نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


جهاد عبدو، اللاجئ السوري الذي أصبح نجماً هوليوودياً





جهاد عبدو
جهاد عبدو
“طلبوا مني دعم النظام والتحدث عن ذلك في وسائل الإعلام

كان الممثل جهاد عبدو نجماً مشهوراً في الشرق الأوسط وقد لعب أدواراً في السينما والتلفزيون جعلته اسماً معروفاً في كل بيت. ولم يكن يستطيع السير في شوارع دمشق دون أن يجمع حوله حشداً كبيراً من المعجبين. لذا فليس من المستغرب الآن أنه يمثل في أفلام مع توم هانكس ونيكول كيدمان. ولكن ما يثير الدهشة هو أنه يعيش كلاجئ، شأنه في ذلك شأن مئات الآلاف من السوريين الذين يحاولون الفرار من بطش بشار الأسد وإرهاب تنظيم الدولة الإسلامية.

ويقول جهاد عبدو متذكراً حياته في سوريا: “كنت مشغولاً للغاية”، فقد كان يلعب أدواراً رئيسية في الأفلام والمسلسلات التلفزيونية وقد حاول استخدام شهرته في الأعمال الخيرية. ويضيف: “كنت أعمل باستمرار في النشاطات الاجتماعية كمساعدة الأطفال الذين يعانون من السرطان، وذوي الاحتياجات الخاصة، وكنت دائماً أتجنب السياسة، ففي سوريا لا يمكنك الانخراط في العمل السياسي إلا كمؤيد للأسد”

وهكذا بقي جهاد عبده في منأى من أذى النظام بالابتعاد قدر الإمكان عن القضايا السياسية. ولكن عندما وصل الربيع العربي إلى دمشق في عام 2011 تغير كل شيء.

وأردف جهاد عبدو قائلاً: “بدأ الطلاب يخرجون إلى  الشوارع ليهتفوا مطالبين بالحرية والكرامة. وما زلت أذكر كيف تظاهر أصدقائي من الفنانين والمحامين والأطباء، فهم خرجوا إلى شوارع دمشق مطالبين بحقوقنا المسلوبة، وكان رد النظام هو العنف فبدأ بإطلاق النار على الناس أو اعتقالهم وتعذيبهم لمدة ثلاثة أو أربعة أيام، ثم الإفراج عنهم ليخيف الآخرين”.

ويقول الممثل السوري أن الحكومة السورية ضغطت عليه ليعلن عن دعمه للأسد. وأضاف: “طلبوا مني دعم النظام والتحدث عن ذلك في وسائل الإعلام … وهذا ما لا يمكن أن أفعله”. وبدلاً من ذلك هرب جهاد عبده إلى الولايات المتحدة، حيث كانت تعيش زوجته فاديا التي كانت تدرس في ولاية مينيسوتا. وقد غادر تاركاً وراءه المال والممتلكات، وحتى اسمه الذي غيره إلى جاي عند وصوله إلى الغرب.

وبعد الاستقرار في الولايات المتحدة، قرر جهاد وزوجته طلب اللجوء وبدءا يساعدان غيرهما من اللاجئين السوريين، بينما كانا يكافحان لكسب لقمة العيش. حيث عمل جهاد في توصيل طلبات البيتزا والزهور وبدأ بممارسة لغته الانجليزية بالعمل سائق سارة أجرة في شركتي أوبر وليفت. ويعترف جهاد قائلاً: “كنت أواجه تحديات كثيرة لكن لم يرد في بالي أن أستسلم. وقد كان التحدي هو أن أثبت لنفسي ولزوجتي وللعالم كله أننا يمكن أن ننجح في هذا البلد العظيم المليء بالفرص”

بعد ذلك جاءت إلى جهاد فرصة غير عادية. فبينما كان يواصل عمله المتعب، سمعت إحدى المغتربات السوريات أن المخرج فيرنر هيرتسوغ كان يبحث عن ممثل يتحدث العربية فما كان منها إلا أن قالت: “جهاد موجود”. وفي وقت قصير وجد جهاد نفسه يمثل في فيلم ملكة الصحراء Queen of the Desert، حيث كان يناقش شخصيته مع المخرج هرتسوغ حيناً ويظهر حيناً آخر على نفس الشاشة مع نيكول كيدمان التي يصفها بأنها كانت كالملاك.

ومنذ ذلك الوقت حصل جهاد على دور في فيلم آخر قادم وهو فيلم صورة مجسمة للملك A Hologram for the King، وفيه يمثل أمام توم هانكس. بالإضافة إلى دور في حلقة تجريبية لمسلسل ينتجه موقع أمازون اسمه باتريوت Patriot وفيلم آخر بعنوان إعادة الانتشار Redeployed.
وقد يكون جهاد يعيش الآن أسعد وقت في حياته لولا خوفه الدائم على أهل بلده الهاربين من سوريا، في الوقت الذي يدعو فيه سياسيون أميركيون إلى وقف قبول اللاجئين في أعقاب هجمات باريس الأسبوع الماضي.

ويقول جهاد معلّقاً على الأحداث: “ما حدث في باريس محزن. بل مفجع؛ الإجرام لا يتوقف، وهذا لسوء الحظ ما يحدث في سوريا بشكل يومي”

ويقول مخاطباً السياسيين الذين يمتنعون عن استقبال اللاجئين: “أود أن أقول لهم أنا أفهم مشاعركم،فمن منا لا يكره الإرهاب. ولكن السوريين أهل الخير،نحن شعب مبدع، ونحن بناة وفنانون وناشطون”.

ويواصل جهاد عبده وزوجته العمل على إدانة الأسد وتنظيم الدولة الإسلامية بالإضافة إلى مساعدة الواصلين الجدد من السوريين الذين يبحثون في أمريكا عن الراحة التي سبق أن وجدها جهاد. وهو يأمل أن يجد الراحة أيضاً العشرة آلاف مهاجر الجدد الذين يريد الرئيس أوباما السماح لهم بدخول البلاد. ويردف جهاد قائلاً : “أنا لست سياسياً، ولكنني أتكلم من وجهة نظر إنسانية وأنا أدعو السياسيين أن لا يتخذوا قراراتهم وهم في حالة الغضب… لا تحمّلوا الضحايا وزر ذنوب لم يرتكبوها “.


بيبول: ترجمة حمود عبيد- السوري الجديد
الاربعاء 23 ديسمبر 2015