نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


سوريا وجيرانها ....زمن التحالفات الهشة




بلا مواربة ولا عنعنات او انتظار استقالة ديمستورا وتسلم ترامب تراهن روسيا في سوريا على أمرين الاول فك حزام شبه الحصار عن العاصمة دمشق بما يسمى "مصالحات الغوطة" وآخرها مخيم خان الشيح ٫ وحسم معركة حلب لصالح النظام والميليشيات الطائفية باستخدام سياسة الارض المحروقة ٫ ومهما كان الثمن مستغلة السكوت الاميركي والاوروبي الذي يفسر عند بوتن على انه علامة رضا عما يجري ويتم ارتكابه من جرائم من قبل العصابة الاسدية والروس والميليشيات الطائفية


  .
وعند قضية الميليشيات تتخوف روسيا ان مكنتها في حلب ان يتحول الولاء الميليشياوي للولايات المتحدة لاحقا بعد تحول تحالفات ايران ٫ لذا تستعجل قطف الثمار قبل انتهاء المعركة وترسل نائب رئيس الوزراء لدمشق ليوقع اتفاقيات طوية الامد في مجالات الطاقة والبترول والبنية التحتية  والموانئ  مدركة ان الاسد سيوقع على ما يطلب منه التوقيع عليه دون تردد
وفي قضية الميليشيات ايضا تتخوف العصابة الاسدية من ان يكون تمكين الميليشيات الشيعية بمثابة نهاية خدمة لصرف الاقلية العلوية التي تحكم سوريا رسميا من عام 1970 وفعليا منذ عام 1963 .
 ومع موافقة البرلمان في بغداد على تحول الحشد الشعبي العراقي "جحش" الى جيش رسمي كالجيش العراقي يمكن القول ان  الامر صار ابعد من سوريا وان نيران المستقبل ستطال جيرانها وما بعد جيرانها فاختراق السعودية عبر خاصرتها العراقية يقترب أكثر فأكثر ٫ وربما تكون هذه المخاوف هي التي دفعتها الى تقديم تنازلات مؤلمة في لبنان .
وباختصار حتى لا نفقد الخيط الرابط بين هذه التحولات فإن الهلال الشيعي الذي حذر منه الملك الاردني الراحل حسين - من مزار شريف للضاحية اللبنانية - يتوقف مصيره على ما يجري في سوريا ٫ وعلى ثبات التحالفات الآنية في الدول المجاورة لها .
والمحير في الموقف الاردني الرسمي انك لا تستطيع التأكد هل هو ضد هذا الهلال ام معه ؟ وهذا يتوقف مستقبلا على اعتراف ايران بوصفها مرجعية الشيعة بان الاسرة الهاشمية التي تحكم الاردن هي من اهل البيت ٫وان نزعت عنهم هذه الصفة فهذا يعني  انها تتفق ضمنا مع الخطط الاسرائيلية البديلة التي ترى ان الدولة الفلسطينية يجب ان تقام في الضفة الشرقية وليس في الضفة الغربية حسب "خطة آلون " القديمة التي تخرجها معدلة ومنقحة كلما جرى الحديث مع الاوربيين والاميركيين عن حل الدولتين .
وهذا التمني العبثي باعتراف ملالي ايران بالارومة الهاشمية الاردنية يبدو بعيد المنال لأن عند طهران من تعتمد عليهم من الشيعة العرب في لبنان والعراق ناهيك عن بدايات غزو التشيع لمصر التي تزداد قربا من ايران وبعدا عن السعودية ومحورها خصوصا بعد ان رفض السيسي المشاركة بالتحالف في اليمن - مع ان الخليج فركة كعب - واعلن علنا منذ ايام انه مع دعم جيش الاسد ٫ ومع بقائه في الحكم .
ولابد ان نلاحظ هنا ان كل تحالفات المنطقة هشة وقابلة للتحول ولا ثابت فيها غير تحالف الشيعة العرب مع ايران ٫ أما البقية فتحركهم المصالح المؤقتة ويميلون مع الريح والنعماء حيث تميل لأن الذعر يتملك قلوب الجميع مهما تظاهروا بالتماسك والصلابة فالدعم الوقعي للثورة السورية والمعارضة المسلحة يتراجع تركيا وعربيا رغم خطب التأييد العلني وقد كشفت معركة حلب ان الاتفاق الاستراتيجي بين تركيا والسعودية قد تم تجميده قسرا بعد الانقلاب التركي
ومع هذه الصورة القاتمة الظلال حول سوريا وجيرانها تبدو الكفة تميل لصالح روسيا وايران لكن هل المصلحتان الروسية والايرانية متطابقتان ..؟
جواب هذا السؤال سيأتي من واشنطن ولكن ليس قبل شهرين ٫ ومن هنا حتى ذلك الوقت سيتبين ان كانت تركيا ايضا حسمت موقفها بمغادرة الناتو والانضمام لمنظمة شنغهاي للامن وهذا ما يهدد به اردوغان اميركا اما اوروبا فيكتفي بتهديدها باعادة اطلاق موجة جديدة من الهجرة نحوها .
وبدل ان يتحول السوريون الى وقود لهذه الموجة وتلتهم اغلبيتهم البحار سيبدأ بعضهم بالتفكير بالعودة للقتال الذي هربوا منه امام اغراءات الهجرة لاوربا خصوصا بعد ان مررت المانيا هذا الشهر " قانون الحماية المحدودة " الذي يعني لا اقامة عند - ماما ميركل - اكثر من سنة او ثلاث سنوات ولا لم للشمل مهما كانت الظروف
وامام هذا الوضع المعقد والخارطة المربكة ليس امام السوريين الا ان يغنوا " يا غايبين ارجعوا " وان يرصوا صفوفهم في الداخل لأن المعارك ستزداد شراسة ليس في حلب وحدها بل في ادلب ٫ فالملاحظ ان روسيا لا تقبل في كل الهدن التي تتم باشرافها وتآمر الامم المتحدة بترحيل المقاتلين والمدنيين الا الى ادلب لأنه من السهل عليها ان تواصل الاجرام هناك دون رادع لأن المحافظة تقع - كما ستقول للعالم - تحت سيطرة المتطرفين .

د . محيي الدين اللاذقاني
الاثنين 28 نونبر 2016