ومارست الصين وروسيا الاثنين حق الفيتو على مشروع قانون في مجلس الامن الدولي يطالب بهدنة مدتها سبعة ايام في حلب. كما عارضت فنزويلا مشروع القرار الذي قدمته اسبانيا ومصر ونيوزيلندا في حين امتنعت انغولا عن التصويت.
وقال السفير الروسي فيتالي تشوركين ان مجلس الامن ينبغي ان ينتظر نتائج الاجتماع المزمع عقده الثلاثاء في جنيف بين الاميركيين والروس
وتتعرض الاحياء الشرقية في حلب لقصف عنيف من قوات النظام، فيما تطلق الفصائل قذائف بكثافة على غرب المدينة، تسببت بمقتل طبيبتين روسيتين.
وباتت قوات النظام التي تخوض الاثنين اشتباكات عنيفة في حي الشعار تسيطر على نحو ثلثي مساحة الاحياء الشرقية التي كانت منذ العام 2012 تحت سيطرة فصائل المعارضة، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
وتزامنا مع التصعيد العسكري، رفض فصيلان مقاتلان سوريان اي اقتراح لاخراج مقاتليهما من شرق حلب، بعد ساعات من اعلان وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف عن محادثات قريبة بين الروس والاميركيين حول خروج "كل مقاتلي" المعارضة من حلب.
وقال لافروف في موسكو الاثنين انه "من المرجح جدا ان تبدأ (المشاورات) غدا مساء او صباح الاربعاء بهدف وضع آليات خروج كل مقاتلي المعارضة من شرق حلب".
واكد ياسر اليوسف عضو المكتب السياسي في حركة نور الدين الزنكي، ابرز الفصائل في حلب لفرانس برس ان اي اقتراح بخروج مقاتلي الفصائل "مرفوض"، داعيا "الروس للخروج من حلب واخراج الميليشيات الطائفية".
- "حتى اخر نقطة دم"-
وفي السياق ذاته، شدد ابو عبد الرحمن الحموي من جيش الاسلام، فصيل اسلامي مقاتل في حلب، على ان "الثوار لن يخرجوا من شرق حلب وسيقاومون الاحتلالين الروسي والإيراني حتى آخر نقطة دم".وفي حال التوصل الى اتفاق روسي اميركي بهذا الصدد، فسيكون الاول من نوعه خلال اكثر من خمس سنوات من النزاع السوري بعدما كانت الاتفاقات السابقة تبرم بين النظام والفصائل.
وفي العام 2014، شهدت مدينة حمص (وسط) تطبيق اتفاق مماثل باشراف الامم المتحدة، خرج بموجبه المقاتلون وعائلاتهم بعد عامين من الحصار والقصف. ومنذ ايلول/سبتمبر تم تطبيق اتفاقات اخلاء مماثلة في مدن عدة في محيط دمشق، وتحديدا في مدينة داريا، انتقدتها الامم المتحدة ومنظمات حقوقية بوصفها "تهجيرا قسريا".
وقبل بدء الهجوم الاخير لقوات النظام على مدينة حلب منتصف الشهر الماضي، كانت الامم المتحدة تقدر وجود ثمانية الاف مقاتل في شرق حلب وتحدث المرصد عن 15 الفا، بينهم نحو 900 مقاتل من جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا).
وعلى رغم عدم مشاركة روسيا في القصف على حلب منذ بدء قوات النظام السوري في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر هجوما لاستعادة كافة الاحياء الشرقية، الا انها نفذت خلال الاشهر الماضية غارات مكثفة الى جانب طيران النظام على شرق المدينة، تسببت بدمار هائل وبسقوط مئات القتلى وبتدمير عدد من المستشفيات، ما اثار تنديدا دوليا. .
ووفقا لموسكو، فان المحادثات الروسية الاميركية ستركز على خطة لسحب كل المقاتلين من حلب الشرقية.
واضاف تشوركين ان "هناك اتفاقا على العناصر الاساسية" لهذه المبادرة التي رفضتها الجماعات المسلحة في حلب على الفور.
وينص مشروع القرار على ان "يوقف جميع اطراف النزاع السوري جميع الهجمات في مدينة حلب" لفترة سبعة ايام قابلة للتجديد.
كما نص على ان "يسمحوا بتلبية الاحتياجات الانسانية العاجلة" عن طريق السماح لاغاثة عشرات الآلاف من السكان المحاصرين في مناطق المعارضة.
- مقتل طبيبتين روسيتين-
عاش سكان شرق حلب ليلة مرعبة، تخللها قصف جوي ومدفعي عنيف وفق مراسل فرانس برس. واشار الى ان السكان اقدموا على إطفاء الأنوار داخل منازلهم ليلا خشية من استهدافهم بالقصف. وأمضى كثيرون ليلتهم مختبئين في الطوابق الارضية ومداخل الابنية مع ارتفاع حدة القصف.وقالت مراسلة لفرانس برس في غرب حلب ان دوي القصف والغارات على الجزء الشرقي من المدينة كان يسمع بوضوح من مكان وجودها الاثنين تزامنا مع تصاعد اعمدة الدخان من الاحياء الشرقية.
وردت الفصائل المقاتلة باستهداف الاحياء الغربية بالقذائف التي سقطت بكثافة على غرب حلب، وفق مراسلة فرانس برس.
وافادت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" الاثنين بمقتل ثمانية اشخاص واصابة 25 شخصا بجروح جراء "الاعتداءات الارهابية".
واستهدفت احدى القذائف مستشفى ميدانيا روسيا، وتسببت بمقتل طبيبتين عسكريتين روسيتين واصابة ممرض ثالث بجروج بالغة، وكذلك مدنيين "كانوا حضروا لمعاينة طبية"، وفق ما اعلنت وزارة الدفاع الروسية.