نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


رحلة نهرية في سفينة ملكية لاستكشاف روعة الطبيعة بالبرتغال




بورتو (البرتغال - هايكي سيجبرز - من الممكن استكشاف وادي دورو البرتغالي بالسيارة، غير أن القيام برحلة نهرية مرورا بالمزارع وبساتين الكرم حيث يوجد ميناء بورتو الشهير عالميا والشراب الأصلي هي أفضل الطرق للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الفريدة في المنطقة.


رحلة نهرية في سفينة ملكية لاستكشاف روعة الطبيعة بالبرتغال
وتقف فرقة موسيقية تحمل آلات النفخ ويرتدي أعضاؤها زيا موحدا على رصيف ميناء بلدة ريجوا انتظارا لوصول سفينة الركاب الفاخرة " الملكة دورو "، بينما نظمت البلدة أيضا احتفالا بالألعاب النارية احتفاء بالسائحين على متن السفينة.

وأدى الجمال الخلاب لوادي دورو الذي أدرجته منظمة اليونسكو في قائمة التراث العالمي منذ عشر سنوات إلى جانب مشاعر الود التي يبديها السكان المحليون إلى حدوث زيادة ملحوظة في عدد السياح الذين يقومون برحلات نهرية مثل تلك الرحلة التي تتاح على ظهر السفينة الملكة دورو خلال الأعوام الأخيرة.

وتبدأ الرحلة النهرية بقضاء ليلة على متن السفينة وهي راسية في ميناء بورتو المطل على المحيط الأطلسي، بينما تطل السفينة على خلفية تاريخية رائعة وزوارق الصيد الخشبية التقليدية، وأقام المنتجون المحليون لوحات إعلانية خشبية ضخمة لتروج لبساتين الكرم التي يمتلكونها وذلك فوق المراكب القديمة التي كانت تستخدم لنقل براميل الشراب من البلدة إلى المخازن الشهيرة في بورتو.
وتوجد كثافة سكانية على ضفاف هذا القطاع من نهر دورو كما يوجد العديد من المصانع الصغيرة والمجمعات الصناعية المتدهورة حيث تقف حاليا الرافعات الصدئة في سكون بلا عمل.

وفي منطقة بعيدة من وادي دورو تنضج الأعناب على أشعة الصيف البرتغالية، وتمر السفينة بخمسة أهوسة أثناء رحلتها على صفحة النهر التي تمتد لمسافة 211 كيلومترا بدءا من سد كريستوما ليفر على النهر، ويبعد السد بمسافة تقطعها السفينة في ساعتين من ميناء بورتو.

وأول ميناء ترسي فيه السفينة الملكة دورو هو ريجوا الذي يقع بالقرب من قصر ماتيس الذي تم تشييده عام 1745 ويعد أحد أجمل الضياع الريفية في البرتغال.

ويزداد عدد بساتين الكرم كلما شقت السفينة طريقها فوق صفحة النهر صوب بلدة بينهاو حيث تتحول الأعناب من اللون الأخضر إلى الأحمر مع تقدم الفصول من الصيف إلى الخريف، وتوجد ببلدة بينهاو بساتين ساندمان للكرم الشهيرة عالميا فوق تل يطل على وادي دورو.

ويقف موظف متحمس لتحية الزوار وهو يرتدي عباءة الطلاب البرتغاليين وقبعة ذات حافة عريضة ويشبه الشخص الشهير المرسوم تحت الاسم التجاري للشركة المطبوع على الزجاجة، وبعد تذوق عينة من الشراب يركب السياح الحافلة لبدء الرحلة على طول الطريق الذي تضربه الرياح عائدين إلى السفينة لتناول طعام الغداء.

وبينما تستأنف السفينة رحلتها باتجاه الجنوب على النهر مرورا بأجراف صخرية صوب هويس فاليريا تسأل المرشدة السياحية سيديلا التي ترافق المشتركين في الرحلة : " أليست هذه تجربة رائعة ؟ "، ويستدير مجرى النهر بحدة ويصبح ضيقا بعد تجاوز فاليريا ليبلغ اتساعه 30 مترا فقط، وتتنوع ألوان المياه في هذا المكان بين اللون الفيروزي والأخضر الفاتح ويتوقف ذلك على لون السماء.

وفي فصل الخريف يظهر تباين رائع بين الألوان البهيجة للأشجار والنباتات وأشجار الحور الصفراء على ضفاف النهر، ويبدو النهر في كامل جماله في أوائل الصيف عندما تكون درجة الحرارة دافئة بلطف ولا تكون أشعة الشمس قد اشتدت لتجفف بحرارتها المروج الخضراء وتحولها إلى لون القش.

وأحد معالم الجذب الرائعة في الجولة هو القيام برحلة ليوم واحد لمدينة سلامانكا الجامعية بأسبانيا حيث يوجد العديد من النصب التذكارية المشيدة على النسق المعمارية التاريخية الرومانيسك والقوطي وعصر النهضة والباروك، وتأخذ الحافلة الركاب مرورا بمناظر طبيعية تشمل أشجار الزيتون والبساتين وأشجار البلوط.

وعند العودة سالمين إلى السفينة الملكة دورو يتناول السياح الشواء على الطريقة البرتغالية الممزوج بعصير الفاكهة، وتنعطف السفينة عند باركا ألفا حيث أن الجزء الأسباني من النهر تتعذر الملاحة فيه بالنسبة لسفينة رحلات بسبب وجود جداول مائية ضيقة وتدفق المياه فيه بشكل سريع.

وبعد رحلة إلى بلدة كاستيلو رودريجو التاريخية التي تحفل بالمنازل المشيدة من الأحجار الطبيعية ويرجع تاريخها إلى القرن السادس عشر تبدأ السفينة رحلتها مع تيار النهر عائدة إلى ميناء بورتو وتتوقف من آن لآخر وهي في طريقها، وعند العودة إلى بورتو يكون ثمة وقت كاف لاستكشاف البلدة القديمة بالمدينة بحثا عن بعض الشراب أو حذاء رخيص السعر قبل حزم الأمتعة استعدادا لرحلة العودة.

وقبل إقلاع السفينة يلقي الزوار نظرة وداع أخيرة على أمواج المحيط الأطلسي المتلاطمة بقوة والتي تتناقض مع مياه نهر دورو الناعمة.

هايكي سيجبرز - وكالات
الخميس 10 ديسمبر 2015