نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


جامعيات يمنيات يدخلن معركة اثبات الذات ويخترن العنوسة




صنعاء - العنوسة وصمة، سُبّة، لعنة الأقدار، هكذا- ربما- كان يُنظر إليها فيما مضى من الأزمنة، إلا أنها لم تعد كذلك برأي كثير من الفتيات اليمنيات. فقد أصبحنَ يعتقدن أنها تمثل فرصة لإثبات الذات، ومسلكٌ لاكتشاف عوالم الحياة المختلفة بعيداً عن قالبها الكلاسيكي "عُش الزوجية"


جدتي تناهز الثمانين عاماً ولا تجيد القراءة أو الكتابة، وتزوجتْ مرتين، وهي الآن بصدد البحث عن عروسٍ لحفيدها الذي يعيش معها في القرية، كنتُ في زيارتها ودار بيننا حديث ذو صلةٍ بموضوعنا. قلتُ لجدتي: "ما رأيك أن تختاري لحفيدك فتاة جامعية؟ وبدأتُ أسرد مبررات هذا الاقتراح، إلاّ أن جدتي لم تمهلني وانفجرتْ ضاحكة وقالت: يا بني: البنت الجامعية مش حق زواجه ولا بيت ولا أولاد، هي حق وظيفة ودراسة".

بهذه الكلمات القليلة اختصرتْ جدتي فكرتها حول الفتاة الجامعية، ويشاركها في هذه الفكرة، على الأرجح، كثير من كبار السن في بلادنا؛ إذ يعتقدون أنّ اهتماماتها بالبيت والأولاد والزوج، تأتي في مرتبة متأخرة عن العمل والدراسة.

في بلدٍ اعتادتْ فيها الفتاة أن تتزوج بناءً على رغبة والديها، يمكن القول إن تغيراتٍ اجتماعية قد حصلتْ سيما في عواصم المدن، حيث باتت الفتاة المتعلمة تملك جرأة الرفض إن كان المتقدم لخطبتها لا يتمتع بالشروط والمواصفات المطلوبة. مريم، 31عاماً، جامعية وتعمل في أحد البنوك المحلية، تؤكد هذا المعنى: "المرأة كائنٌ لا يختلف عن الرجل، ويجب أن تتمتع بحقها الطبيعي في أن تختار من يناسبها كشريك"، وتضيف: "عندما أنهيتُ دراستي الجامعية أصبحتْ لدي قائمة من المواصفات التي يجب أن تتوفر في الشخص الذي سأقبل أن أكمل بقية مشوار الحياة معه، وإذا لم يأتِ من يناسب تطلعاتي فلا أمانع أن أبقى عانساً مدى الحياة".

تشير إحصائيات حكومية إلى أن أكثر من 60% من اليمنيين يعيشون في الريف، وهناك، كما تحدثتْ إلينا عايدة، تتزوج الفتاة باكراً ويغلب على الكثير من الفتيات الأمية أو نقص التعليم، ويعدُّ الزواج هو المحطة الأهم في حياتهن.

وتؤكد لنا عايدة، وهي التي قدمِتْ من الريف إلى العاصمة صنعاء بحثاً عن مواصلة تعليمها الجامعي: "عندما كنتُ في الريف، لم يكن لدي الكثير من المواصفات للشاب الذي يمكن أن أقبل به كعريس، لأن ثقافة المجتمع الريفي لا تتيح الكثير من حرية الاختيار، بينما هنا ارتفع سقف طموحاتي، ولم يُعد الزواج هو الخيار الوحيد المتاح أمامي".

تنظر بعض الفتيات الجامعيات إلى الزواج كقيد يكبل أحلامهن وتطلعاتهن في الحياة، إذ غالباً ما ينشغلن بعد الزواج بالمسؤوليات المتعلقة بالزوج والبيت والأولاد، ولا يتسنى لكثير منهن مواصلة العمل أو الدراسة، هذا ما تقوله منال، 38 عاماً، موظفة وطالبة دراسات عليا: "مع مرور الوقت أصبحتْ كلمة "الارتباط" ترعبني، والسبب هو ما يحيط بي من تجارب قريباتي وزميلاتي اللواتي تزوجن ولم يستطعن بعد ذلك الخروج للعمل ولا حتى مواصلة الدراسة".أ

الشباب ينظرون إلى هذا الموضوع بطريقتهم، فمحمد مثلاً، وهو طالب جامعي، يقول: "الكثير من الشباب- وأنا واحد منهم- يفضلون الفتيات صغيرات السن"، ويعقّب: "أريد الزواج من فتاة لا يتجاوز عمرها 15 عاماً".

أمّا عبد الله، وهو الذي تخرج حديثاً من قسم الحاسوب، فلا يهتم كثيراً بعامل السن، لكنه في الوقت ذاته يتخوف من أمورٍ أخرى: "عندما أفكر بالزواج من فتاة جامعية، تراودني خواطر كثيرة مزعجة، ليس أولها أن هذه الفتاة تعودتْ على الحرية والانفتاح، وليس آخرها نمط معيشتها الذي يكلف أكثر من نظيراتها من الفتيات الأقل تعليماً".

ترجع العنوسة لدى الجامعيات في اليمن إلى عدة أسباب تتحمل الفتاة بعضاً منها. هذا ما تقوله الأخصائية الاجتماعية، بلقيس الآنسي: "تنظر بعض الفتيات المتعلمات للحياة الزوجية من زاوية واحدة هي المتعة والرفاهية، ويعتقدن أن الشاب الغني هو وحده القادر على تحقيق السعادة التي لطالما حلمن بها، وهذا ما يجعلهن ينتظرن وينتظرن على أمل أن يأتي ذلك الشاب الغني متجاهلات أن انتظارهن لن يوقف عجلة الزمن المتسارعة". وتضيف سبباً ثانياً يتمثل في: "إعطاء الفتاة اهتماماً أكبر للدراسة والعمل على حساب الزواج والأمومة، وهما وظيفتان في الحياة لا يقلان أهمية عن الدراسة والعمل".

وعلى الجانب الآخر تؤكد الموجهّة التربوية بلقيس الآنسي أن الشباب يتحملون جزء من المسئولية أيضاً: "لا يفضلون الارتباط بالجامعية لأنها على حد وصفهم "منفتحة"، ويصعب التعامل معها مقارنة بالفتاة الأقل تعليماً. وهذه النظرة من قبل الشباب لا تعكس واقع الحال لدى الفتاة الجامعية".

هنا صوتك
الاحد 20 أبريل 2014