نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


خلق السلام السوري و فرضه على الفوضى الهدّامة






الحل الوحيد في سوريا ليس في تقسيمها بل هو سلام يخلقه السوريون و يفرضون شروطه بتنفيذ فوري للبنود التالية من الأمم المتحدة:


 
  • استبعاد السبب الرئيسي لهذا الخراب الذي لحق بسوريا والمتمثل بالنظام الاستبدادي بمن هم بمواقع أخذ القرار، تحددهم لجنة سورية قانونية مختصة. حيث تسبب هؤلاء باحتلال سوريا من قبل الجهات التالية:
  • جماعات إرهابية خارجية المنشأ، و ذلك بعد فتحهم الحدود لهؤلاء المقاتلين ظناً منهم أن دخولهم سيعطيهم حجة لمحاربة ثورة الشعب السوري عبر ادعاء محاربة الإرهاب و قمع و قتل و تعذيب السوريين تحت هذه الحجة، لكن الأمر كان خارجاً عن سيطرتهم و أدى الى توافد اعداد كبيرة و انشاء تنظيم كامل يسعى لتهديد أمن و سلام العالم أجمع.
  • خلق جماعات إرهابية داخلية المنشأ، عبر نشر حالة عنف غير مسبوقة دفعت الأشخاص دفعاً نحو حمل السلاح للحفاظ عن سلامة أبنائهم و حياتهم و من ثم انتظام هؤلاء المسلحين في جماعات مسلحة
  • تسهيل احتلال سوريا من قبل روسيا عبر توقيع اتفاقية عسكرية تعطي للجنود الروسيين صلاحية القتل والتنكيل بالسوريين دون أي محاسبة و كذلك صلاحية تأسيس قواعد عسكرية تهدد أمن المنطقة و العالم و صلاحية استثمار موارد سوريا و أراضيها دونما حساب و هي بذلك معاهدة احتلال سوريا مقابل بقاء الأسد بالسلطة.
  • تسهيل احتلا ل أجزاء من سوريا من قبل ايران على خلفيات طائفية ستتسبب بشرخ في منطقة الشرق الأوسط و سببه ايران، البلد الذي يهدد نموذج التعايش المشترك في سوريا و لبنان و غيرها.
كما تسبب هؤلاء بمقتل واختفاء ما يزيد عن نصف مليون سوري، و زعزعة و اضعاف الجيش العربي السوري و فقدان خيرة شبابه في الدفاع عن سلطة فردية، بالإضافة الى تضليل الرأي العام السوري. و تدمير مساحات واسعة من سوريا و تهجير ما يزيد عن نصف شعبها و وجودهم سيكون عائقاً أمام أي خطوة ستسعى لإيجاد حل و سيؤدي لاستمرارا الدمار و اقتل لسنوات طويلة و زعزعة الأمن و السلام العالمي و ليس السوري فقط
  • إيقاف توريد الأسلحة من أي جهة كانت نحو الأراضي السورية تحت طائلة العقوبات الدولية.
  • سحب كل دولة لقواها و ميليشياتها المتواجدة على أرض سوريا و إيقاف التعامل الاقتصادي مع داعش تحت أي مسمى بالإضافة الى نزع سلاح المدنيين.
  • وضع كامل الأراضي السورية تحت مسؤولية الأمم المتحدة لفترة خمسة سنوات حيث تكون القوى الوحيدة المسلحة المتواجدة فيها هي قوى حفظ السلام الدولي.
  • وضع كافة موارد سوريا تحت خدمة أبنائها ما يسمح بإعادة بناء اقتصادها من موارد سوريا دون أي تدخل خارجي
  • عقد مؤتمر سلام عالمي على الأرض السورية لإيقاف هذه المجزرة العالمية بحق الشعب السوري بما يسمح بتوصل السوريون الى حل لخلافاتهم على أرضهم و بدون تأثيرات قوى خارجية و مصالحها بما يضمن وصولهم لحلول ترضي كافة مكونات المجتمع السوري
  • أن يفضي عقد مؤتمر السلام الى انتخاب مجلس عقلاء من السوريين أنفسهم، داخل أراضيهم لقيادة البلد لمدة خمسة أعوام أو أكثر ان استدعى الأمر تحت حماية عسكرية من قوى حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. دون الحاجة لإجراء انتخابات رئاسية قبل الوصول لتوافق بالأمور المصيرية مما يسمح بالعبور لانتخابات سياسية نزيهة و ديمقراطية.
خلق فرصة السلام بهذه الطريقة ستواجه بالرفض من مصنعّي و موردي الأسلحة و الذين تشكل الحرب موردهم الأول و كذلك الدول التي تسعى لاستعمار سوريا اقتصادياً و نهب ثرواتها، لكن على المجتمع الدولي أن يعي أن القضية السورية لم تعد أزمة محلية و تجاوزت حدود الحرب لتصبح كارثة انسانية تهدد أمن و سلام العالم بما تولده و تصدره من عنف يمس بجوهر الإنسانية و ينقض قيمها و من هذا المنطلق يتوجب على الدول التفكّر من وجهة نظر الإنسانية جمعاء و ليس من منطلق مصالح ضيقة و مؤقتة لأنه لا حلول أخرى قابلة للتطبيق في ظل التعقيدات الحالية و التي سيؤدي تركها خارج السيطرة الى عواقب ستمتد لعشرات السنين.
تعتمد فرصة نجاح خلق السلام بالدرجة الأولى على وعي السوريين وادراكهم بأن تمسكهم بهويتهم الوطنية قبل كل انتماء هو المصدر الوحيد لنجاتهم وتتوقف إمكانية تحقيقها على إمكانية نهوضهم لتجاوز هذا السقوط الإنساني الذي فرض عليهم.
-------------

د. سميرة مبيض، باحثة و أكاديمية: كلنا شركاء
 

د.سميرة مبيض
الاثنين 21 غشت 2017