نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


القوى المضادة للثورة






يكاد أن ينقلب المشهد في العالم العربي بين عشية وضحاها، فالحكم ينتقل من فئة إلى فئة، والسيطرة على الشارع تتحول من هذا الطرف إلى ذاك، ويبقى الثابت الوحيد هو حالة التغير المستمر في موازين القوى.


  بعد انتصار الشعوب في عدد من الدول العربية مثل تونس ومصر وليبيا واليمن وتمكنها من إزاحة رؤوس الأنظمة الحاكمة من المشهد، تعود إلى الواجهة القوى التي ثار عليها الناس، ففي تونس تمكن حزب نداء تونس، الذي يعتبر قلعة الفلول وبقايا نظام زين العابدين بن علي من العودة إلى المشهد بقوة بعد 4 سنوات من الثورة التي فجرها الشهيد محمد البوعزيزي، من العودة إلى المشهد بقوة واحتلال المركز الأول في الانتخابات النيابية الأخيرة، وهي مفاجأة من العيار الثقيل، فهنا استطاعت قوى الثورة المضادة من العودة إلى الحكم بأصوات الناس وبطريقة شرعية وعبر صناديق الاقتراع، مما يعبر عن فشل قوى الثورة التي تعرضت لهزيمة مدوية، وتلاشيها من الساحة تقريبا باستثناء حزب حركة النهضة الذي فقد كثيرا من قوته.
وفي مصر قاد جنرالات الجيش المصري بقيادة عبد الفتاح السيسي انقلابا أطاح بالرئيس الدكتور محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر الحديث، وعمد الانقلابيون إلى التحالف مع النخبة المصرية ورجال الدين والأزهر والكنيسة القبطية والإعلام ورجال الأعمال، في واحدة من أوسع وأشرس التكتلات الانقلابية في العالم العربي، وبالتالي تمكنت القوى المضادة للثورة من العودة إلى الحكم والاستيلاء على السلطة من جديد، مما يعني هزيمة قوى الثورة التي قادت التغيير في مصر.
وفي ليبيا التي اشترك غالبية الشعب بالإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي الذي أذاق البلاد الويلات خلال 40 عاما من الحكم، وترك البلد حطاما رغم ثراء ليبيا الكبير وثرواتها الضخمة، وكان من المنطقي أن يعمد الشعب الليبي إلى البدء ببناء البلد الذي يفتقر لكل شيء، إلا أن ذلك لم يحدث، وانقلبت الصورة رأسا على عقب، وبدل الشروع بالبناء، انقضت القوى المضادة للثورة وبرز في المشهد العقيد خليفة حفتر الذي رقى نفسه إلى "لواء" والتفت حوله القبائل التي كانت تساند القذافي والمعادية للثورة، ودخلت مصر والإمارات على الخط لتدعم القوى المعادية للثورة وتسلحها وتمدها بالمال والدعم، بل وتدخلت الطائرات المصرية والإماراتية في القتال ضد قوى الثورة، فانشق البلد على حكومتين وبرلمانين، وعندما قضت المحكمة الدستورية ببطلان البرلمان المنتخب في طبرق، رفض الأعضاء ذلك، بل ذهب أحدهم إلى القول إنه يفضل أن تنفصل ليبيا على أن يتم حل برلمان طبرق.
قمة المفاجأة كانت في اليمن، حيث خرج عشرات آلاف اليمنيين للمطالبة بعودة الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، ورفعوا صوره في المظاهرات، مما حول الشوارع إلى غابة من صور رئيس ثار الشعب ضده، ولم يترك أي إنجاز في بلد حكمه لأكثر من 30 عاما.. الصورة هنا سوريالية ومربكة وغريبة ومحيرة، فالشعب نفسه الذي ثار على علي صالح نزل إلى الشوارع لإرجاعه وإعادته إلى الحكم وكرسي الرئاسة، مع أن الأحداث أثبتت أن صالح ظل متحكما بكل خيوط اللعبة في اليمن حتى وهو خارج السلطة، إلى درجة أنه عزل الرئيس عبد ربه منصور هادي من منصبه في الحزب وتركه في العراء.
صحيح أن هناك العديد من العوامل التي ساعدت القوى المضادة للثورة على تحقيق جولات من الانتصارات، مثل المال الخليجي والتدخل الأمريكي وتكالب الأنظمة العربية ضد الثورة ومعها إيران والغرب وروسيا، بالإضافة إلى مليشيات الحوثيين وحزب الله والمليشيات العراقية والصحوات، إلا أن أخطر عدو للثورات والشعوب هو "غياب الوعي" والأمية والتخلف والافتقار للإرادة وعدم الإصرار على مطالب الحرية.
-------------
الشرق القطرية

سمير الحجاوي
الاحد 9 نونبر 2014