نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


حشود "القصر العيني " بمصر..."إنذار مفاجيء" لصناع القرار




القاهرة - قبيل يومٍ من إلقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، كلمته أمام مجلس النواب وسط العاصمة القاهرة، وعلي بُعيد أمتار، من مقر البرلمان، خرجت اليوم الجمعة، حشود غير مسبوقة، في تاريخ النقابات المهنية في البلاد، حيث اجتماع الجمعية العمومية للأطباء، في نقابتهم تحت عنوان "يوم الكرامة"ردا على اعتداء الشرطة .


وكان طبيبان في مستشفى المطرية التعليمي، شرقي القاهرة، قد اتهما 9 أمناء شرطة بقسم المطرية، بالاعتداء عليهما في 28 يناير/كانون الثاني الماضي، فيما قررت النيابة الإفراج عن الأمناء التسعة بعد 24 ساعة من استدعائهم لـ"استكمال للتحقيقات الجنائية" التي تباشرها للآن، وهو ما أثار غضب الأطباء ودعوا لتجمع، اليوم، بشارع القصر العيني (به مقر نقابتهم ومستشفي شهيرة تحمل الاسم ذاته).

سياسيون ومهنيون وحقوقيون، تحدثت إليهم الأناضول بشكل منفصل، قالوا إن "النقابات المهنية بهذه الحشود غير المسبوقة، تبعث برسالة إنذار مفاجيء للمسؤول الأول بمصر(أي السيسي)"، معتبرين أنها "ستعيد بريق الاحتجاجات المهنية من جديد، بما قد يؤثر علي صناع القرار في البلاد، وملف حقوق الإنسان، فإما أن تغير الأجهزة الأمنية من أداءها، أو ينتظر النظام غضبًا شعبيًا أكبر" .

"هذه أقوي وأكبر جمعية عمومية في تاريخ نقابة الأطباء"، بهذه الكلمات يبدأ الطبيب رشوان شعبان، الأمين المساعد لنقابة أطباء مصر، حديثه للأناضول، وسط الحشود الكبيرة التي حضرت اليوم وتجاوزت 10 آلاف طبيًا وطبية، مطالبة برحيل وزير الصحة أحمد عماد الدين.

وأضاف :"رسالة الأطباء، واضحة ومختصرة، لن يستطيع أحد أيا من كان إهانة أطباء مصر، ولا إهدار حقوقهم"، داعًيا كل من يهمه الأمر إلي الانتصار لهذه الحقوق.

أحمد رامي، أحد القيادات المهنية المعارضة والمتواجد خارج البلاد، قال للأناضول:"هذا العدد من الأطباء الذى تجمع في وقت واحد، ولم يجتمع من قبل كهذا في انتخابات أو أثناء مطالبتهم بالكادر الوظيفي (متعلقة بالرواتب والترقية)، رسالة واضحة أن الكرامة والحقوق الإنسانية باتت أكبر من الانتخابات والمطالب المهنية".

وأشار أن "نقابتي الصحفيين والمحامين، تحديدًا عندهم حالات مماثلة من الانتهاكات، وهذا يجعلنا ننظر للمستقبل أنه سيحمل تحركات نقابية أكبر للدفاع عن الكرامة".

واتفق معه أحمد أبو زيد، المتحدث باسم "الإئتلاف الثوري للحركات المهنية (معارض للسلطات المصرية) قائلا: "أعتقد أن التحرك المهني والمجتمعي الداعم للأطباء، سيكون له ما بعده".

وأضاف في حديث للأناضول: "ما حدث اليوم من حشود الأطباء غير المسبوقة سيعطي الثقة للمجتمع للتحرك نحو انتزاع الحقوق الأساسية له كالحقوق الاقتصادية والإجتماعية التي تسعى الدولة لتقليصها بعد مكتسبات 25 يناير (كانون ثان 2011)، والتي أضافت مزيدًا من الامتيازات للعمال والمهنيين".

خالد البلشي، رئيس لجنة الحريات بنقابة الصحفيين المصرية، يربط بين تحركات الأطباء، وتعبيرها عن معاناة المجتمع ككل، قائلا: "حشود الأطباء في تقديري مهمة، فهو حشد رافض لممارسات تطول المجتمع ومكوناته، وقبل الأطباء بيوم تحركت نقابة الصحفيين".

وأشار البلشي، في تصريحات للأناضول، أن "رسالة حشود الأطباء ليست الأولي، وسبقها تحركات الألتراس(روابط تشجيعية)، حينما دفعت الرئيس المصري، للخروج للرد علي مطالبهم بالقصاص لشهداءهم عبر مداخلة تليفونية".

علي المستوي السياسي، يري أحمد إمام المتحدث باسم حزب مصر القوية (معارض)، أن "الثورة المصرية قامت علي معاناة قطاعات مختلفة في الدولة، وقضية الأطباء اليوم هو تكرار للمعاناة ذاتها".

وأوضح في تصريحات للأناضول، أن "حشود الأطباء، رهان حقيقي، سيدفع القوي السياسية لتبني قضاياها المهنية كقضايا رأي عام"، مستبعدًا أن ينتبه النظام الحالي لرسالة اليوم من الأطباء، أو أي رسالة آخري تحذره من مغبة السياسيات الأمنية الخاطئة.

هيثم الحريري النائب اليساري بمجلس النواب مصر، قال للأناضول إن "مشهد الأطباء اليوم، بمثابة جرس إنذار مفاجيء للمسؤول الأول بمصر، وأتمني أن ينتبه له وإلا المشهد دائما يقول إن المصريين يأبون أن تمتهن كرامتهم ويخرجون لرفض ذلك".

من جانبه، قال عبد الموجود الدرديري، الأكاديمي المصري، و القيادي بجماعة الإخوان بالخارج ، للأناضول إن " التضامن الواسع الذي شهدته نقابة الأطباء اليوم، رسالة توضح أن الاعتداءات باتت بصورة ممنهجة ولا تمس المعارضين أو الرافضين للانقلاب فقط"، مؤكدًا أن " هذا الموقف الواضح ليس تسيساً للقضية، ولكن هو التزام أخلاقي، نابع من مباديء الرافضين للانقلاب الذي دمر كل شيء مصر".
وحول تأثير تلك الاحتجاجات المهنية علي تغيير التعامل مع الحريات بمصر، قال عزت غنيم مسؤول التنسيقية المصرية للحقوق والحريات(غير حكومية بمصر)، للأناضول " أرجح في ضوء مشهد حشود الاطباء اليوم للبحث عن حقوقهم، تحرك نقابات وفئات أخري، للبحث عن حقوقها ودعم بعضهم البعض، إزاء هذه الانتهاكات المتتالية من السلطة ضد الإنسان وحقوقه الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والمدنية المفقودة في مصر".

وكان آخر احتجاج فئوي حاشد تشهده القاهرة، في أغسطس/آب الماضي، في أعقاب تنظيم نقابات عمالية تظاهرة حاشدة بوسط العاصمة؛ اعتراضًا على قانون الخدمة المدنية الذي أقرته الحكومة نهاية العام الماضي، قبل أن يرفضه مجلس النواب فور تشكيله يناير/كانون الثاني الماضي.


وكالة الأناضول
الجمعة 12 فبراير 2016