نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


تدفق السائحين على كوبا بعد تغيرات العقد الاخير




هافانا - يحدق فيكتور ليوناردو من خلال نافذة حافلة سياحية تشق طريقها المتعرج عبر شوارع تصطف أشجار النخيل على جانبيها في بلدة فاراديرو،المنتجع الساحلي الشهير في كوبا. ويقول: "لقد تغيرت كوبا سريعا خلال العقد الأخير".


وينحدر ليوناردو 50/ عاما/ من إقليم جرانما الواقع في شرق البلاد وكان يعمل معلما للغة الاسبانية لعقود من الزمان، إلا أن تلبيته لاحتياجات المعيشة من خلال راتبه الشهري الذي تبلغ قيمته 25 دولار، أصبح أمرا صعبا على نحو متزايد بالنسبة له.

ويقول ليوناردو: "نحصل على حصص غذائية ولدينا نظام رعاية صحية وتعليم مجاني من الدولة، إلا أن كل شهر بالنسبة لي كان بمثابة معركة صغيرة من أجل البقاء".

لذا قرر أن ينتقل إلى بلدة فاراديرو الساحلية - حيث تنتشر مجمعات الفنادق واحدا تلو الآخر - ليصبح مرشدا سياحيا. ويحصل ليوناردو الان على مال يفوق حجم راتبه السابق عدة مرات.

وتعج العاصمة هافانا النابضة بالحياة - والتي تقع على بعد ساعتين بالسيارة - بالسائحين الذين يحتسون مشروبات الموهيتو والدايكيري المعروفة، في أشهر الحانات مثل فلوريديتا ولو بوديجيتا، ويقومون برحلات في سيارات كلاسيكية بألوان جذابة أو يتجولون في أزقة البلدة القديمة، مرورا بالمباني العتيقة التي تعود لعهد الستعمار الاسباني السابق.

وتزدهر السياحة في كوبا التي سجلت العام الماضي رقما قياسيا، باستقبال أربعة ملايين زائر، بزيادة قدرها 13% عن عام .2015

ويشار إلى أن أي شخص يأمل في زيارة كوبا في الأيام التي تسبق مرحلة ازدهار السياحة بأعداد ضخمة، سوف يصاب - للأسف - بخيبة أمل.

وتقول نيكول تامر من ألمانيا: "هناك عدد كبير جدا من السائحين أكثر مما كنت أتوقع".

وتضيف: "يود الكثير من الناس أن يأتوا إلى كوبا قبل فوات الاوان، ولكن قد يبدو ذلك إهانة بالنسبة للسكان المحليين، كما لو كانت الدولة من بقايا الزمن الماضي".

وتوضح أن "كوبا ليست معزولة عن باقي العالم، ولاسيما نتيجة للثورة الرقمية، والسكان على وعي بالتقدم".

وقد أصبحت السياحة شريان حياة بالنسبة للجزيرة الشيوعية الواقعة في البحر الكاريبي، حيث تسجل عائداتها من السياحة حاليا ما يصل إلى 10% من إجمالي الناتج المحلي.

من ناحية أخرى، يقول ريكاردو توريس، أستاذ الاقتصاد في جامعة هافانا "إن السياحة أصبحت صناعة رئيسية بالنسبة لكوبا منذ مطلع التسعينات".

ويضيف أن "السياحة تخلق العديد من فرص العمل، كما يستفيد العمال المحليين من الاكراميات".

إلا أن ازدهار السياحة أصبح بمثابة اختبارا مجهدا؛ فغرف الفنادق باهظة الثمن - وتصل إلى 270 دولار لليلة الواحدة - وعادة ما يتم حجزها مقدما قبل شهر من التاريخ المحدد.

ولكن الدولة التي يعيش بها 12 مليون نسمة، تستعد لذلك. فمن المقرر الانتهاء من بناء 108 آلاف غرفة فندقية جديدة بحلول عام 2030، كما أنه من المقرر تحديث المطار الدولي في هافانا.

