نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


الفقر يدفع الفتيات في نيجيريا للعمل في الدعارة في الدول الأوروبية




مدينة بنين(نيجيريا) - في مدينة بنين، عاصمة نيجيريا للهجرة غير المشروعة، لا يقول أحد كلمة "دعارة". ولكن العبارة المتداولة في الشارع لوصف الفتيات الصغيرات اللاتي يغادرن إلى إيطاليا أو فرنسا هى " كسب المال بأى طريقة".


وكان نحو 37500 نيجيريا قد وصلوا إيطاليا على متن قوارب عام 2016، وهو عدد أكثر من أي دولة أفريقية أخرى، ومعظمهم كانوا من مدينة بنين الواقعة في جنوب البلاد، عاصمة ولاية إدو.

وسجلت منظمة الهجرة العالمية انفجارا في عدد الفتيات النيجيريات اللاتي يتم تهريبهن لأوروبا.

وفي عام 2013، بلغ عدد الفتيات النيجيريات اللاتى تم تهريبن لأوروبا 433، ولكن العام الذي تلاه ارتفع العدد إلى ما يقرب من 5000. وقالت منظمة الهجرة إن هناك " زيادة كبيرة" في عدد الضحايا صغار السن " اللاتي يمكن التلاعب بهن بسهولة". ويتم توجيه معظم الفتيات للعبودية الجنسية.

وتقول سيستر بيبيانا، التي تساعد الفتيات الصغيرات عندما يعدن من أوروبا طواعية أو بأى شكل آخر " لماذا إدو؟ لماذا مدينة بنين؟ إنني أحاول أن أفهم، والأمر يسبب لي صداع الرأس".
" ولكنهن يسعون جاهدين ليعدن ".

وتشع الابتسامة المحبة للخير للمسيح في غرفة الاجتماعات بمنظمة سيستر بيبيانا الخيرية الصغيرة في مدينة بنين.

وتشرح إحدى السيدات وتدعى ميركل، سبب مغادرتها لنيجيريا عام 2012 " في أوروبا، المواطنون جيدون. هم مثل المسيح".

وأضافت " أصلي كل يوم. أطلب من الرب أن يعثر لي على وسيلة للعودة".

وكانت ميركل قد عادت من إيطاليا منذ عامين. القصة التي ترويها منقوصة، فهى تقول إنها عملت في مجال تقديم الخدمات الجنسية لبضعة أسابيع قبل أن يتم إنقاذها.

ولكن الراهبة التي تعلم تاريخها تصر على أن ميركل كانت عاهرة منذ وصولها لأوروبا حتى وقت مغادرتها.

الفتيات الفقراء اللاتي لم يحظين بتعليم كاف، ليس لديهن وسيلة للوصول إلى إيطاليا.


ولكن في مدينة بنين، " عصابات " تهريب البشر في كل مكان. على السيدات فقط أن يجدن " إحدى السيدات المسؤولات " لتنظيم الرحلة وإصدار وثائق مزورة، مع التعهد بتوفير وظيفة.

يعتقد البعض منهن أنهن سوف يصبحن مصففات شعر، في حين يعتقد البعض الآخر أنهن سوف يصبحن يعملن في مجال الدعارة الفاحر في الفنادق الكبيرة. والقليل منهن يوجهن أسئلة.
وبمجرد وصولهن إلى أوروبا، يجدن أنفسهم في شوارع باليرمو أو باريس، يقدمون خدمة الجنس مقابل خمسة لعشرة يورو( ما بين 50ر5 و 11 دولار) في المرة الواحدة ليسددن ديونا بقيمة تتراوح ما بين 50 ألف و 50 ألف يورو ( 55 ألف و 66 ألف دولار).

ولكن ديفينتي اختارت الذهاب لدبي بدلا من إيطاليا. تقول إن ديونها تبلغ 15 ألف يورو (16600 دولار) فقط ، مضيفة إن السفر للخارج كان حلما قديما لديها.

وتقول ديفينتي، التي كانت تبلغ من العمر 18 عاما عندما سافرت " طوال حياني، حلمت بالسفر للخارج ورؤية العالم".

ولكن ديفينتي أدركت لاحقا إنها لن ننحرر أبدا من الأشخاص الذين قاموا بتهريبها، ولذلك قررت الذهاب للشرطة. ولكن السلطات لم تكن تريد أن تعرف ذلك.

عادت ديفينتي الآن للشوارع في مدينة بنين، حيث يختلط الفقر والكنائس البروتستانتية مع مكاتب ويسترن يونيون، حيث يحصل أولياء الأمور على الأموال التي يرسلها الأبناء الذين غادروا " لكسب المال بأى طريقة " في الخارج.


وتحدثت فتيات أخريات " بصورة مريرة" عن جحيمهن في أوروبا: عشرات الزبائن خلال الليلة الواحدة، و" الممارسات الجنسية لأصحاب البشرة البيضاء" والليالي التي تم قضاؤها في محطات السكك الحديدية. والأسوأ، إنهن يقصون ما مروا به فى رحلتهم عبر ليبيا.

ويقوم المهربون بالترويج للحلم الأوروبي لدى فتيات القرى، اللاتي لم يذهبن حتى إلى لاجوس، العاصمة الاقتصادية للبلاد، التي تقع على بعد 300 كيلومتر (190 ميلا).

فهن لديهن معرفة محدودة بالعالم، ولكنهن على ثقة أن الحياة في أي مكان أخر أفضل.

وتقول بيشنس إنها انتقلت إلى دبي حسب اختيارها، ولم تجبرها أي من السيدات عن تنظيم الرحلات.

وأضافت" لقد ذهبت بنفسي برا" موضحة أنها كانت تأمل العثور على فرصة لتحسين نفسها وفرص للسفر في دولة لم يضربها الركود.

ويعاني اقتصاد نيجيريا، الذي يعتمد على عائدات النفط، منذ أن تراجع سعر النفط الخام في الأسواق العالمية، مما أدى لإضعاف العملة المحلية النيرا .

حتى المرتب الصغير بعملة اليورو يعد مبلغا كبيرا عند ارساله إلى نيجيريا وتحويله للعملة المحلية، كما أنه يحقق المزيد من الاحترام بين العائلات في نيجيريا.

ويقول ادوجا اوكيوكونو المتخصص في علم الاجتماع من جامعة مدينة بنين إن الكثيرين من مواطني نيجيريا لا يريدون أن يحرموا من فرصة السفر للخارج والهروب من الفقر في بلدهم، حتى لو يعني ذلك التورط في عملية لتهريب البشر.

ويقول لوكالة فرانس بريس "ا ف ب " من يشتكي هنا؟ "المواطنون لا يريدون المساعدت من المنظمات غير الحكومية التي تحارب تهريب البشر ".

وأضاف " إننى أصف الأمر بأنه شحنة بشرية ذاتية، وذلك هو السبب فى عدم نجاح السياسات . المواطون ليسوا ضحايا التهريب، هم ضحايا الفقر فقط".
 

صوفيا بويلون
الاربعاء 21 يونيو 2017