نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


"العروض النارية" معلم سياحي فريد في سماء الإمارات






دبي - شيماء محمد - تحولت عروض الألعاب النارية، الى ما يشبه المعلم السياحي، الذي يجذب مئات الألاف من السائحين والمشاهدين من مختلف دول العالم، لزيارة الإمارات، خصوصا مدينة دبي.

ففي هذه المدينة السياحية البارزة في منطقة الخليج، تنطلق عروض شبه شهرية لتغطي سماء الإمارة بالألوان والأشكال غير التقليدية، جاذبة أنظار السائحين ومختلف وسائل الإعلام المحلية والعالمية.


 
وتختلف عروض الألعاب النارية في دبي، عن غيرها من العروض التي تنطلق في أي مدينة أخرى بالعالم، ففيها تنطلق أعلى العاب نارية على مستوى قارات العالم، وفيها عروض هي الأكبر في مساحتها، الى جانب عروض تنطلق من قلب البحر لتثير دهشة واعجاب سكان المدينة وزائريها.

ولعل أشهر عروض للألعاب النارية في دبي، تلك التي تنطلق ليلة رأس السنة من برج خليفة (أعلى ناطحة سحاب في العالم).

وقد دشنت دبي، برج خليفة في شهر يناير من العام 2010، وهو برج مكون من 160 طابقا، ونال شهادة موسوعة جينس بوصفه أعلى مبنى في العالم، واحتفالا بتدشينه، انطلقت عروض العاب نارية من قاعدته الى قمته، وهو الحدث الذي أثار ابهار العالم وقت افتتاحه، وأصبح حديث عدد كبير من وسائل الإعلام والقنوات الفضائية العالمية.

ومع اللحظات الأولى من كل عام، تكرر دبي عرضها، بان تطلق الألعاب النارية بارتفاع طوابق البرج، لمدة تزيد عن سبع دقائق، ويتجمع لرؤيتها مئات الألاف من الإماراتيين، والخليجيين، وأبناء الجنسيات المختلفة المقيمة بالإمارات في الحدائق والشوارع والمباني السكنية المحيطة بالمبنى، في مشهد مبهر، أثار صيحات المشاهدين.

ويبلغ الحفل ذروته حين تتساقط قذائف النار من قمة البرج على ارتفاع 828 مترا، وتبعتها قذائف من ابراج محيطة وعروض اضواء والعاب ليزر، مصحوبة بموسيقى يتراقص عليها الجمهور.

وعلى مدار دقائق العرض، يتحول البرج الى كتل من النيران ذات الالوان المختلفة، وترسم الالعاب النارية علم دولة الامارات على جسم المبنى في مشهد لافت للأنظار.

ومع كل حدث ضخم تشهده الإمارات، تنطلق عروض الألعاب النارية من برج خليفة، في مشهد احتفالي كبير، وهو ما حدث في شهر تشرين ثان/نوفمبر من العام 2013، حين تم الإعلان عن فوز دبي باستضافة معرض إكسبو العالمي والمقرر اقامته في عام 2020.

ولم تكتف دبي بأعلى عروض العاب نارية في العالم، بل قررت أن تكون صاحبة لقب "أضخم عروض العاب نارية في التاريخ"، بعد أن غطت سمائها بقذائف نارية بعشرات الالوان امتدت بطول 95 كيلو مترا، من بداية المدينة مرورا بأحيائها السياحية وصولا إلى شواطئها، في العام 2014.

وتصف موسوعة جينس للأرقام القياسية، هذه العروض بأنها "عروض لم يسبق لها مثيل في أي دولة، منذ أن تم ابتكار تلك الالعاب في العالم".

وجاءت الالعاب ضمن خطط دبي لجذب أنظار العالم للإمارة الخليجية، وتنشيط الخطط السياحية بالمدينة.

وأستغرق الإعداد لهذه الالعاب 10 أشهر، وتم خلال هذه الفترة الطويلة التخطيط للحدث واختيار مواقع الاطلاق، وتطلبت أكثر من خمسة الاف ساعة عمل لتثبيت وتركيب القذائف، وتم تصنيع الألعاب النارية خصيصاً في الولايات المتحدة والصين وإسبانيا. وحققت هذه العروض، نجاحا كبيرا عالميا، وجذبت عشرات الالاف من السائحين، لدرجة ان فنادق دبي سجلت نسب اشغال مرتفعة اقتربت من 100%، وارتفعت معها أسعار الغرف.

ومواصلة لهذا النجاح، انتقلت دبي لمرحلة إطلاق عروضها النارية، من قلب بحر الخليج، وتحديدا من على جزر اصطناعية أقامتها وسط المياه، وحولتها إلى منتجعات سكنية فاخرة.

وتنطلق قذائف الألعاب النارية من منصات مثبتة في جزر العالم، وهي جزر اصطناعية شيدتها دبي على شكل الكرة الارضية في بحر الخليج، وانطلقت من حواجز الأمواج حول تلك الجزر، كما غطت الالعاب النارية جزر نخلة جميرا، وهي جزر اصطناعية اقامتها دبي في البحر على شكل نخلة وهي مأهولة بالسكان.

