حماس تعتبر أزمة كهرباء غزة "مسيسة" والفصائل تتهمها بالقمع

وحمل الناطق باسم حماس فوزي برهوم في بيان صحفي السلطة الفلسطينية "المسؤولية الكاملة عن تداعيات أزمة كهرباء غزة المفتعلة والمسيسة".

وقال برهوم إن الأزمة "تهدف إلى إحكام حصار غزة، وخنق أهلها، وخلط الأوراق وإحداث حالة من الإرباك والفوضى في تقاطع وتزامن واضح وخطير مع سياسة الاحتلال الإسرائيلي".

وأضاف أن "المطلوب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحكومته وحركة فتح الكف عن كل هذه السياسات الخطيرة، والكف عن الاستمرار في التلاعب في الساحة الفلسطينية، واستغلال حاجات أهلنا في القطاع كمدخل لإشاعة الفوضى والإخلال بالأمن العام".

وأكد برهوم أن حماس "جاهزة للتعاطي وبشكل جدي وإيجابي مع أي جهود أو حلول تضمن وضع حد نهائي لأزمة الكهرباء، التي تتحمل مسؤوليتها الحكومة".

ونظمت حماس، بعد صلاة الجمعة، تظاهرة للمئات من عناصرها في شمال قطاع غزة للاحتجاج على تفاقم أزمة الكهرباء وللمطالبة بوضع حلول فوري لها.

يأتي ذلك فيما اتهمت فصائل فلسطينية أمن حركة حماس بقمع الاحتجاجات الشعبية ضد أزمة تفاقم انقطاع الكهرباء المتواصلة منذ عشرة أعوام في قطاع غزة.

وقالت حركة فتح، التي يتزعمها عباس، إن شرطة حماس اعتقلت العشرات من عناصرها في مناطق مختلفة من قطاع غزة، بعد مداهمة منازلهم لمشاركتهم في الاحتجاجات الشعبية.

كما نددت الجبهة الشعبية اليسارية لتحرير فلسطين بـ"ما تقوم به الأجهزة الأمنية في قطاع غزة من ملاحقة واعتقال ومداهمة لبيوت كوادرها"، على خلفية المشاركة في الاحتجاجات.

وأكدت فصائل أخرى أن "المدخل الأمني لن يعالج أزمة الاحتجاجات بل سيفاقمها"، محذرة من توسع دائرة ردود الأفعال الغاضبة من سكان قطاع غزة.

وكانت مناطق في شمال قطاع غزة شهدت الليلة الماضية اشتباكات بين متظاهرين وعناصر من أمن حماس خلال تظاهرات حاشدة للاحتجاج على تفاقم أزمة انقطاع الكهرباء.

وسبق أن أطلق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي المحلية حملة لإغلاق شركة توزيع الكهرباء في غزة ،وأخرى للاعتصام المستمر قبالة مقرها بغرض الضغط من أجل حل الأزمة.

وتقلصت ساعات وصل الكهرباء في قطاع غزة إلى 3 ساعات مقابل أكثر من 12 ساعة قطع هذه الأيام في ظل تفاقم حاد للازمة المستمرة بوتيرة متباينة منذ نحو عشرة أعوام.

وقالت شركة توزيع الكهرباء في غزة قبل أيام إن مجموع الطاقة الكهربائية المتوفرة تبلغ 147 ميجاوات فقط من أصل 600 إجمالي احتياج القطاع في مثل هذا الوقت من العام بسبب الأجواء الباردة.

وحملت حكومة الوفاق الفلسطينية حركة حماس المسؤولية عن تفاقم أزمة الكهرباء في ظل استمرار سيطرتها بالقوة على قطاع غزة منذ منتصف عام 2007 وعدم تمكينها من إدارة القطاع.