نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


تغيير متسارع في بورما وسوق السياحة يشهد نقلة نوعية




رانجون - بيرند كوبيش - ربما أصبحت المعلومات التي يطرحها المرشدون السائحون أو الموجودة على شبكة الإنترنت عن بورما متقادمة في الوقت الذي تتم فيه قراءة هذا الموضوع الصحفي، وهذا يوضح إلى أي حد تتسارع معدلات التغيير في هذه الدولة.


تغيير متسارع في بورما وسوق السياحة يشهد نقلة نوعية
وحتى البنية التحتية التي تخدم السياح تتعرض للتحول، وفي خريف عام 2012كان الكثير من السائحين يشعرون بفقدان الأمل حيث أن جميع المصارف في بورما كانت ترفض التعامل بالدولار الأمريكي إذا كانت العملة الورقية بها أية ثنية أو ثقب من مشبك ورقي على سبيل المثال، ولم يكن أحد يعثر على آلة لصرف النقود بالبطاقات. 
أما الآن فيوجد العشرات من هذه الآلات المبرمجة التي تنبثق من الأرض بسرعة مثل عش الغراب سواء في العاصمة رانجون أو في المنتجع السياحي ماندلاي أو شمالا في قرية بين أو لوين الجبلية الصغيرة. ومع ذلك فإن القاعدة العامة لا زالت سارية وهي أنه من الأفضل أن تجلب معك عملات من فئة الدولار أو اليورو جديدة المظهر. 
وفي ربيع عام 2013وقفت موظفة في بنك أيه جي دي بداخل مطار رانجون الحديث وهي تتفحص بتشكك أربع أوراق نقدية من فئة المئة دولار، ومع وجود آلتين جديدتين تلمعان لصرف النقود بالبطاقات على مقربة من البنك فإن الموظفة قبلت ورقتين فقط من النقد وأعادت الورقتين الأخريين لصاحبهما. 
وقالت الموظفة الشابة وهي من أبناء بورما وابتسامة ودودة تعلو شفتيها " عذرا، ولكن الورقتين الأخريين ليستا ناعمتين بما فيه الكفاية". 
غير أن الأمور تعد أكثر تساهلا إلى حد ما في بنك ماينمار سيتيزنز في ماندلاي حيث تم قبول نفس الورقتين المرفوضتين، وبلغ سعر الورقة النقدية من فئة المئة دولار 94ألف كيات. 
 
وقال الصراف في بنك ماينمار سيتيزنز " إن هذه الورقة النقدية مقبولة على حالتها هذه، فهي تقبل على المستوى الدولي، ونحن نقلبها كذلك". 
ومن الواضح أن هذا النبأ لم ينتشر في جميع البنوك. 
ويمكن للسياح الذين يجلبون معهم هواتف ذكية أو أجهزة حاسبات آلية محمولة أو حاسبات لوحية أن يتصلوا بشبكة الإنترنت من داخل بهو الفنادق أو من غرفهم على الرغم من أن خطوط الهواتف التي اشتروها من بلادهم لا تعمل، وفي حالة شراء خطوط محلية من بورما سيجد السياح أنها غالية السعر في الغالب بالنسبة للأجانب كما أنها لا يمكن استخدامها في الاتصال بكل الدول أو لإرسال رسائل نصية. 
غير أن هذا الوضع سيتغير قريبا. ويتضح شكل التغيير الفني في بورما تماما في معبد شويداجون البوذي في رانجون. 
وتنحني فتاة تبلغ من العمر 18عاما أمام أحد تماثيل بوذا التي لا تحصى، وتميل إلى الأمام ويلمس شعر رأسها الأرض بينما تلتقط صديقتها مجموعة من الصور بالحاسب اللوحي، ثم يتحدث راهب بهدوء من خلال هاتفه المحمول بالقرب منها. 
وأدخلت أيضا الفنادق البسيطة من الفئة التي يتراوح سعر الغرفة فيها في الليلة الواحدة بين 20إلى 30دولارا خدمة الدخول على الإنترنت وغالبا ما تكون هذه الخدمة مجانية، ومن بين هذه الفنادق بيت ضيافة أونج سي ونزل أوشن بيرل في رانجون وفندق أونج مينجالار في باجان وهي مدينة تضم المئات من المعابد، وفندق برافو في بلدة بين أو لوين. 
وتتمتع هذه البلدة الصغيرة بحدائق غناء والكثير من المعابد البوذية والمساجد والكنائس، غير أنها أيضا لا تلقى إقبالا كبيرا من السياح نظرا لبعدها. وأدت الجهود الرامية إلى انتهاج الديموقراطية في بورما عن طريق تنصيب حكومة مدنية تسعى للإصلاح إلى تدفق السياح منذ آذار/مارس 2011، مع حدوث مشكلات في قدرة الفنادق على استيعاب الزوار.
 وقامت بعض الفنادق ذات المستويات الأعلى مؤخرا بمضاعفة أسعارها وأحيانا رفعها إلى ثلاثة أمثال مما دفع الحكومة إلى الإسراع بالموافقة على خطط لبناء فنادق جديدة. وثمة ميزة إضافية تشجع السياح على زيارة بورما وهي توفر عنصر الأمان. وتقول فتاتان من مدينة كولونيا الألمانية تقومان بجولة سياحية في أنحاء بورما وهما تحملان حقائب الظهر " إننا يمكننا التجول داخل المدن في الليل أيضا". 
ويتفق سياح آخرون مع هذا القول ويضيفون إنه يجب على السياح تجنب مناطق قليلة فقط من هذا البلد تحسبا لاحتمال حدوث قلاقل سياسية، ويذكر أنه تم فتح حدود بورما مع الهند والصين وتايلاند. وعادة يمكن تحويل النقود المحلية التي تتبقى مع السياح بعد إنتهاء زيارتهم لبورما إلى دولارات أو يورو مرة أخرى بدون أية مشكلات. 
ويقول أحد العاملين بشركة " فارمز موني " للصرافة العاملة بالمطار الجديد في ماندلاي وهي تابعة للقطاع الخاص لأحد الزوار " كلا، لست بحاجة إلى جواز سفرك لتغيير العملة، المطلوب فقط هو توقيعك". 
ويزدان سقف المطار بقطع مصممة على شكل الباجودا وهي الأجزاء العلوية من المعابد البوذية، وعلى الرغم من أن المطار يبدو كبيرا وواسعا بالنسبة لحركة الطيران فيه إلا أن ذلك يمكن أن يتغير في حالة استمرار الازدهار السياحي. 
ومن المؤكد أنه سيتم وضع صناديق للقمامة حيث أنها غير موجودة في أجزاء كثيرة من المطار، ويلاحظ أنه نتيجة لغياب هذه الصناديق يتم غالبا إلقاء المعلبات الفارغة والمخلفات البلاستيكية على الأرض مثلما يحدث كثيرا في جميع أنحاء بورما. غير أنه من المؤكد أن هذا الوضع سيتغير سريعا أيضا.

بيرند كوبيش
الخميس 18 سبتمبر 2014