نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


سلفيون في قرى عربية اسرائيلية يضغطون على الحياة الاجتماعية




طيرة - ماجدة البطش
في عدد من القرى العربية الاسرائيلية، تحاول تيارات سلفية متشددة التضييق على مظاهر الحياة الاجتماعية والثقافية، فتمارس ضغوطا نجحت في الغاء عروض فنية ورياضية، وصولا الى طرد مدرس من عمله بسبب عرضه على التلامذة فيلما اعتبر "اباحيا".

في ملعب بلدية الطيرة في وسط اسرائيل، تقول العداءة حنين راضي (36 عاما) لوكالة فرانس برس "اخاف ان اركض في شوارع مدينتي مع انني اركض في شوارع مدن الماراثونات
-


العداءة حنين راضي
العداءة حنين راضي
 ".

- "ظاهرة جديدة وغريبة" -

وتقول حنين ان الشرطة الاسرائيلية حققت مع رجل الدين المحرض، لكنها ما لبثت ان "اقفلت الملف من دون القبض على احد".
ولم تقتصر الحملات على هذا النشاط الرياضي النسائي، بل طالت اعمالا فنية وثقافية، بينها منع عروض راقصة وغنائية ومسرحية في عكا والطيرة وجث المثلث وباقة الغربية وغيرها...
ويقول مسعود غنايم، عضو الكنيست من "الحركة الاسلامية -الجناح الجنوبي"، وهي حركة تدافع عن ضرورة تمثيل العرب داخل الكنيست الاسرائيلي، لوكالة فرانس برس "التيار السلفي في تزايد في الداخل الفلسطيني العربي في اسرائيل وبشكل ملموس، وذلك على حساب الحركات الاسلامية".
ويرى ان مرد هذه الظاهرة "التأثر بالحركات الجهادية التابعة للقاعدة  او داعش في المنطقة"، مؤكدا رفضه "العنف والترهيب والبلطجة".
ويقول جعفر فرح، مدير مركز "مساواة"، وهو منظمة غير حكومية ناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الانسان، "هذه ظاهرة جديدة وغريبة عن مجتمعنا وثقافتنا وهويتنا".
في جث المثلث، اعتبر رجال دين ان حفل "نجوم المثلث" الذي كان يفترض ان يشارك فيه هيثم خلايلة، احد المتبارين السابقين في برنامج " آراب ايدول"، "ضد الدين ويفسد الاخلاق"، والغى المنظمون الحفل بسبب الضغوط، بحسب ما افادت تقارير على مواقع التواصل الاجتماعي.
ومنع قبل ذلك عرض فيلم" المخلص" عن حياة السيد المسيح في مدينة سخنين بعد ضغوط قامت بها مجموعات اسلامية وأئمة.
وطالب اربعة ائمة في مدينة الطيبة بتغيير اسم شارع محمود درويش الى شارع مكة او الخلفاء، وتصدت لهم اللجنة الشعبية (مجتمع مدني).
وطرد المدرس علي مواسي من مدرسة ابن سينا في باقة الغربية بسبب عرضه فيلم "عمر" الفلسطيني على تلامذته، قبل ان تعيده محكمة العمل في حيفا الى عمله.
ويروي فيلم "عمر" جانبا من جوانب الصراع الاسرائيلي الفلسطيني من خلال قصة حب. ويتناول الخيارات الصعبة التي اقدم عليها عمر، الخباز الفلسطيني الذي تورط في قتل جندي اسرائيلي، والضغوط التي مورست عليه ليعمل مع الاستخبارات الاسرائيلية. وقد رشح الفيلم لجائزة "اوسكار" عن فئة افضل فيلم اجنبي.
وروى علي مواسي لوكالة فرانس برس ان رجلين من "نادي هداية" السلفي اقتحما حرم المدرسة "وهاجماني في غرفة المعلمين وهدداني".
ونشر النادي بيانا اعتبر ان الفيلم "يحوي مشاهد صادمة وخادشة للحياء"، واعتبر ان "الشرف والدين (...) خط احمر"، مهددا من يتجرأ على المس بهما بـ"العقاب ودفع الثمن غاليا".
 

- "اجندة دينية" -

وينشط السلفيون عبر جمعيات ونواد ومساجد والانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، ويتجمعون تحت مسميات عديدة في القرى العربية الاسرائيلية.
وينظم مركز "مساواة" والكلية الارثوذوكسية في حيفا الاسبوع المقبل ندوة بعنوان "الثقافة في خطر" تتطرق الى ظاهرة السلفيين.
ويرى الاستاذ  المحاضر في جامعة حيفا وكلية الجليل نهاد علي لوكالة فرانس برس ان هذه "المجموعات الاصولية والسلفية (...) اخذت على عاتقها احتكار الدين والتفسيرات الدينية".
ويضيف "اجندتهم هي التفرغ للفكر الديني، ويؤمنون ان الوضع الذي نعيش فيه سيء لان الناس ابتعدوا عن الدين".
ويعتبر ان "هذه المجموعات لا اجندة قومية او وطنية لها وقضية الهوية الوطنية ليست مطلبها (كما بالنسبة الى العرب الاسرائيليين) عامة، هم يخوضون صراعا مع الطرف الوطني للسيطرة على المجتمع بتطبيق افكارهم الدينية ويستخدمون سلاح التكفير".
ويتهم جعفر فرح الحكومة الاسرائيلية بالتمييز الصارخ بين العرب واليهود في ميزانيات التعليم وعدم الحفاظ على الامن الاجتماعي، معتبرا ان الضغوط تنجح بسبب "الجهل والتجهيل".
ويضيف "تم تهديد علي مواسي على فيسبوك، وقيل له +ثمنك رصاصة+. لو كان هذا التهديد موجها من عربي اسرائيلي الى يهودي، لاعتقل كاتبه في اليوم نفسه".

ماجدة البطش
الجمعة 29 أبريل 2016