نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


النازحون من معلولا لدمشق يحلمون بالعودة الى بلدتهم التاريخية




دمشق - رويدا مباردي - يحلم نازحون من معلولا التي تركت المعارك آثارها المدمرة على منازلها ومعالمها، بالعودة الى بلدتهم الاثرية شمال دمشق، بعد استعادة القوات النظامية السورية السيطرة عليها هذا الاسبوع. ويبدي النازحون من هذه البلدة المسيحية الاثرية، والذين يقيمون حاليا في دمشق، رغبة في تمضية عيد الفصح الذي يصادف نهاية الاسبوع، في بلدتهم، الا انهم يقرون بصعوبة القيام بذلك حاليا.


في احد ازقة حي باب توما الدمشقي، يقول فادي ميال (42 عاما) لوكالة فرانس برس "ارغب في تمضية احد الفصح في معلولا، الا انه من المبكر العودة حاليا، نظرا لوجود خلايا نائمة للمسلحين".
ويؤكد ميال، الاعزب انه سيعود "ما ان تتاح لي الفرصة لذلك. والدي موارى في الثرى هناك".

وسيطرت القوات النظامية الاثنين، مدعومة بعناصر حزب الله اللبناني، على البلدة الواقعة على مسافة 55 كلم الى الشمال من دمشق، معلنة اعادة "الامن والاستقرار" اليها.
وبحسب ميال والنازحين من معلولا الذين التقتهم فرانس برس في دمشق، باتت البلدة اشبه بمدينة اشباح، حيث "لا مياه ولا كهرباء".

ويقول ميال "في دمشق، العلاقات الاجتماعية والحياة تختلف عن معلولا حيث الجميع يعرفون بعضهم البعض. اما هنا (في العاصمة)، فلا يوجد الكثير من فرص العمل حاليا بسبب الازمة" التي تعصف بالبلاد منذ منتصف آذار/مارس 2011.

ويؤكد هذا الرجل الذي عمل كمتعهد في مجال البناء، انه شاهد في شريط مصور بث على موقع "يوتيوب"، منزله في معلولا يحترق. واضاف ان المقاتلين المعارضين الذين كانوا يسيطرون على البلدة، اقدموا على ذلك لانه كان يرفع في داخل المنزل صورة للرئيس السوري بشار الاسد.

وتعد معلولا التي تعرف بأديرتها ومغاورها المحفورة في الجبال الصخرية المحيطة بها، من اقدم البلدات المسيحية. وهي الوحيدة في العالم التي ما زال سكانها، وغالبيتهم من الكاثوليك، ينطقون بالآرامية، لغة المسيح.
وتعرب انطوانيت نصرالله عن "فرحتها العارمة" بسيطرة القوات السورية على البلدة، مبدية في الوقت نفسه حزنها "بسبب الدمار الذي تعرضت له الكنائس" في البلدة.

تضيف هذه السيدة البالغة من العمر 35 عاما "نريد ان نمضي الصيف المقبل في البلدة"، مشيرة الى ان "الاحتفال بعيد الصليب في معلولا في 14 ايلول/سبتمبر (...) بات اشبه بالحلم".
تتابع "اتمنى من كل قلبي ان يعود الوضع الى سابق عهده. نخشى ان ننسى الآرامية. لا نعرف متى يمكننا العودة الى منازلنا".
ويؤكد دياب بخيت، وهو صاحب مهنة حرة يبلغ من العمر 62 عاما، ان "المنازل دمرت، وبعضها احرق".

ورأى مراسل لفرانس برس دخل معلولا الاثنين، آثارا للمعارك في العديد من المنازل والكنائس. وشاهد آثار القذائف على جدران دير مار سركيس وباخوس، في حين تعرضت بعض الايقونات ومحتويات الدير للبعثرة.
وكانت البلدة التي قارب عدد سكانها الخمسة آلاف شخص، قبلة للسياحة الدينية لمسيحيي الشرق الاوسط، لا سيما اثناء احتفالات عيد الصليب.

الا ان هذه الاحتفالات التقليدية غابت عن البلدة هذا الصيف، بعد سيطرة مقاتلين معارضين بينهم اسلاميون متشددون عليها في التاسع من ايلول/سبتمبر. وتمكنت القوات النظامية بعد ايام من استعادة البلدة، ليعود مقاتلو المعارضة ويسيطرون عليها بشكل كامل في كانون الاول/ديسمبر. ودفعت هذه الحوادث كل سكان البلدة للنزوح عنها.

ولجأت مئات العائلات الى دمشق ومحيطها. ويجمع غالبية النازحين على انه "ما زال من المبكر" العودة الى بلدتهم.
وتقول سيدة تبلغ من العمر 50 عاما لفرانس برس، وفضلت عدم كشف اسمها، "اذا اعطونا (القوات السورية) الاذن بالعودة، سنعود على الفور".

وتضيف هذه السيدة التي تقيم في غرفة واحدة مع زوجها واولادها الاربعة "نعيش هنا في حسرة. نعتمد على المساعدات، وهي اصلا نادرة".
ويقول رجل في الخامسة والثلاثين من العمر رفض كشف اسمه، انه سيعود الى معلولا "في اقرب وقت ممكن. لن ابقى دقيقة اخرى هنا".


رويدا مباردي
الخميس 17 أبريل 2014