نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


المرأة تمسي على عار وتصبح على شرف..؟




بمراجعة سريعة وخاطفة لكل الأدبيات الدينية والاجتماعية في عالمنا المعاصر، يمكن ألا نجد ارتباكا تجاه المرأة كما يحدث في مجتمعاتنا التي تستند الى قواعد أكثر صلابة في أمور دينها وقيمها الاجتماعية يفترض معها أن تكون الثوابت أكثر وضوحا، لكن ما يحدث أن هناك انزياحا للمتغيرات يجعلها ثوابت وبالتالي تصبح الصورة مقلوبة، ندخل من باب الخروج، وننظّر فيما هو قطعي واضح الدلالة، ونتقدم حين يفترض أن نتأخر، ونتأخر حين ينبغي أن نتقدم.


 الجرأة الكثيفة على حقوق وقضايا المرأة تقعد مجتمعاتنا وتضعف طاقتها الفكرية، فهي مكرمة أصالة وذلك ليس محل جدل، وحين نجعله محل جدل فذلك ليس ظاهرة صحية، سواء في إطار فلسفي أو ديني أو اجتماعي، فمجتمعات العالم تجاوزت منذ أزمان تلك الرؤية الخاطئة ودفعت ثمنها في إذلال المرأة والانتقاص منها وإهدار حقوقها وعدم احترامها بما يجب، والأسوأ أن تمارس النخبة جدلا عقيما حول المرأة بصورة مستمرة، وحين يصمت هذا يتحدث هذا في حالة مأساوية من الاستعراض الجدلي، ودخول في دوامات فكرية انصرافية، تحاكي فراغ البيزنطيين في حديثهم حول أسبقية الدجاجة والبيضة، وكأن التاريخ يعيد نفسه. لماذا لا يتوقف أحد أولئك المنظرين برهة قليلة قبل إطلاق الرأي الاجتماعي أو الديني، الشخصي تماما، مع نفسه وهو يجعل المرأة موضوع مزايدة للشهرة والتشهير معا، انها أمّه التي لا يمكن أن تكون عارا وإنما قمة الشرف والحياة والكرامة والأدب مع سائر النساء؟ ولعل إطلاق أي آراء أو أحكام جزافية غير جدير بالتوقف عنده، ولكن من سياق الآراء السلبية التي تشي بعدم احترام كامن في النفس للمرأة بصورة عامة تؤكد أن هناك خللا في العقل والبنية النفسية تجاه المرأة، فحين نحترم شخصا آخر، لا يمكن أن نتعرض له بما يسيء أو يساء فهمه، تصريحا أو تلميحا، هناك نوع من الحساسية تجاه التعرض بالإساءة للذات الإنسانية عند النخب ومن بينها تلك التي تنتمي الى التيار الديني الذي تطفح منه أقوال لا يمكن تكييفها بغير خلل في فهم الكثير من الأشياء.
لأولئك الذين يظنون الظنون بالمرأة يمكنهم استعادة آخر وصايا رسول الأمة «عليه الصلاة والسلام» وفيها تشديد على الوصاية بالخير للنساء، وأنه ما أهانهن إلا لئيم، ولا يمكن بين عشية وضحاها أن تتحول دلالة العار الى الشرف وكأن عقول الآخرين مختطفة ذهنيا، ومن باب أولى أن يحسن هؤلاء الظن بالناس قبل أن يطلبوا منهم عدم إساءته، والأفضل أن يراجعوا قواهم النفسية والعقلية قبل التفوه بتعارضات قطعية مع كل تعاليم وآداب المجتمع.
-------
اليوم

سكينة المشيخص
الخميس 28 يناير 2016