تبدأ الأحداث عام 1948 وهو نفس تاريخ إعلان تأسيس دولة إسرائيل، ويظهر مجتمعا يتعايش فيه المسلمون مع المسيحيين مع اليهود بسلام حيث يتوافق الجميع على أن هويتهم واحدة هي المصرية. ومع ذلك يلعب عنصر الدين دورا مهما في عاصمة كوزموبوليتانية مثل القاهرة، ولكنه لا يمثل عائقا يحول دون حدوث تواصل فعلي، فعلى سبيل المثال عندما تتحدث ليلى مع أحد أصدقاء حبيبها علي تقول إن الله خلقها وخلقه من أجل أن يتحابا دون أن يعنيها اعتقاد كل منهما الديني .
وقعت مصر وإسرائيل اتفاقية كامب ديفيد عام 1979 وتعيشان رسميا في سلام بعد أربع حروب، ألا أن الإسرائيليين لا يكفون عن اتهام المصريين بمعاداة السامية وبمشاعر العداء تجاههم. اليوم بالكاد يوجد يهود في مصر بعد أن رحل غالبيتهم على مرحلتين الأولى بعد العدوان الثلاثي عام 1956 والثانية عقب حرب حزيران/ يونيو 1967 والتي يطلق عليها حرب الأيام الستة.
وأثار مسلسل "حارة اليهود" بالفعل ردود أفعال متباينة، حيث يظهر على موقع المسلسل على شبكة التواصل الاجتماعي العديد من التعليقات مثل "الزمن الجميل الذي كنا نعيش فيه بدون ضغينة أو خوف"، ورأى آخر يقول "يجب وقف بث هذا المسلسل نظرا لاحتوائه على الكثير من الأخطاء التاريخية".
من ناحية أخرى، أشادت غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية بالمسلسل، معتبرة إذاعته "حدثا عظيما"، و"لفتة إيجابية" من جانب الشعب المصري، بحسب تأكيدات قناة " i24News". كما أصدرت السفارة الإسرائيلية رسالة إشادة بعد إذاعة الحلقة الأولى من المسلسل "لأول مرة نشعر أنه يتم تقديم الطبيعية الحقيقية لليهود" أبرزت الرسالة.
ويعتبر توقيت عرض مسلسل حارة اليهود" من أهم العوامل التي لفتت الأنظار إليه، حيث يعتبر شهر رمضان موسما تتنافس فيه المسلسلات على جذب المشاهدين وأكثر وقت في العام تعرض فيه أعمال درامية خلال العام، كما تستغل القنوات هذا الشهر لتحقيق عوائد ضخمة من الحملات الإعلانية المكثفة التي تتخلل عرض المسلسلات، ولهذا تعتبر مسلسلات رمضان الأكثر مشاهدة والأغلى أجرا طوال العام.
كما جرت العادة خلال شهر الصيام، خلافا على ما يجري طوال العام، أن يتجمع كل أفراد الأسرة حول مائدة الإفطار في نفس التوقيت، ويحل المسلسل التليفزيوني ضيفا دائما على موائد إفطار المصريين، ومن هنا كانت المشاهدة مضمونة تماما، وخاصة للأعمال الدرامية التي تستحضر ذكريات ماضي الزمن الجميل، ومنها على سبيل المثال "ليالي الحلمية" في مصر، و"باب الحارة في سورية" والتي حظيت بشعبية كبيرة وقت عرضها في سنوات سابقة.
تناول كلا المسلسلين فترات تعود لأوائل القرن العشرين وزمن الاحتلال وطبيعة المجتمع في تلك الفترات والصراعات الطبقية، ومن قوة نجاح هذه الأعمال فقد انتج منها عدة أجزاء: "ليال الحلمية" خمسة أجزاء، أما "باب الحارة" الذي تدور أحداثه في دمشق ولا يزال يعرض حتى الآن على قناة (MBC) فقد انتج منه سبعة أجزاء.
ومن ثم يبرز سؤال الآن: هل يمكن أن يسهم مسلسل مثل "حارة اليهود" في تهدئة حالة الارتياب العميقة بين المجتمعين؟
من جانبهم أعرب كثير من الإسرائيليين الذين شاهدوا المسلسل عن رغبتهم في حدوث ذلك. أما كاتب سيناريو المسلسل مدحت العدل، فلم يعلق مباشرة على الجدل الدائر، إلا أنه قال "أود أن أثبت للمشاهدين أن الدين مرتبط بالعلاقة الفردية بين الانسان والله ولا علاقة له بالجنسية".