نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


حرب مصرية على الإرهاب في سيناء بعيدا عن الرأي العام




القاهرة -في الوقت الذي تخوض فيه القوات المسلحة المصرية وقوات الامن قتالا ضاريا ضد العناصر الارهابية فى سيناء ، تحظر الحكومة المصرية نقل أية تقارير مستقلة عن مجريات العمليات العسكرية هناك، ما يفتح الباب أمام الكثير من التأويلات.


كان الحال قد وصل في نهاية كانون ثان/يناير الماضي إلى وضع غير مسبوق ، حيث أعلن الجيش المصري مقتل 42 من المنتمين إلى تنظيم الدولة الاسلامية"داعش" الإرهابي في شمال جزيرة سيناء خلال ثلاثة أيام فقط، ما يعد ضربة قوية ضد الإرهابيين في هذه المنطقة المثيرة للقلاقل .ونشرت وكالة أعماق لسان حال التنظيم خبرا يفيد بأن التنظيم قتل أو جرح 20 جنديا.

فما الذي حدث إذن في تلك المنطقة التي تسودها منذ أعوام حالة تشبه الحرب؟ يظل الأمر غامضا - لأن الدولة المصرية منعت العمل الصحفي المستقل في شمال سيناء.



وتمدد السلطات المصرية فترة فرض حالة الطوارئ على منطقة عسكرية محظورة لا يسمح فيها بدخول الأجانب بصورة دائمة، كما يتوجب على الصحفيين الاستعداد لتحمل عواقب قانون مكافحة الإرهاب الذي صدر عام 2015 والذي تترتب عليه غرامات كبيرة تصل إلى عدة عشرات آلاف من اليورو، وحظر مزاولة العمل، إذا نقل الصحفي أخبارا "كاذبة".



ويقول مهند صبري الصحفى المقيم في لندن الذي ألف كتابا باللغة الإنجليزية عن سيناء بعنوان "سيناء: عماد مصر، حياة غزة، كابوس إسرائيل" : الحكومة تقدم بيانات لا يمكن التحقق من صحتها.

ويقول صبري إن ما يصدرعن الجيش تقابله ادعاءات من فرع تنظيم داعش في مصر، لكنه يشير إلى أنه على خلاف ما تعرضه القوات المسلحة المصرية، يدعم الإرهابيون تقاريرهم بمادة كبيرة من الصور أو شرائط الفيديو .

وشبه جزيرة سيناء المصرية الواقعة بين قناة السويس وقطاع غزة، هي جزء مهمل منذ عقود، تحول عام 2011بعد سقوط حكم حسني مبارك، الذى استمر فترة طويلة من الزمن، عام إلى منطقة اضطرابات.

ويمارس المتطرفون في بعض أجزاء شمال سيناء عملياتهم المسلحة منذ ذلك الوقت.

وفي عام 2014 أعلن "الجهاديون" من أتباع جماعة أنصار بيت المقدس البيعة لتنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي(داعش).

وتتكرر هجمات المتطرفين بصورة كبيرة، حيث زادت عملياتهم في 2015 حتى خارج نطاق منطقة تمركزهم - وامتدت حتى شملت العاصمة القاهرة أيضا. وأعلن تنظيم الدولة المسؤولية عن العملية المروعة التي أسقطت فيها طائرة روسية بركابها الـ 224 في خريف .2015

إلا أن الخطر الذي يمثله الجهاديون تراجع بعد ذلك التوقيت. وتمثل مصر فوق ذلك للسياح - كما في مناطق السياحة بجنوب شبه جزيرة سيناء - منطقة آمنة إلى حد بعيد .

يقول الخبير الأمني زاك جولد من المركز الدولي لأبحاث مكافحة الإرهاب في لاهاي: "القوات المسلحة يمكن أن ترى أنها حققت نجاحا ما لعدم اتساع رقعة عمليات التنظيم خارج مثلث صغير في شمال شرق شبه الجزيرة"، غير أنه في صراع لا يسمح للرأي العام العالمي بالاطلاع على ما يجري فيه، يمكن ممارسة الكثير من الظلم سرا وبسرعة كبيرة.

ومؤخرا اتهمت منظمة العفو الدولية الجيش المصري بقتل ستة من المشتبه في ضلوعهم في الإرهاب في شمال سيناء، برغم أنه سبق إلقاء القبض عليهم، كما تتردد كثير من التقارير عن العديد من الضحايا المدنيين.



ويقول محمد صبري من سكان مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء إن سكان سيناء يعيشون في خطر دائم. وفي بداية الحديث معه بأحد مقاهي القاهرة .فقد عاش هذا المثقف الذي يعمل مدرسا للغة الإنجليزية الكثير من المآسي في سيناء، حيث يقول: "يمكنك أن تصنفها على أنها منطقة حرب، فدائما ما يقصف الجيش بالقنابل مناطق في العريش، ومنازلنا تهتز في كل ليلة".



ويعيش صبري منذ 14 عاما في سيناء، ويقول إن العريش كانت يوما بمثابة بانوراما ساحلية تشبه عروس البحر المتوسط الإسكندرية، لكن هذا لم يعد كما كان أبدا.

يتواجد الجيش بكثرة في المدينة الكبيرة، حتى إن العبور من منطقة الشاطئ إلى وسط المدينة يحتاج في بعض الأيام إلى المرور على عشر نقاط تفتيش، كما تقطع محادثات الهاتف المحمول كلما مرت مدرعات الجيش في مكان ما؛ إذ أن قوات الشرطة والقوات المسلحة تستخدم أجهزة تشويش لتعيق انفجار أية قنابل قد تكون مزروعة على جانب الطريق الذي تمر فيه.

ويتوقع صبري وجود خلايا للجهاديين في داخل العريش ذاتها، إلا أن معظم المتطرفين يختبئون بعيدا في الصحراء، ومنهم كثير من البدو.

وتبقى مصر شريكا مهما للغرب في الحرب على الإرهاب، وسوف يطرح هذا الموضوع على جدول المباحثات خلال الزيارة الوشيكة للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى هذا البلد المطل على النيل.

بينو شفينجهامر
الاحد 26 فبراير 2017