نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


شهداء الشام يعودون هذا الاسبوع




سيناريو تخيلي لشهداء الثورة السورية وهم يتعدّون المليون شهيد... ماذا لو عادوا هذا الأسبوع ليروا حصائد الثورة التي أطلقوها ودافعوا عنها واستشهدوا في سبيلها، سيشاهدون بالتأكيد خذلان جبهات، وانتصارات أخرى، وتفرق جماعات، وتوحد أخرى، وسيرون أيضًا أجندات ضيقة لا تصل إلى أرنبة أنف البعض،


  ماذا لو عاد الشهداء هذا الأسبوع وهم يرون استحلال دم البعض للبعض، وتناحر البعض مع البعض، وتقاتل البعض مع الآخر، وخذلان الكثيرين للبعض، ماذا لو عادوا وهم يرون الهدن المحلية مع العصابة الطائفية المدعومة روسيًا، فكيف إن سمعوا وعاينوا خيانات البعض بالتعاون سرًا مع المحتل الروسي ليكون سيف نصره... تخيلوا وقد عاد أبو سارية، والمقدم ياسر العبود، والناشط الحوراني محمد أبو النمر وكذلك أبو عمر الزعبي، ليروا جبهات حوران وهي تأتمر بأوامر الموك الذي لم يأبه لآنّات الثكالى في حوران فضلاً عن داريا والغوطتين الغربية والشرقية والتي لا تبعد عن مواقع جبهات حوران كيلومترات معدودة، هل سيرضى هؤلاء عن صمت وخرس جبهات حوران الممتدة لمئات الكيلومترات في ظل المحرقة التي يتعرض لها الشمال السوري والمناطق المحاصرة، التي تستقبل مئات الآليات العسكرية وآلاف وربما عشرات الآلاف من عناصر الطائفيين والمليشيات الأجنبية المنسحبة والمغادرة من جبهات حوران الهادئة صوب الشمال السوري، ماذا سيقول هؤلاء للصم والبكم من قادة حوران العسكرية الذين اختطفوا ثورة حوران التي كانت مهد الثورة الشامية، بالتأكيد سيعلنون البراءة منهم، ويطالبون أهل حوران فورًا ودون تأخير بانتخاب قيادة عسكرية تليق بهم وتليق بمجد حوران الماضي والحاضر والمستقبل، حينها ستعود حوران لأهلها الحقيقيين، تماماً كما عادت لأهلها الحقيقيين يوم انشقت عن العصابة الطائفية بداية الثورة، لكن لكم أن تتخيلوا عودة حمزة الخطيب مضرجًا بدمه وهو مقطوع الأعضاء التناسلية، ليقول لهم ألم تصلكم رسالة الطائفيين بعد، من حرصهم على القضاء على نسلكم حين فعلوا بي ما رأيتم وعاينتم، ألا زلتم تثقون بهم وتثقون بمن يروج لهم...
ماذا لو عاد الشيخ زهران علوش رحمه الله وهو يرى تقاتل جيش الإسلام مع فيلق الرحمن هل كان سيقف إلى جانب فصيل ضد آخر، وهو الذي سعى جاهدًا إلى كسب النقيب عبد الناصر شمير إلى صف القيادة الموحدة للغوطة أملاً في دخول الباب الدمشقي، هل كان الشيخ زهران علوش رحمه الله سيوافق على من ينفخ في رماد الخلاف والشقاق بين الإخوة ليقسم الغوطة بين مرجئة وغلاة وطغاة وبغاة وووو، ليهنأ الطائفيون وأسيادهم بنوم هادئ في دمشق بني أمية...
وماذا لو عاد الشهيد عبد القادر الصالح الشيخ مارع ورأى سقوط مناطق واسعة حررها بدمه ودماء إخوانه في الريف الشمالي، ورأى الدواعش وغلاة الأكراد مع المحتلين الروس وأذنابهم الطائفيون يطوقون الريف الحلبي، وقد تقاعس بعض قادته ومقاتليه واستلسموا لواقع مزيف، ماذا لو عادوا وهم يرون، ذوبان جيش التوحيد الذي أسسوه بدمائهم، فغاب تماما عن الساحة الجهادية، وماذا لو عاد  شهداء أحرار الشام من أمثال ابي عبد الله الحموي والشيخ أبو يزن وغيرهما من قادة الثورة الحقيقيين ليروا الشقاق والخلاف يدب في فصائلهم، هل سيباركون هذا الشقاق والخلاف؟
ولكن بكل تأكيد وعلى الجبهة الأخرى سيرى الشهداء أيضًا  مع كل هذه الصور السلبية السوداوية، سيرون الصورة المضيئة لثورة الشام العظيمة، صورة الانتصارات في الريف الحلبي مقبرة روسيا وإيران حقيقة، والذي أعاد انتصاراتها الوهمية مع ذيلها أسد إلى المربع الأول قبل غزوها للشام، وسيرون أيضًا إصرار الشعب السوري وشرائحه على انتزاع النصر من فكي التآمر الكوني عليه وعلى ثورته، وسيرى أيضًا صمودًا أسطوريًا في جبهات الغوطة وداريا وسيرون أيضاً ثبات المرأة السورية على العهد وسيرون أيضًا إبداعات ونجاحات عالمية للشباب والشابات السوريين في الداخل والخارج، وسيرون وسيرون... فالشام علمت العالم معنى ودود ولود، فلم ولن تكون يومًا عقيمًا في كل مناحي الحياة.
--------------------
    خاص ترك برس
 

د. أحمد موفق زيدان
السبت 18 يونيو 2016