نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


الصيد الترفيهي يجد مكانه اللائق في قلب الأمازون بالبرازيل




أبوي (البرازيل) - بارا دي ساو مانويل هي قرية في قلب الأمازون بها تيار كهربائي محدود وعدد سكانها يبلغ 200 شخص. ولا توجد شبكة للهاتف المحمول، ويمكن للمسافرين إلى المنطقة أن يقضوا بضعة أيام بمعزل عن العالم الخارجي.


ويكون الوضع مختلفا إذا كان المسافرون يزورون فندق الصيد الترفيهي الفاخر "إيكولودج دا بارا". فقد تم تجهيز هذا الفندق العائم بهوائيات مكافئة تستخدم فى الارسال والاستقبال على جانب النهر، بالقرب من القرية. وتحتوي السفينة الفاخرة أو فندق الصيد الترفيهى على تكييف هواء، ويمكن للركاب الوصول إلى الإنترنت.

ويعد فندق الصيد الترفيهى الفاخر "إيكولودج دي بارا" واحدا من عدد متزايد من مرافق الصيد الفاخرة التي ظهرت في السنوات الأخيرة في منطقة أبوي، بين ولايات أمازوناس وبارا وماتو جروسو بالبرازيل.

ويرحب روبرتو فيراس مالك فندق "الإيكولودج" ، وهو رجل أعمال (65 عاما) بالزائرين قائلا "مرحبا". ويقع الفندق في بقعة يلتقي فيها نهرا تيل بيريس وتاباجوس ويتدفقان معا ليصبحا نهر جوروينا.

وتابع "نحن نقدم الصيد الترفيهي"، مضيفا أن الفكرة هي توفير خيار تنمية مستدامة للقرويين في مجتمعات الأمازون المنسية.
ويشرح فيراس أن "الإيكولودج"، الذي افتتح في عام 2012، يرحب بالزوار من جميع أنحاء العالم: البرازيليون الأثرياء الذين يأتون من مدن مثل المدينة التي ينحدر هو منها، مدينة ساو باولو الصناعية، ولكن أيضا الأجانب، ومعظمهم من أستراليا وأوروبا والولايات المتحدة.

وأوضح أن "الإيكولودج"، الذي تبلغ سعته حوالي 30 غرفة، يستقبل حوالي 400 زائر سنويا. وعادة ما يمكثون لمدة أسبوع، من السبت إلى السبت.

وأشار فيراس إلى أن الوصول إلى "الإيكولودج" ليس بالمهمة السهلة، حيث تبدأ الخدمة في ماناوس، في شمال البرازيل، مكان استقبال الشركة لضيوفها، وينقلونهم جوا لمسافة ألف كيلومتر تقريبا في طائرة خفيفة جنوبا إلى قرية في منطقة أبوي، ثم تستمر المرحلة الأخيرة من الرحلة في قارب بالنهر.

ويبلغ سعر الإقامة لمدة أسبوع من المغامرة في فندق "الإيكولودج" شاملة كل شيء في الرحلة 6000 دولار أمريكي.

ويعد الصيد هو عامل الجذب الرئيسي في الأنهار الكبيرة التي تتدفق خلال غابات الأمازون الاستوائية الكثيفة. وهناك الكثير من أنواع الأسماك التي يتم صيدها، ولكن أحد أكثر الأنواع شعبية يسمى "بيكوك باس" أو (الطاووس باس)، والذي يمكن أن يصل طول السمكة منه إلى أكثر من متر.
ويحب السياح الغربيون أسماك "بيكوك باس" لأن السمكة تقاتل بشدة قبل أن تستسلم ليسحبها الصياد، وهذا ما يجعل عمليه صيدها أمرا مثيرا.

ويقول فيراس "ولكن كل الأسماك تعاد إلى المياه". ونظرا لأن فندق "إيكولودج دا بارا" يقع بالقرب من حديقة جوروينا الوطنية، وهي محمية طبيعية، يدرك فيراس أن عمله يمكن أن يثير مشكلات مع المدافعين عن البيئة والنشطاء في المنطقة.

وأضاف "نحن نأكل الأسماك التي تأتي من المجتمع فقط ونوفر العمل للقرويين". ويوفر فندق الإيكولودج فرص عمل لـ 34 من سكان قرية "بارا دي ساو مانويل"، كما يتبرع بنحو 800 لتر من الديزل للمجتمع كل شهر.

ويمتلك بعض القرويين فقط، وبعض المباني مثل مكتب البريد الطبي والمدرسة، مولدات كهربائية خاصة بهم. ويكسب معظم القرويين عيشهم من الصيد، على نطاق ضيق، ومن جمع الكاجو.

وتشعر فيلاني لويولا، وهي امرأة (51 عاما) من القرية، بسعادة كبيرة لوجود فندق الإيكولودج.

وتقول لويولا، التي تجني 1200 ريال في الشهر، (حوالي 370 دولارا)، وهو راتب جيد في القرية، "إنه أمر جيد بالنسبة لي". وقبل فترة وجيزة من بدء موسم الذروة في الفندق، خلال الفترة من حزيران/يونيو إلى آب/أغسطس، تبدأ في غسل وكي المناشف والشراشف الخاصة بضيوف الفندق.

ولكن لا يشعر الجميع في أبوي بالرضا عن وجود الأجانب الذين يأتون إلى مجتمعاتهم لصيد الأسماك الترفيهي. فالكثير من القرويين لا يروق لهم صيد الأسماك الترفيهي ويتنازعون مع القرويين الذين يستفيدون منه لأنهم حصلوا على وظائف.

وترى الدييزا لاجو دوس سانتوس، وهي مديرة "موزايكو دي أبوي"، وهي محمية طبيعية أخرى في المنطقة "هناك تنافس واحتكاك بين القرويين".

وهناك زيادة في السنوات الأخيرة في عمليات الصيد الرياضي في البرازيل.

وقد حصلت الفنادق أو "بوساداس"، كما تعرف أماكن الصيد الرياضي، على تراخيص للعمل، ولكنها في كثير من الأحيان لا تتوصل إلى اتفاقات مع المجتمعات المحلية، وهذا يمكن أن يسبب مشاكل.

وتقول لاجو إن الكثير من القرويين يعتقدون أن السياح الذين يأتون للاستمتاع بالصيد الرياضي يخيفون الأسماك التي يحتاجون إليها للصيد من أجل كسب قوت يومهم. وتقول "إنهم يشعرون بأنهم (السياح) يغزون فضاءهم (حياتهم) ويطالبون برحيلهم عن الفنادق".

وتضيف: "لا يستفيد الجميع، ولا يمكن للجميع العمل في الفنادق". ويعنى عمل لاجو كمديرة لمحمية "موزايكو دي أبوي" أنها ليست مسؤولة فقط عن التأكد من ابتعاد قاطعي الأشجار والباحثين عن الذهب عن الحديقة الطبيعية، وإنما عن التوسط لضمان عدم تصاعد النزاعات بين القرويين.

ولا ترى منظمات حماية البيئة مشكلة جوهرية مع الصيد الترفيهي الذي يتم تحت الإشراف في المنطقة، طالما أنه تتم إعادة الأسماك حقا إلى المياه ولا ينهب السياح الأنهار.

وقال روبرتو مالدونادو الخبير بالصندوق العالمي للطبيعة، خلال زيارة إلى منطقة أبوي "يمكن لهذا النوع من الصيد أن يكون جزءا من حل محتمل للتنمية المستدامة في المنطقة".

إيزاك ريسكو
الاثنين 31 يوليوز 2017