطوات مسرحية تتكلّف الثقة، ونظرات قلقة تبحث عمن يصدّق رواية لكاتب فاشل وممثل يتقن الكذب مع التنفس؛ يقوم الجعفري بدور البطولة فيها على منصّة الأمم المتحدة في جنيف؛ ودم السوريين على المحك.


 

من هناك طلب الممثل مساءلة نتنياهو محتجاً على عقد الأخير جلسة لحكومته على أرض الجولان السوري المحتل… طلب من الأمم المتحدة اتخاذ الاجراء اللازم بحق نتنياهو لمخالفته للقرار الدولي، الذي يعتبر ضم اسرائيل للجولان باطلاً؛ وكأن احترام القرارات الدولية أمر يهتم به مخاليق كسيّده أو كنتنياهو.

من هناك أراد الجعفري أن يخوض معركته لتحرير الجولان، تماماً كما دأب شريك معلمه، حسن نصر الله،  على ذبح السوريين؛ عندما أشاع أن تحرير القدس يمر من حلب.

لم يسأل الجعفري عن توقيت عقد نتنياهو اجتماع وزارته على أرض الجولان، وربما كان ذلك  سر بطولة الجعفري. فكل مرة يوصل الاستحقاق السياسي نظام سيد الجعفري إلى لحظة حرجة، يأتي من ينقذه من ذلك الحرج: ففي الجولة الأولى كانت تفجيرات بروكسل، وفي الثانية كانت تمثلية بوتن بسحب بعض قواته ، أما الثالثة فكانت عقد نتنياهو لاجتماع وزارته في الجولان. كل ذلك من أجل تعميم الرسالة التي مفادها: “نظام المقاومة والممانعة يعاني الإرهاب ويحاربه، وبوتن يسحب قواته ليضعفه. والآن نتنياهو يبتزه ويضغط عليه عندما يقول الجولان لإسرائيل للأبد”.

في يوم انعقاد جلسة نتنياهو في الجولان كانت طائرات النظام على بعد مئات الكيلومترات من الجولان؛ كانت تدك معاقل سوق الخضرة حيث ينتشر أطفال ونساء سوريون. كان نظام الجعفري منشغلا بتطهير سورية من إرهاب أطفال سورية في دير العصافير وجنوب حلب والرستن.

عندما بدأ الحديث عن مفاوضات جنيف والتي أصرّ الجعفري على تسميتها بالمحادثات، وفي ست جمل ألقاها الجعفري على مسامع الحضور، استخدم عبارة “توتر” تسع مرات ليصف حال الجانب الآخر الذي رفض ذكر اسمه. مما يدل على درجة التوتر التي يعيشها هو.

عبّر المذكور عن غبطة وسرور تجاه تعليق المعارضة  للمفاوضات، مؤكداً أن المحادثات يمكن أن تنجح أكثر إذا غادر وفد السعودية حسب صفاقته. بعظمة لسانه عبّر عن ارتياح  لتأجيل المفاوضات التي يراها عبئا وكابوسا يسعى للخلاص منه.

عندما يتهم مبعوث بشار الأسد الآخريين بأنهم “وفد السعودية” فهو يغفل انه ليس ممثلاص لجهة واحدة بل لنظام الإجرام وللمحتل الإيراني والروسي، ويمثل إسرائيل الداعم الاساس لبقاء القتلة. فهاهو نتنياهو ينبري لدعمه في بداية الجولة الثالثة بعقد اجتماع لوزارته في الجولان المحتل كي يرسل رسالة للعالم أن “نظام الجعفري” الممانع المقاوم في خطر جرّاء أطماع الإحتلال الإسرائيلي.

إن من يترك المئات والآلاف من جنوده لقمة سائغة لنيران وسيوف داعش كي يقول للعالم إن داعش تستهدفه، لا يصعب عليه اتهام الآخرين بالإرهاب، فالعالم بات يعرف مغناطيس الإرهاب ومولّده.

عندما يأتي ممثل نظام القتل والإرهاب ليعرض مشاركة في حكومة “وحدة وطنية موسعة” مدّعياً أن ذلك مايقره القرار 2254، وهو يعلم أن لا ذكر لذلك في القرار الدولي؛ فإنه يعرف ما يفعل، ويراهن بغطرسة ووقاحة على صمت العالم المريب. أما بخصوص شروطه للاشتراك في تلك الحكومة، فإن أيا من تلك الشروط لا ينطبق على من يمثلهم: يريد من هو نابذ للإرهاب، ومن يمثلهم مجبولين على الإرهاب. ومن سمّاهم معارضة وطنية ليسوا إلا من صناعة القتلة، وأن لايكون مرتبطا بالخارج، فأي ارتباط أكثر من الارتباط بالاحتلالات الإيرانية والروسية والإسرائيلية. أما بخصوص التكنوقراط، فهذه كان محقاً بها، ولكن الاختصاص الوحيد للتكنوقراط الذي يريد يتمثل بخبرة هائلة في الإرهاب والكذب.            

من يرفع شعار “الجوع أو الركوع” ويكون من يسهر على تطبيق هذا الشعار في الأماكن السورية المحاصرة، لا يستطيع أن يدعي أن العقوبات الأوربية هي التي تسبب الجوع والموت في الاماكن التي يحاصرها.

أراد ممثل الاسد في جنيف أن يسوق هذه الترهات فلم تنطل على أحد بحكم شهادات منظمات حقوقية هي ذاتها كانت تُمنع من الدخول إلى تلك المناطق. وبدل أن تحمل بعض الشاحنات الغذاء والدواء، كانت عصابة الممثل تحمّل مواد التنظيف إلى تلك الأماكن المحاصرة. أما العقوبات الاقتصادية والمالية فكانت على أشخاص بعينهم، أشخاص يمثلون آل مخلوف وشاليش والاسد ممن يغذّون آلة حرب النظام على شعبه. من هنا أتى تصنيف ممثل النظام للحصار على أنه داخلي وخارجي. وتمارس العصابة الاثنين ببراعة، ولكن الكذب لايرخص أو يغلي الاسعار.

أخيرا لم يفت الممثل أن يذكّر بتهديداته في سياق دعوته المشبوهة إلى “محاربة الإرهاب”. فالعبارة جاهزة وتقول إن لم يُهزم الإرهاب في سورية فسيصل إلى أبعد من بروكسل وباريس والسيدة زينب التي أتت مواكبة للتوقيت الذي تنطلق فيه مباحاثات جنيف الأولى والثانية والثالثة؛ وهذا أكبر دليل على الاستخدام الفعلي لهذه الأداة للهروب من استحقاق إعطاء السلام فرصة. فإن تمت محاربة الإرهاب فعلاً، يعرف السيد الممثل أن مشروعه في عرقلة السلام سيفشل؛ ومن هنا تراه يطالب بإنهاء مايبقيه حارساً ومُنقذاً للقتلة. الشبكة في الجولان؛ والصيد في جنيف.
----------

كلنا شركاء


د. يحيى العريضي
الاثنين 25 أبريل 2016