مراسم تشييع الكاتب السوري كانت نادرة وتليق بشخص نادر مثله. في صباح الجمعة (اول من امس) انطلق موكب جثمانه بهدوء من مستشفى «الشامي»، ودار في شوارع دمشق قبل ان يلقي اصدقاؤه نظرات الوداع الاخيرة عند بوابة العاصمة الشمالية. وتمت هناك مراسم الوداع والعزاء بحفاوة بالغة ليبدأ سعدالله رحلة العودة الى مسقط الرأس. من «حصين البحر» والى «حصين البحر»، دائرة كان محيطها الزمني قصيراً والابداعي متعدد الأبعاد.
وبعد سفر 250 كيلومتراً تخللته اطلالة على مدن وسط البلاد، يبلغ الموكب مدخل مدينة طرطوس الساحلية ليلتقي مع وفد شعبي ضم اهالي حصين البحر حاملين الرايات السود ثم الى البلدة. يترجل الجميع في مدخل «حصين البحر» ليحملوا سعدالله عالياً الى قمة البلدة كأنما يتيحون له الفرصة الاخيرة لالقاء نظرات الوداع على كل حبة من تراب بلدته وعلى كل حي وشارع ونافذة وشجرة وسقف وعلى كل همسة كان يتبادلها اهله في الذاكرة. ومن مدخل البلدة الى منزله، بين شبابيك البلدة، علقت على جانبي الطرق اوراق كتب فيها قوله: "اننا محكومون بالأمل. وما يحدث اليوم لا يمكن ان يكون نهاية التاريخ".
يقطع الصمت صوت المؤذن «الرجاء من الاخوة الذي يودّون المشاركة في التشييع السير خلف الجنازة»، ويتقدم تابوت مغطى بالازهار تتقدمه صورة في اتجاه ساحة كبيرة للمدرسة حيث يتحدث خطيب عن «العالم، الاديب المفكر» الذي «افتقدنا بفقدانه علماً ويصعب ان يسد الثغرة التي تركها شخص بعده». يتبادل الحشد النظرات والخطوات القصيرة لساعات الى ان يصل الموكب الى المسكن الأخير. وطقوس دفن الكاتب العلماني لم تختلف كثيراً عن مراسم دفن اي شخص عادي متدين.
وبعد انتهاء مراسم الدفن. هناك من يبدأ رحلة فهم ما كتب سعدالله ونوس حتى آخر شهقات الموت داعياً الى ان يكون الجميع "محكومين بالأمل". لكن مثقفاً يقول بحسرة «لا نريد ان نقفز الى المجاز. هل صدفة ان يموت سعدالله كاتب «الاغتصاب» في ذكرى اغتصاب فلسطين ويدفن عشية ذكرى وفاة المخرج الرائد فواز الساجر؟"
------
الحياة
وبعد سفر 250 كيلومتراً تخللته اطلالة على مدن وسط البلاد، يبلغ الموكب مدخل مدينة طرطوس الساحلية ليلتقي مع وفد شعبي ضم اهالي حصين البحر حاملين الرايات السود ثم الى البلدة. يترجل الجميع في مدخل «حصين البحر» ليحملوا سعدالله عالياً الى قمة البلدة كأنما يتيحون له الفرصة الاخيرة لالقاء نظرات الوداع على كل حبة من تراب بلدته وعلى كل حي وشارع ونافذة وشجرة وسقف وعلى كل همسة كان يتبادلها اهله في الذاكرة. ومن مدخل البلدة الى منزله، بين شبابيك البلدة، علقت على جانبي الطرق اوراق كتب فيها قوله: "اننا محكومون بالأمل. وما يحدث اليوم لا يمكن ان يكون نهاية التاريخ".
يقطع الصمت صوت المؤذن «الرجاء من الاخوة الذي يودّون المشاركة في التشييع السير خلف الجنازة»، ويتقدم تابوت مغطى بالازهار تتقدمه صورة في اتجاه ساحة كبيرة للمدرسة حيث يتحدث خطيب عن «العالم، الاديب المفكر» الذي «افتقدنا بفقدانه علماً ويصعب ان يسد الثغرة التي تركها شخص بعده». يتبادل الحشد النظرات والخطوات القصيرة لساعات الى ان يصل الموكب الى المسكن الأخير. وطقوس دفن الكاتب العلماني لم تختلف كثيراً عن مراسم دفن اي شخص عادي متدين.
وبعد انتهاء مراسم الدفن. هناك من يبدأ رحلة فهم ما كتب سعدالله ونوس حتى آخر شهقات الموت داعياً الى ان يكون الجميع "محكومين بالأمل". لكن مثقفاً يقول بحسرة «لا نريد ان نقفز الى المجاز. هل صدفة ان يموت سعدالله كاتب «الاغتصاب» في ذكرى اغتصاب فلسطين ويدفن عشية ذكرى وفاة المخرج الرائد فواز الساجر؟"
------
الحياة