وكان راؤول كاسترو تولى منصب رئيس البلاد في عام 2008، بعد أخيه فيدل الذي توفي في تشرين ثان/نوفمبر الماضي، وقام منذ ذلك الحين بتخفيف العديد من القيود الاقتصادية.

وعلى الرغم من أن الدولة مازالت تسيطر على السياحة إلى حد كبير، إلا أن التنشيط السياحي أدى إلى استفادة القطاع الخاص على وجه الخصوص.

ومنذ أن سمحت الحكومة الشيوعية بتشغيل المطاعم التي يديرها القطاع الخاص، والمعروفة باسم "بالاداريس"، والسكن الخاص، أو "كاسا بارتيكيولارس"، صار أصحاب الاعمال الحرة من بين أكبر المستفيدين.

ويشار إلى أن الاوروبيين ليسوا هم فقط من يشاركون في ازدهار السياحة في كوبا، حيث أنه بعد فترة طويلة من تجمد العلاقات مع واشنطن، جددت الولايات المتحدة العلاقات الدبلوماسية مع عدوها السابق، في ظل رئاسة باراك أوباما في تموز/يوليو من عام .2015

وبفضل ذوبان الجليد السياسي، زار 284 ألف و937 من الأمريكيين كوبا في العام الماضي، وفقا لجوزفينا فيدال، كبيرة المفاوضين الكوبيين. ويشار إلى أن هذا العدد يسجل زيادة قياسية بنسبة 74%، بالمقارنة مع عام .2015

ومع ذلك، مازال الحظر التجاري المفروض منذ عقود، ساريا، ولا يسمح لمواطني الولايات المتحدة بزيارة كوبا إلا في إطار سبب من بين 12 سببا للسفر، من بينها التعليم أو لاسباب دينية.

ويقول توريس: "لا أعتقد أن أيا من الطرفين يأمل في حدوث تغييرات دراماتيكية بين عشية وضحاها"، مضيفا: "مازال هناك طريق طويل يجب قطعه من أجل (توطيد) العلاقات وتحول بلادنا".

وكان الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، هدد بإنهاء سياسة الوفاق إذا لم تقدم كوبا المزيد من التنازلات السياسية، دون أن يحدد بالضبط ما يعنيه ذلك. كما حذر أيضا وزير خارجيته المعين ، ريكس تيلرسون، من أنه من المقرر إعادة النظر في السياسة التي كان يتبعها أوباما مع كوبا.

ويقول توريس: "لا يعلم أحد ما الذي سيفعله ترامب، ولكنني أعتقد أن العلاقات الدبلوماسية (بين البلدين) لن تنتهي"، مضيفا: "نأمل أن تهيمن البراجماتية في نهاية المطاف على جدول الأعمال (الامريكي) مع كوبا، لكون ترامب رجل أعمال يحيط به العديد من رجال الأعمال في مجلس الوزراء".

ومع ميل الشمس إلى المغيب ، تمر الحافلة بصور للبطلين الثوريين إرنستو "تشي" جيفارا وفيدل كاسترو، كما تمر على مزارعين وعربات تجرها البغال تحرث الحقول ببطء، وتمر بحافلات مكتظة تنقل العمال المنهكين إلى منازلهم.

هناك عدد كبير من مواطني كوبا المتحمسين للتغيير.

ويقول ليوناردو: "هناك الكثير من التغييرات منذ تولى راؤول (الرئاسة): فنحن بإمكاننا أن نسافر وأن نعمل بشكل مستقل، كما تتمتع الصحافة بمزيد من الحرية، ولكن التغيير لم يأتي سريعا كما كنا نأمل".

إلا أنه لا يعتقد أن بلاده سوف تخضع للأمركة، حيث يقول إن "الكوبيين وطنيون جدا وفخورين بذلك".

ستيفاني أوت
الاحد 26 فبراير 2017