في الواقع، يعرض التسجيل أسلحة حارقة موضوعة على متن طائرة الهجوم الأرضي "سو -34"،  تحديدا قنبلة "أر بي كي 500 زي أي بي-2.5 إس إم" (500 ZAB-2.5SM RBK-)، وليس قنابل عنقودية. تحوي هذه الأسلحة الحارقة على مادة تشتعل عندما إطلاق القنبلة، يُعتقد أنها "الثيرمايت" (أو "الثرميت")، وهو ما جعل شهود عيان يصفونها بـالكرات النارية. يتميّز هذا السلاح بأنه حارق لأنه يشتعل حال إطلاقه، مقارنة بالقنابل العنقودية التي تحوي ذخائر صغيرة متفجرة، تنفجر عند الارتطام.

تُسبب الأسلحة الحارقة حروقا مؤلمة بشكل لا يطاق، بسبب المواد القابلة للاشتعال فيها، وتشعل حرائق يصعب إطفاؤها.

فُسرت عدة هجمات في سوريا، اُستخدم فيها أسلحة حارقة، على أنها تمت باستخدام الفوسفور الأبيض أو "نابالم". هذان النوعان من الأسلحة الحارقة لهما سمعة سيئة. نال استخدام إسرائيل للفسفور الأبيض في غزة عام 2009 إدانة واسعة النطاق، في حين أثار استخدام الولايات المتحدة للنابالم الحارق في فيتنام، قبل أكثر من 40 عاما، اشمئزاز المجتمع الدولي وحفزّه على تبني قانون دولي جديد ينظم استخدامه.

روسيا هي عضو في بروتوكول"اتفاقية الأسلحة التقليدية"، الذي يضم 113 دولة يحظر البروتوكول استخدام الأسلحة الحارقة، المسقطة من الطائرات، في مناطق ذات غالبية سكانية مدنية. تجاهلت الحكومة السورية الدعوات للانضمام للبروتوكول، واستخدمت الأسلحة الحارقة منذ نهاية 2012.

في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أكثر من 10 دول، إضافة إلى "هيومن رايتس ووتش " و"اللجنة الدولية للصليب الأحمرأدانت أو عبرت عن قلقها إزاء الأضرار المدنية الناتجة عن استخدام الأسلحة الحارقة مؤخرا، لا سيما في سوريا. دعت روسيا إلى "احترام أمين" للقانون.

اعترف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في رسالة وجهها مؤخرا إلى هيومن رايتس ووتش، بوجود "ضرر إنساني كبير" تسببه الأسلحة الحارقة في سوريا، ملقيا اللوم على "الاستخدام غير السليم" لها.

تتمثل الطريقة المثلى لتجنب الإضرار بالمدنيين الناتج عن "الاستخدام غير السليم" لتلك الأسلحة باتباع القانون الدولي وعدم استخدام الأسلحة الحارقة في المناطق المدنية.