وتصطف آلاف السيارات والمشاهدين على شواطئ دبي بطول الشريط الساحلي للإمارة لمشاهدة تلك العروض، التي تثير دهشتهم وتتعالى صيحاتهم حين تحاصرهم الاضواء والنيران الملونة في السماء.

ومع انطلاق العروض ترتفع أياديهم حاملة كاميرات الفيديو وعدسات التصوير الفوتوغرافية لالتقاط صور لتلك الدقائق المبهرة، بينما تطوف الطائرات المروحية، حاملة كاميرات تلفزيونية تتبع قنوات محلية وعالمية لنقل الحدث على الهواء، ليستمتع بالمشهد عشرات الملايين حول العالم.

وفي شهر كانون ثان/يناير الجاري أيضا، ينطلق مهرجان دبي للتسوق، وهو أكبر مهرجان للتسوق في المنطقة ويجذب الاف السائحين خلال أيامه التي تقدر بـ32 يوما.

واحتفالا بهذه المناسبة تنطلق عروض الألعاب النارية في سماء المناطق السياحية في المدينة كل بضعة أيام.

وقال هلال سعيد المري مدير عام دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، أن عروض الألعاب النارية، تعد من أبرز فعاليات مهرجان دبي للتسوق، وعلى مدار سنوات المهرجان تنطلق تلك العروض لتسهم في بعث السعادة بين المتسوقين والسائحين.

وتابع "يتم إطلاق سلسلة من عروض الألعاب النارية تزين سماء المدينة مع نهاية كل أسبوع، حيث تقام هذه العروض المشوقة في عدة أماكن في دبي مساء كل خميس وجمعة وسبت خلال فترة المهرجان".

وفي الإمارات أيضا، وتحديدا في مدينة أبوظبي المجاورة لدبي، يصطف عشرات الألاف من السكان الإماراتيين والمقيمين من مختلف الجنسيات إضافة للسائحين على امتداد كورنيش المدينة ليتابعوا عروض الألعاب النارية التي ترسم لوحات فريدة بقذائف اللهب في احتفالات العام الجديد.

ومن قصر الإمارات، وهو قصر تاريخي، يعد من أبرز المعالم السياحية في العاصمة الإماراتية، تنطلق عروض العاب نارية، بألوان زاهية، مع كل مناسبة وطنية وكل حدث كبير تشهده الإمارة، خصوصا في احتفالات اليوم الوطني للدولة الذي يحل في شهر كانون أول/ ديسمبر من كل عام، وتنطلق معه عروض نارية بألوان العلم الإماراتي.

وفي إمارة الشارقة، يتكرر المشهد، حين يتجمع الألاف من السكان على كورنيش بحيرة خالد على امتداد 10 كيلو مترات، ليشاهدوا عروض الألعاب النارية ذات الألوان الباهية.

وتنطلق القذائف النارية في بداية العام، وخلال المناسبات الكبرى، على "واجهة المجاز" المائية، وقناة القصباء وكورنيش البحيرة، وهي من المعالم السياحية البارزة في الشارقة، وتستقبل مئات الألاف من السائحين سنويا.

ويقول سلطان محمد شطاف، مدير منطقة القصباء السياحية، لـ(د.ب.أ)أن عروض الألعاب النارية، تضفي جوا كبيرا من البهجة بين السائحين الذين يتوافدون على الشارقة، خصوصا من الدول الخليجية والعربية والأوربية. وأكمل "يلتقط السائحون صورا لتلك العروض، وينشرونها عبر منصات التواصل الاجتماعي، ما يسهم في إبراز المعالم السياحية للإمارة، ويساعد على استقطاب السائحين".

ويقول محمد مشيخص، وهو سائح سعودي في الشارقة، لـ (د.ب.أ)أنه يحرص في كل عام على القدوم للإمارات للاستمتاع بالسياحة بين معالمها، مشيرا إلى أن حضور عروض الألعاب النارية، تعد جزءا رئيسا من البرنامج السياحي الخاص به وأسرته.

ويتفق معه المقيم المصري خالد صديق الذي أكد لـ(د.ب.أ)أنه وعائلاته ينتظرون عروض الألعاب النارية في دبي والشارقة، باعتبارها حدث يسعد الأطفال كثيرا. وأضاف "نتنقل بين دبي والشارقة، لمتابعة تلك العروض، ويكون التركيز الأكبر على عروض برج خليفة كونها الأضخم في الإمارات ومنطقة الخليج".

أما السائحة البريطانية إيميلي فين فتقول لـ(د.ب.أ)أنها شاهدت عروض العاب نارية مبهرة في الإمارات، عبر منصات التواصل الاجتماعي، وأرادت أن تحضرها لمشاهدتها بالعين، ومنها عروض جزيرة النخلة، وعروض فندق برج العرب في دبي.

ولفتت الى أنها عانت كثيرا للحصول على غرفة فندقية في دبي، خلال الأيام التي سبقت تلك العروض، وبعد معاناة وجدت غرفة بعد أن اعتذر صاحبها عن القدوم، وكان سعرها ثلاثة أضعاف السعر في الأيام العادية.

شيماء محمد
الاحد 15 يناير 2017