نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


جواناكاستي الأفقر اجتماعيا لكنه أغنى منتجع سياحي عالمي في كوستاريكا




سان خوسيه - إرنستو راميريز - "من يسافر إلى كوستاريكا دون زيارة مقاطعة جواناكاستي، فإنه لم يعرف هذا البلد الكاريبي".. دائما ما يسمع أي سائح ذهب إلى منطقة أمريكا الوسطى هذه العبارة، بشكل يجعل هناك اعتقاد سائد أن أراضيها قد بوركت من قبل الطبيعة، حيث أنها تتمتع بثروات ومناظر خلابة تبعث على البهجة في نفوس مرتاديها ومناخ فريد يجعلها مقصد سياحي عالمي مثالي بالنسبة لمحبي السفر والرحلات والاستمتاع بشمس الصيف.


جواناكاستي أغنى منتجع سياحي عالمي في كوستاريكا الأفقر اجتماعيا
جواناكاستي أغنى منتجع سياحي عالمي في كوستاريكا الأفقر اجتماعيا
إنها مهد للثقافات القديمة وسواحلها المطلة على المحيط الهادي مليئة بشواطئ رائعة ربما تكون الأجمل في المنطقة، ولكن كل هذا ليس كافيا لوصفها فهي تحتوي على جبال وبراكين ومناطق زراعية غنية وتعتبر بمثابة أيقونة في عالم الفولكلور وما يعرف باسم عادات حضارة التيكو، إنها باختصار أرض لم تترك كثيرا للعقل ليتخيله لأنها تخطت حدوده وتجعل من يزورها يظن أنه في الفردوس.

وكان سكان جواناكاستى قرروا الانضمام إلى كوستاريكا منذ 187 عاما بـ"كامل إرادتهم"، ولكنها ظلت لفترة طويلة منطقة مهمشة وشبه منسية بالنسبة للحكومات التي توالت على حكم البلاد، حتى جاءت حقبة التسعينيات لتصبح محل اهتمام كبير على الصعيدين المحلي والدولي عقب إدراك قيمة ثرواتها السياحية والاستثمارات الممكن تنفيذها لتتحول إلى نقطة جذب ترفيهي راقية.

وشهدت المقاطعة ما هو أشبه بفيضان من المشروعات الفندقية والاستثمارات العقارية التي تقدر بالملايين في شواطئها الرئيسية مثل (تاماريندو) و(الكوكو) بداية من فترة التسعينيات، ومنذ هذا الحين أصبحت جواناكاستى مثل "الدجاجة التي تبيض ذهبا" بالنسبة لكوستاريكا، بسبب استقبالها لعدد كبير من السائحين المحليين والأجانب وبالأخص خلال فترة الصيف في جو كرنفالي بهيج.

ولكن هذه الثروة تركزت في يد الأجانب، وعلى الرغم من أنها ساهمت في خلق فرص عمل كثيرة، إلا أن نصيب الأسد منها كان يخص سكان المدن بسبب ارتفاع مستوى تعليمهم مقارنة بأهل المنطقة واجادتهم للغات ولهذا كانت دائما الفرص الوظيفية تذهب إليهم، وهو ما يعكس غياب التنمية البشرية والاهتمام بإعداد الأيدى العاملة من أبناء جواناكاستى.

واذا ما ألقيت نظرة على الأرقام الخاصة بالنمو الاجتماعي الاقتصادي للمقاطعة بعد مرور 20 عاما على تفجر النشاط السياحي في المنطقة، فإن المؤشرات ستعكس للجميع واقع مفاجىء وربما صادم وهو أنها من المناطق التي تحتضن أكبر نسبة فقر في البلاد. وتكشف الأرقام أن 24% من سكان المقاطعة، أي ما يقدر بـ316 ألف شخص يعانون من الفقر في هذه المنطقة، مع العلم بأن نسبة 13.7% منهم يعانون من الفقر المدقع.

وازداد الموقف خطورة في 2009 مع آثار الأزمة الاقتصادية العالمية، التي هزت قطاعي البناء والسياحة، وتشير أخر دراسات المعهد القومي للاحصاء إلى أن نسبة البطالة في المقاطعة تبلغ 9.6%، وهو ما يتخطى معدل البطالة على الصعيد القومي في كوستاريكا ويبلغ 7.3%.

ويقول البعض أن قادة كوستاريكا والنخبة لا يتذكرون هذه المقاطعة، وفيرة الحظ من حيث الثروات الطبيعية والمنسي أهلها على صعيد الاستثمار البشري في الأيدي العاملة، إلا في مواسم العطلات أو في 25 تموز/ يوليو من كل عام، حينما تحتفل كوستاريكا بذكرى انضمامها إليها، فحتى الآن لم يتم تحقيق كل وعود الرئيسة لاورا شينشيا وبعض نوابها بدفع التنمية الاجتماعية الاقتصادية بها

ويعكس حالة أهالي هذه المقاطعة، ما يقوله أحد أبنائها العاملين بالعاصمة لـوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) "الكل يزورنا ويعرض خدمات ويرقص على نغمات موسيقانا التقليدية ويستمتع بطعامنا، ولكنهم في النهاية يرحلون وتبقى جواناكاستي في طي النسيان بالنسبة لهم، حتى 25 تموز/يوليو أو موعد الحملة الانتخابية".

إرنستو راميريز
السبت 10 يناير 2015