نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


بلدة لبنانية داخل الاراضي السورية ضحية حرب جيرانها




راس الحرف (لبنان) - حكمت شريف - دفعت بلدة الطفيل اللبنانية التي تشكل جيبا داخل الاراضي السورية ثمن موقعها الجغرافي، فباتت محاصرة وشبه معزولة بعد سقوط منطقة القلمون السورية في ايدي قوات النظام.


بلدة الطفيل اللبنانية
بلدة الطفيل اللبنانية
وارسلت السلطات اللبنانية اليوم الثلاثاء قافلة مساعدات الى الطفيل التي تبدو على الخريطة على شكل اصبع داخل الاراضي السورية، ولا توجد طريق سيارات تربطها مع لبنان، وذلك من اجل تقديم العون الى الاف الاشخاص المحاصرين داخلها منذ اسابيع. والطفيل بلدة لبنانية ذات غالبية سنية، تبلغ مساحتها حوالى خمسين كيلومترا مربعا، وتقع في اقصى سلسلة جبال لبنان الشرقية الحدودية مع سوريا.

منذ استقلال لبنان العام 1943، يرتبط سكان الطفيل في كل تفاصيل حياتهم اليومية بسوريا. في سوريا، يعملون، ومن سوريا يشترون حاجاتهم، وفي سوريا يتعالجون من امراضهم، والى سوريا، يرسلون اولادهم لتلقي العلم وفق البرنامج التربوي السوري، ويحصلون بناء عليه على شهادات علمية رسمية سورية. لكنهم يقترعون لنوابهم ومسؤوليهم في لبنان.

وللوصول الى الطفيل من داخل الاراضي اللبنانية، لا بد من اجتياز الحدود عند نقطة المصنع والسير داخل منطقة القلمون السورية وصولا الى البلدة اللبنانية.
ومنذ سقوط القلمون في ايدي قوات النظام، اقفلت الطريق على سكان الطفيل، لا سيما بعد اتهامهم من جانب موالين للنظام بانهم متعاطفون مع مقاتلي المعارضة الذين فر عدد منهم بحسب روايات عدة، من القلمون الى الطفيل.

واعلن وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق الاثنين، بعد مراجعات عديدة تلقاها من سكان الطفيل، ان السلطات ستتحرك لمساعدة الاهالي والنازحين السوريين الذين لجأوا الى البلدة.
وتحد بلدة الطفيل من الناحية السورية ثلاث بلدات: حوش عرب من الشرق وعسال الورد من الشمال وسهول رنكوس من الجنوب، بينما تحدها جرود بلدة بريتال ذات الغالبية الشيعية من الجهة اللبنانية.

واعلن وزير الداخلية انه اجرى اتصالات مع حزب الله، حليف دمشق والذي يقاتل الى جانب قواتها في سوريا، بهدف تسهيل مرور القافلة التي سلكت طريقا وعرا من بريتال وصولا الى الطفيل، لم تكن صالحة للاستخدام، واجريت عليها بعض الاشغال خلال الساعات الاخيرة لفتحها امام السيارات.

وافاد مراسل وكالة فرانس برس الذي رافق القافلة حتى راس الحرف، على بعد ستة كيلومترات من الطفيل، ان قطع مسافة حوالى 15 كيلومترا من الطريق استغرق اكثر من ثلاث ساعات نظرا لصعوبة الارض الترابية الوعرة. ولدى الوصول الى راس الحرف، كان في الامكان مشاهدة مواقع عسكرية لحزب الله رفعت عليها اعلام الحزب، ونصبت خيم الى جانبها، ورفعت حولها سواتر ترابية. وكان عناصر من الحزب موجودين داخلها من دون سلاح ظاهر.

وتالفت القافلة من سيارات للصليب الاحمر وصهريجي بنزين وسيارات رباعية الدفع وشاحنات صغيرة محملة بالف حصة غذائية وخيم وثلاثة الاف بطانية ومستوصف نقال، بحسب ما اعلن العميد محمد خير، رئيس الهيئة العليا للاغاثة التابعة لرئاسة مجلس الوزراء، الذي رافق القافلة حتى راس الحرف. وواكب القافلة عناصر من الامن العام وقوة من الجيش وقوى الامن ومسؤولون في دار الفتوى وفي جمعيات خيرية.

وكان عدد سكان بلدة الطفيل قبل الاحداث الاخيرة في منطقة القلمون يصل الى خمسة آلاف، بحسب السلطات اللبنانية، لكن عددا كبيرا منهم نزحوا خوفا من وصول اعمال العنف الى بلدتهم وخوفا من الحصار الذي بات امرا واقعا بعد سقوط القلمون. وقال العميد خير ان الموجودين حاليا في الطفيل هم "الف لبناني وثلاثة الاف سوري".

وقال مختار البلدة علي الشوم لوكالة فرانس برس ان بين السوريين المتواجدين في البلدة من كان يسكنها اصلا "قبل الاحداث، والقسم الآخر من المهجرين".
وتابع "قبل الاحداث، كنا لا نفرق بين لبنانيين وسوريين، نعيش معا. نصطحب نساءنا الى مشافي صيدنايا ويبرود والنبك ليلدن، نشتري المواد الغذائية من سوريا، نتعامل بالليرة السورية، ونصرف مواسمنا الزراعية فيها...".

وردا على سؤال عن سبب العزلة التي تعيشها الطفيل، على الرغم من ان سكانها يحملون الجنسية اللبنانية، قال الشوم "لا نريد العودة الى الماضي، هناك تقصير، لكن الآن راجعنا الدولة اللبنانية التي اهتمت بنا".
ونفى الشوم وجود مقاتلين سوريين في الطفيل، داعيا الصحافيين الى التحقق من ذلك بانفسهم. داخل الطفيل، تجمع مئات السكان لاستقبال قافلة الفرج، فاطلقوا الزغاريد ورشوا الزهور على الوافدين.

وقال احدهم "نحتاج الى من ينقذنا، لكننا لا نريد مغادرة ارضنا"، مضيفا "انا مزارع اعمل في الارض، لمن اتركها. بعد خمسة عشر يوما، يبدا الموسم الزراعي، من يشتريه منا؟"، مضيفا ان "لا ماء ولا كهرباء ولا مشفى" في البلدة. وطالب آخر بانتشار "الجيش والدولة... لحمايتنا".

ا ف ب
الثلاثاء 22 أبريل 2014