نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة

تأملات في الثورة الفاشلة

16/03/2024 - ماهر مسعود


صورة الإسلام في مواجهة صورة داعش








عودته إلى سابق عهده، أمر بات من المستحيلات التاريخية. ولأن الإسلام كان قد شهد بالفعل هزات عنيفة في دهور سابقة، غير أنه لم يعاصر ما سمي بثورة الصورة وتكنولوجيا الميديا من قبل.


 

وفي هذا العصر الذي شهد صعود تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) بما يعنيه من دلالات اجتماعية وعقائدية وسيميائية، اختلط فيها الهدف من بنائه أصلاً مع ما آل إليه مساره وما سيقود إليه مصيره لاحقاً، يواجه الإسلام في ظرف كهذا، فكرة أن صورة داعش قد أخذت تتفوق على صورة الإسلام.

ياله من مأزق!. فالدين الذي حمل العرب والشعوب التي آمنت به طيلة أربعة عشر قرناً مضت، عرضة اليوم للظهور عارياً حين تتم مواجهته بالعنف الذي يستمده التنظيم من موروث يتبع له سمي إسلامياً، ولم يعترض عليه أحد من علماء السنة (اللهم إلا الطوائف التي انشقت عن الإسلام، لتصنع بدورها موروثها الصعب).الصورة العنيفة، الذبح والحرق وقطع اليد والإلقاء من أماكن مرتفعة وهدم المزارات وغيرها من الممارسات، كانت تعيش بيننا في الدول التي تطبق الشريعة الإسلامية، وعلى رأسها العربية السعودية، التي لم تتوقف عنها حتى هذه اللحظة، لكنها تمكنت بفضل تحالف الحكم مع الهيئات الدينية، على إبقاء كل تلك المظاهر خارج الزمن وخارج التصوير وخارج التقنيات الحديثة. وبالتالي كان خيار “إذنٌ سمعت خيرٌ من عين رأت”. هو الأمثل للهرب من صدمة الحداثة.

لكن الحداثة مرت وانتهى الأمر، التف عليها العرب والمسلمون بتجميد الزمان عبر أنظمة حكم من الوكلاء المحليين للقوى الكبرى، تقاسموا المصالح في البلاد. وجاء عصر جديد جرف معه الحداثة التي طالما خشيت منها الأنظمة وخشي منها رجال الدين.

العصر الجديد الذي لم تحسب له الأنظمة وصورتها المعكوسة (الهيئات الدينية رسمية ومعارضة) حساباً، قادر على فضح كل شيء، ومثلما لم تعد تنطلي صورة البطل المقاوم الذي يحارب إسرائيل التي اتخذها نظام الأسد طوياً على أحد، لم تعد تنطلي أيضاً صورة الإسلام المألوفة. فوق ذلك كله، تأتي راية داعش ومثلها راية النصرة وشبيهاتها، والتي باتت في المخيلة العالمية اليوم، رديفاً مباشراً للإرهاب والقتل والعنف والتفجير، لكن تلك الرايات هي رايات محمد وعمر وعلي ومعاوية وصلاح الدين ومحمد الفاتح. والقضاء المبرم عليها الذي حصل بالفعل هذه الأيام، سوف لن يسمح لها بالعودة في يوم من الأيام، ما يجعل من الصورة النمطية بمعناها الحرفي لإسلام قوي منتصر، أمراً في عالم النسيان.

وذلك المسلم ذو اللحية المرخاة والوجه الذي كان يشعر من يراه أنه يشع نوراً، بات اليوم، حتى في الذهنية العربية والإسلامية أقرب إلى صورة المستوطن المتطرف الإسرائيلي كما صنعتها الميديا العربية طوال عقود. أو تلك الصورة التي شاعت عن المسلم المسكين الطيب الذي وصفه النبي بقوله “رُبَّ أشعث أغبر مدفوع بالأبواب، لو أقسم على الله لأبرَّه” الذي رواه مسلم، لم يعد ينطلي على وعي أحد. بعد بروز صورة مجاهدي داعش بشعورهم الطويلة لا من قلة اهتمام أو عدم قدرة، بل عن قصد مسبق، لإرهاب الآخر بوصفه صورة عصرية مناقضة.

كل تلك الخسائر فقط على مستوى الصورة، في عصر الصورة، تليها خسائر أخرى مما لا يمكن تعويضه، على أن ما يخفف وطأة ذلك على الإسلام، هو أنه ليس الخاسر الوحيد في هذه اللحظة.
------------
كلنا شركاء


إبراهيم الجبين
الاثنين 19 يونيو 2017