وجاء في اخر استطلاع للرأي اجراه معهد "ام دي آي" ونشرت نتائجه الاثنين ان روسيف سوف تفوز من الدورة الاولى مع 40,4% من الاصوات (+4,4 نقاط) مقابل 25,2% (-2,2 نقاط) لمارينا سيلفا و19,8% (+2,2%) للاشتراكي الديموقراطي اسيو نيفيس.
وبموجب القانون الانتخابي البرازيلي فان الفائز في الدورة الاولى هو الذي يحصل على اكبر عدد من الاصوات امام منافسيه وليس بالضرورة ان يجتاز عتبة ال50%.
وقد ورثت ديلما روسيف (66 سنة)، الاقتصادية الصارمة، وزيرة الرئيس السابق لويس انياسيو لولا دا سيلفا (2003-2010) ورئيسة ديوانه، في كانون الثاني/يناير 2011 وضعا متميزا.
فقد ارتفع اجمالي الناتج الداخلي في البرازيل الى 7,5% خلال 2010 لا سيما ان اول رئيسة في البرازيل استفادت من اغلبية واسعة في البرلمان، وكان الشعب راضيا عن تحسن الاوضاع المعيشية خلال السنوات الثماني الماضية التي تمكن خلالها 30 مليون فقير من الارتقاء الى الطبقة المتوسطة والاستهلاك عبر التدين.
لكن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن ودخلت البرازيل مرحلة ركود تقني في النصف الاول من السنة الجارية وبات النمو تقريبا في مستوى النصف خلال 2014.
وقال الاقتصادي فينيسيوس بوتيلهو من مؤسسة جيتوليو فرغاس ان "معدل النمو من 2011 الى 2014 يعادل حوالى 1,5% سنويا، وهو مستوى منخفض جدا على ال4 % لسنوات لولا".
وقال المرشح الاشتراكي ادواردو كامبوس قبل وفاته في حادث طائرة في اب/اغسطس لتحل محله المرشحة مارينا سيلفا، ان "روسيف ستكون اول رئيسة بعد عودة الديموقراطية (1985) تترك البلاد في حالة اسوأ من التي وجدتها فيها".
ويأخذ عليها اوساط الاعمال عدم المبادرة بالاصلاحات الضرورية لجعل البلاد اكثر تنافسية بسبب تدخل الدولة غير المفيد.
وافادت دراسة من مؤسسة دوم كبرال ان البرازيل تقهقرت من المرتبة 38 الى 54 (من اصل 60 بلدا) في مجال التنافسية في عهد الرئيس روسيف.
وبدأت ديلما روسيف ولايتها وهي تتمتع بشعبية كبيرة بناء على ما اشتهرت به من حسن الادارة والصرامة ولم تتردد في تنظيف "منزل لولا" باقالة ستة وزراء اشتبه في تورطهم بالفساد من السنة الاولى.
ووعدت الرئيسة بوضع حد للفقر المدقع في البرازيل، التي تعتبر من البلدان التي تعاني من اكبر نسبة انعدام مساواة اجتماعية في العالم.
ووسعت المساعدات التي اصبح يتمتع بها اليوم 50 مليون برازيلي واخرجت 11 مليونا اضافيا من البؤس.
كذلك انجزت برنامج مساكن شعبية وردا على الانتفاضة الاجتماعية في حزيران/يونيو 2013 استدعت الالاف من الاطباء الاجانب لا سيما الكوبيين لسد الثغرة في المجال الصحي في المناطق الفقيرة والنائية من البلاد.
وأنشأت برنامج تاهيل بمئة الف منحة طلابية في أفضل جامعات العالم.
وقال ريكاردو ريبيرو المستشار في سي ام سي، ان كل ذلك "يساعدها على الاستفادة من تقييم ايجابي" لا سيما في شمال البلاد الفقير.
لكن شعبيتها تراجعت خلال 2013 مع ارتفاع التضخم (الذي بلغ اليوم 6,5%) والتظاهرات الحاشدة في حزيران/يونيو 2013 ضد الفساد والمطالبة بخدمات عامة افضل.
ولخص ريناتو ميريليس رئيس معهد "داتابوبولار" لتحليل الرأي العام بالقول "عندما ترك لولا الحكم كان الناس يظنون ان ظروفهم الحياتية ستتحسن بشكل اسرع، ما تسبب في احباط كبير".
وقال بوتيلهو "كان يمكن ان يكون ذلك انجازها الاهم. لكن رغم تحقيق بعض النجاحات ما زال الانطباع يفيد اجمالا بان المشاريع سجلت تأخرا مع المشاركة المبالغ فيها والمكلفة جدا للدولة".
وواجهت روسيف تحديين معا هما الاستعدادات لمونديال كأس العالم لكرة القدم والانتفاضة الشعبية في 2013 التي لم تكن متوقعة.
وقال بوتيلهو ان "تنظيم المونديال كان ناجحا بالنهاية لكنه تزامن مع فترة كان فيها المجتمع يطالب بمزيد من الاستثمارات في تحسين الخدمات العامة واستأثر المونديال باموال عامة كثيرة على حساب اولويات اخرى".